مدى صحة أثر قال الامام الأكفاني أقصر طرق الجنة سلامة الصدر

قال الإمام الأكفاني: أقصر طرق الجنة سلامة الصدر.

حكم الأثر: غلط، هذا القول ليس للأكفاني إنما هو لأبي عبد الملك قاسم بن عثمان الجوعي الزاهد

أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج49/ص122) أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون أنبأنا عبد الوهاب - هو ابن الحسن الكلاعي - وأخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني وعبد الكريم بن حمزة وأبو المعالي ثعلب بن جعفر قالوا أنبأنا أبو القاسم حسين بن محمد الحنائي (يعني كلاهما محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون وأبو القاسم حسين بن محمد الحنائي) حدثنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي أنبأنا سعيد بن عبد العزيز قال سمعت قاسماً الجوعي يقول أصل الدين الورع وأفضل وقال الأكفاني وعبد الكريم وأصل العبادة مكابدة الليل وأقصر طرق الجنة سلامة الصدر.

لكن هذه الجملة "وقال الأكفاني وعبد الكريم وأصل العبادة مكابدة الليل وأقصر طرق الجنة سلامة الصدر" خدعتهم فظنوا أنها للأكفاني وليس كذلك وذلك لقلة علمهم في علم الحديث أو نسخوها على وجه السرعة فتوهموا لأن هذا الكلام أخرجه غير ابن عساكر كما سيأتي لكن قبل ذلك سأضرب لكم مثالاً من عندي لتفهموا

قال البخاري روى يونس بن يزيد الأيلي وشعيب بن أبي حمزة كلاهما عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت "تواضعوا أيها المسلمون"

ثم قال البخاري وأما شعيب بن أبي حمزة فقال "تواضعوا أيها المؤمنون"

فلا يعني أن نقول قال شعيب بن أبي حمزة تواضعوا أيها المؤمنون كلا إنما مقصد البخاري إن لفظ شعيب بن أبي حمزة عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت تواضعوا أيها المؤمنون. لكن العلماء يختصرون لكي لا يعيدوا الإسناد مرة أخرى وهذه الأمثلة موجودة بكثرة في كتب الحديث بمعنى طالب الحديث يعلم هذا الأمر جيداً

وهذا الكلام عن قاسم الجوعي أخرجه غير ابن عساكر أيضاً بشكل أوضح

في كتاب جزء من حديث أبي الحسين عبد الوهاب بن الحسن الكلابي (ص91) رواه القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، أنبأ أبو الحسين محمد بن أحمد بن حسنون النرسي قراءة عليه وأنا أسمع في سنة تسع وأربعين وأربع مئة أنبأ أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي أخبرنا سعيد قال: سمعت قاسماً الجوعي يقول: أصل الدين الورع، وأفضل العبادة مكابدة الليل، وأفضل طرق الجنة سلامة الصدر.

- سعيد بن عبد العزيز هو أبو عثمان سعيد بن عبد العزيز بن مروان الحلبي ويقال له الدمشقي أيضاً لأنه سكن دمشق

وأخرجه الخطيب في الزهد (ص76) أخبرنا علي بن محمود بن إبراهيم الصوفي، أخبرنا عبد الوهاب بن الحسن (1) الكلابي بدمشق، حدثنا سعيد بن عبد العزيز الحلبي، قال: سمعت قاسماً الجوعي، يقول: أصل الدين الورع، وأفضل العبادة مكابدة الليل، وأفضل طرق الجنة سلامة الصدر.

فهنا لفظه "أفضل" وليس "أقصر" فإما أن "أفضل" تصحفت عند ابن عساكر إلى "أقصر" أو العكس أو إن أحد الرواة رواه بلفظ "أقصر" والآخر رواه "أفضل"

- علي بن محمود بن إبراهيم الصوفي هو أبو بكر الزَّوْزَنيّ قال الخطيب لا بأس به (تاريخ بغداد ت بشار ج13/ص605)

- (1) قلت في الأصل "الحسين" وهو تصحيف صوابه "الحسن"

والخلاصة الأثر حسن ثابت عن قاسم الجوعي الزاهد وليس عن الأكفاني

هذا والله أعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق