السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
هل الخمار غطاء الوجه؟
قلت بعضهم يحشون مقالاتهم وكتبهم بنقولات بلا فقه إنما بتقليد البعض
والخمار القرآني الذي في القرآن لا يقصد به تغطية الوجه وهو استدلال فقهي خاطئ نتج بسبب التقليد والتتابع
فإن قلت وكيف ذلك؟
قلت الصواب أن يستدل أصحاب تغطية الوجه بالجلباب على تغطية الوجه وليس الخمار وإلا سيحدث تناقض في آية القواعد ولكنهم لم يفطنوا إلى هذا التناقض
في آية القواعد {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ}
صح عن ابن مسعود وابن عباس وابن عمر أن {ثيابهن} يعني الجلباب (انظر تخريج أقوالهم في هذه المقالة بالتفصيل)
فإن سئلت أصحاب تغطية الوجه إذا وضعت المرأة الكبيرة في السن الجلباب هل سينكشف الوجه؟ فسيقولون نعم وسيستدلون بآية القواعد ولكن في الحقيقة لن ينكشف الوجه لأنهم جعلوا الخمار لتغطية الوجه أيضاً
ألا ترى إن عائشة تقول خمرت - أي غطيت - وجهي بجلبابي في حادثة الإفك ولم تقل بخماري
ولكن لا أدري ألم يسألوا أنفسهم كيف يكون الخمار والجلباب في القرآن كلاهما يغطيان الوجه؟
نعم نستطيع أيضاً أن نستخدم الخمار لتغطية الوجه وتغطية الوعاء وتغطية أي شيء وأيضاً تستطيع تغطية الوجه بأي قطعة قماش تستطيع المرأة به تغطية الوجه لكن نحن نقول الخمار في القرآن ماذا جعل الله وظيفته؟
ولذلك تراهم ذاهبين راجعين يستدلون بقول ابن حجر في حديث (عن عائشة رضي الله عنها، قالت: يرحم الله نساء المهاجرات الأول، لما أنزل الله: {وليضربن بخمرهن على جيوبهن} [النور: 31] شققن مروطهن فاختمرن بها)
فقال ابن حجر (فاختمرن) أي غطين وجوههن.
فنقول يعني أصبح الحديث هكذا ({وليضربن بخمرهن على جيوبهن} [النور: 31] شققن مروطهن فغطين وجوههن) فأين تغطية الصدر والذي هو الأصل في الآية؟ وهو {جيوبهن} وهذا بإجماع أهل الأرض
فهل الصحابيات فهمن من الآية تغطية الوجه وتركوا الصدر مفتوحاً فإن قلت لا لكن تنزله من الأعلى أي الشعر إلى الصدر فسيغطى الوجه بشكل أتوماتيكي لأنه يمر به فأقول لماذا لم يذكر ابن حجر هذا فكان ابن حجر يستطيع أن يقول "غطين صدورههن ووجوههن" ! وابن حجر عقب هذا الكلام قال "والخمار كالعمامة للرجل" فهل العمامة تغطي وجه الرجل حتى نقول أن الخمار يغطي وجه المرأة! أم أنك تزيد على كلام ابن حجر لتزيد من بطلانك ولهذا قال الألباني هو سبق قلم من ابن حجر أراد أن يقول "غطين صدورهن" فقال "وجوههن" هذا من جهة قلت وهو مصيب في هذا
ومن جهة أخرى كيف ستنفذ من آية القواعد وأنت تقلد ابن حجر رحمه الله؟
ولذلك من ينتقي من أقوال العلماء فهو مقلد يأخذ بفهمهم وليس بفهمه الخاص! لأنه يأخذ أقوال العلماء التي تعجبه ويترك التي لا تعجبه، فأقول هل نحن في سوق الخضرة؟
هذا والله المستعان