قال الصحابي عبد الله بن مسعود: لقنوا موتاكم لا إله إلا الله، فإنها تهدم الخطايا فقيل له: كيف الحي؟ قال: هي أهدم وأهدم.
حكم الأثر: ساقط ضعيف جداً وسيأتي الصحيح عن ابن مسعود
أما هذا فقد أخرجه عبد الرزاق في المصنف ط التأصيل الثانية (ج4/ص123) عن معمر، عن أبان، عمن حدثه، أن ابن مسعود قال: لقنوا موتاكم لا إله إلا الله، فإنها تهدم الخطايا. فقيل له: كيف الحي؟ قال: هي أهدم، وأهدم.
وهذا إسناد هالك
- أبان هو أبان بن أبي عياش البصري قال الإمام شعبة لأن ارتكب سبعين كبيرة أحب إلي من أن أحدث عن أبان بن أبي عياش (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج1/ص134)
- عمن حدثه مجهول
وأما الصحيح عن ابن مسعود فلفظه لقنوا موتاكم لا إله إلا الله؛ فإن نفس المؤمن تخرج رشحاً، ونفس الكافر تخرج من شدقه، كما تخرج نفس الحمار.
حكم الأثر: صحيح موقوفاً على ابن مسعود من قوله وله حكم الرفع وأما المرفوع إلى النبي فمعلول
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (ج10/ص189) حدثنا عبدان بن أحمد - هو عبد الله بن أحمد بن موسى بن زياد الأهوازي -، ثنا سليمان بن أيوب صاحب البصري، ثنا حماد بن زيد، عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد الله رفعه قال: لقنوا موتاكم لا إله إلا الله؛ فإن نفس المؤمن تخرج رشحاً، ونفس الكافر تخرج من شدقه، كما تخرج نفس الحمار.
إسناده معلول والصواب فيه الوقف كما سيأتي
قال الهيثمي إسناده حسن (مجمع الزوائد ج2/ص323) ومثله قال الألباني (السلسلة الصحيحة ج5/ص184)
قلت وكلاهما رحمهما الله مخطئان ورفعه معلول فقد رواه اثنان عن حماد بن زيد به فأوقفاه على ابن مسعود من قوله
أما الأول فقد أخرجه ابن أبي الدنيا في المحتضرين (ص23) حدثني محمد بن الحسين قال: حدثنا حبان بن هلال قال: حدثنا حماد بن زيد، عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: لقنوا موتاكم لا إله إلا الله.
- محمد بن الحسين هو أبو جعفر البرجلاني صاحب التصانيف صدوق قال أبو حاتم الرازي ذُكِرَ لي أن رجلاً سأل أحمد بن حنبل عن شيء من حديث الزهد فقال: عليك بمحمد بن الحسين البرجلاني (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج7/ص229) وقال الخطيب بلغني عن إبراهيم بن إسحاق الحربي أنه سئل عن محمد بن الحسين البرجلاني فقال ما علمت إلا خيراً (تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج3/ص5) وقال الصفدي وكان ثقة صدوقاً (الوافي بالوفيات ج2/ص250)
- حبان بن هلال ثقة ثبت
وأما الثاني فقد أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (ج9/ص175) حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا عارم أبو النعمان، ثنا حماد بن زيد، عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال: إن المؤمن يخرج نفسه رشحاً، وإن الكافر يخرج نفسه في شدقه كما يخرج نفس الحمار.
- عارم أبو النعمان هو محمد بن الفضل السدوسي من شيوخ البخاري
وهذا هو الصواب موقوفاً وإسناده حسن صحيح وله حكم الرفع
وقد روي من طريق آخر عن ابن مسعود موقوفاً عليه وهذا يدل أن الموقوف هو الصحيح
أخرجه عبد الرزاق في المصنف ط التأصيل الثانية (ج4/ص123) والبيهقي في شعب الإيمان ط الرشد (ج12/ص456) من طريق قبيصة بن عقبة السوائي كلاهما (عبد الرزاق وقبيصة) عن الثوري، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة قال: كان عند أخ له وهو يسوق، فجعل يرشح جبينه، فضحك علقمة، فقال له يزيد بن أوس: ما يضحكك يا أبا شبل؟ قال: إني سمعت عبد الله بن مسعود يقول: إن نفس المؤمن تخرج رشحاً، وإن نفس الكافر تخرج من شدقه كما تخرج نفس الحمار، وإن المؤمن يشدد عليه موته بالسيئة قد عملها لتكون [وعند البيهقي: ليكفر] بها، وإن الكافر ليهون عليه عند موته بالحسنة قد عملها لتكون بها.
وقد توبع الثوري تابعه أبو معاوية الضرير أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ت الشثري (ج7/ص201) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة أنه دخل على صديق له من النخع يعوده، فمسح جبينه، فوجده يرشح فضحك فقال له بعض القوم: ما يضحكك يا أبا شبل قال: ضحكت من قول عبد اللَّه إن نفس المؤمن تخرج رشحاً وإنه قد يكون عمل السيئة فيشدد عليه عند الموت ليكون بها، وإن نفس الكافر والفاجر ليخرج من شدقة كما تخرج نفس الحمار، وإنه قد يكون عمل الحسنة فهون عليه عند الموت ليكون بها.
وهذا إسناد صحيح
وتابعهما وكيع، وابن عيينة، ومحمد بن عبيد ثلاثتهم عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود موقوفاً عليه من قوله ذكر ذلك الدارقطني في علله (ج5/ص143)
وجاء بلفظ آخر أيضاً عن ابن مسعود ولا يصح
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ت الشثري (ج6/ص449) حدثنا معاوية بن هشام قال: حدثني شريك عن عاصم عن المسيب بن رافع عن عبد اللَّه قال: لقنوا موتاكم لا إله إلا اللَّه فإنها لا تكون آخر كلام امرئ مسلم إلا حرمه اللَّه على النار.
وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك وهو ابن عبد الله القاضي النخعي ثم هو منقطع المسيب لم يسمع من ابن مسعود قال أبو حاتم الرازي المسيب بن رافع عن ابن مسعود مرسل ومرة قال لم يلق ابن مسعود (المراسيل لابن أبي حاتم ص207) وقال أحمد بن حنبل المسيب بن رافع لم يسمع من عبد الله بن مسعود شيئاً (العلل ومعرفة الرجال رواية ابنه ج2/ص321) وقال يحيى بن معين لم يسمع المسيب بن رافع من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا البراء بن عازب (تاريخ ابن معين رواية الدوري برقم 2930)
هذا والله أعلم