قال الصحابي عبد الله بن مسعود: تدرون كيف ينقص الإسلام من الناس؟ قالوا: نعم، كما ينقص سمن الدابة، وكما ينقص صبغ الثوب، وكما يقسو الدرهم لطول الخباء، فقال ابن مسعود: إن هذا منه، ولكن أكثر من ذلك: ذهاب العلماء، يكون في الحي [ولفظ سفيان: في القبيلة] العالمان، فيموت أحدهما، فيذهب بنصف علمهم، ويكون في الحي العالم فيموت، فيذهب بعلمهم، وبذهاب العلماء يذهب العلم.
وفي لفظ: إنما العلم قبضات، فإذا مات عالم ذهبت قبضة.
حكم الأثر: كلا الأثرين صحيح
1) الأعمش عن أبي وائل شقيق عن عبد الله بن مسعود
أخرجه ابن أبي عمر العدني في الإيمان (ص129) من طريق سفيان بن عيينة والبيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى ت عوامة (ج2/ص884) من طريق يعلى بن عبيد الطنافسي واللفظ له كلاهما عن الأعمش، عن أبي وائل [وعند البيهقي: شقيق]، قال: سمعت ابن مسعود، يقول: تدرون كيف ينقص الإسلام من الناس؟ قالوا: نعم، كما ينقص سمن الدابة، وكما ينقص صبغ الثوب، وكما يقسو الدرهم لطول الخباء، فقال: إن هذا منه، ولكن أكثر من ذلك: ذهاب العلماء، يكون في الحي [ولفظ سفيان: في القبيلة] العالمان، فيموت أحدهما، فيذهب بنصف علمهم، ويكون في الحي العالم فيموت، فيذهب بعلمهم، وبذهاب العلماء يذهب العلم.
وهذا إسناد صحيح
- أبو وائل هو شقيق بن سلمة الكوفي
1) عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل شقيق عن عبد الله بن مسعود
أخرجه الخطيب في الفقيه والمتفقه (ج1/ص154) من طريق إسحاق بن إبراهيم المروزي والطبراني في المعجم الكبير (ج9/ص203) من طريق أبي النعمان عارم بن الفضل كلاهما عن حماد بن زيد، عن عاصم - هو ابن بهدلة -، عن أبي وائل، قال: قال عبد الله: هل تدرون كيف ينقص الإسلام؟ قال: قالوا: كما ينقص صبغ الثوب، وكما ينقص سمن الدابة، وكما يقسو - الدرهم عن طول المكث قال يعني عبد الله بن مسعود -: إن ذلك منه، وأكثر من ذاك، موت العلماء أو قال: ذهاب العلماء.
وهذا إسناد حسن
- عاصم بن بهدلة هو عاصم بن أبي النجود
وأخرجه الدارمي في مسنده ت حسين أسد (ج1/ص311) أخبرنا محمد بن أسعد، حدثنا أبو بكر - هو ابن عياش -، عن عاصم، عن أبي وائل، قال: قال حذيفة رضي الله عنه: أتدري كيف ينقص العلم؟ قال: قلت: كما ينفض الثوب، وكما يقسو الدرهم قال: لا، وإن ذلك لمنه، قبض العلم: قبض العلماء.
قلت حذيفة غلط إنما هو ابن مسعود قال ابن أبي حاتم الرازي محمد بن أسعد أبو سعد المصيصي روى عن أبي بكر بن عياش روى عنه أحمد بن سعيد الدارمي سمعت أبي يقول ذلك (الجرح والتعديل ج7/ص208) وقال البعض هو التغلبي وقد فرق بينهما ابن أبي حاتم قلت وأياً كان فحذيفة غلط بلا ريب
وأخرج الديلمي في الفردوس كما عند ابن حجر في الغرائب الملتقطة (ج2/ص427) وأبو موسى المديني في اللطائف (ص217) من طريق أبي علي الحسن بن أحمد المقرئ الحداد أخبرنا أبو نعيم [وعند المديني: أحمد بن عبد الله الحافظ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا إسحاق بن أحمد حدثنا الحسن بن علي المناطقي حدثنا أبو زهر [وعند المديني: أبو زهير] حدثنا السري عن عاصم عن مسروق عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله جعل العلم قبضات ثم بثها [وعند المديني: ثم نبذها] في البلاد فإذا سمعتم بعالم قد قبض من الأرض فقد رفعت قبضة فلا يزال يقبض حتى لا يبقى منه شيء.
وهذا إسناد باطل والصواب كما تقدم عاصم عن أبي وائل عن ابن مسعود بلفظه
[زاد أبو موسى المديني] قال: أحمد - يعني أبا نعيم الأصبهاني -: غريب من حديث عبد الله مرفوعاً تفرد به أبو زهير واسمه عبد الرحمن بن مغراء عن السري وهو [ابن] إسماعيل الهمداني.
- السري هو السري بن إسماعيل الهمداني الكوفي ابن عم الشعبي متروك متهم بالكذب
- عبد الله بن محمد هو أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان المعروف بأبِي الشيخ الأصبهاني
- إسحاق بن أحمد هو إسحاق بن أحمد بن زيرك الفارسي وللتأكيد أنه هو فقد أخرج الخطيب من طريق منصور بن محمد الأصبهاني قال حدثنا إسحاق بن أحمد بن زيرك حدثنا الحسن بن علي المناطقي حدثنا أبو زهير يعني عبد الرحمن بن مغراء (موضح أوهام الجمع والتفريق للخطيب ت قلعجي ج2/ص411-412)
- أبو زهر تصحيف والصواب ما عند أبي موسى المديني "أبو زهير" واسمه كما قال أبو نعيم هو عبد الرحمن بن مغراء وأخرج الطبراني من طريق الحسن بن علي المناطقي، حدثنا أبو زهير عبد الرحمن بن مغراء، عن أبي سعد البقال (المعجم الصغير ج1/ص136)
وأخرج الخطيب في الفقيه والمتفقه (ج1/ص154) من طريق سفيان بن عيينة وأبو بكر محمد بن عبد الله بن خلف الدقاق العكبري في الجزء الثاني من حديثه مخطوطة جوامع الكلم (ص4) من طريق أبي محمد عبدة بن سليمان الكلابي الكوفي كلاهما عن إسماعيل بن أبي خالد، سمع أبا عمرو الشيباني، يقول: سمعت ابن مسعود، يقول: إنما العلم قبضات، فإذا مات عالم ذهبت قبضة. ولفظ عبدة الكوفي: العلم قبضات كلما ذهب عالم قبضت قبضة.
وهذا إسناد صحيح
هذا والله أعلم