مدى صحة قال ابن عباس في العزل من شاء عزل، ومن شاء ترك

قال ابن عباس رضي الله عنه: من شاء عزل، ومن شاء ترك.

يقصد ابن عباس الأمة أما الحرة فكلا فلا يعزل إلا بإذنها وسيأتي بيان ذلك عن ابن عباس نفسه

حكم الأثر: صحيح ثابت

1) زائدة بن عمير الطائي عن ابن عباس

1- يونس بن أبي إسحاق عن زائدة بن عمير الطائي به

أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (ج12/ص125) والمقدسي في الأحاديث المختارة (ج10/ص36-37) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين ثم أخرجه المقدسي في الأحاديث المختارة (ج10/ص38) من طريق أبي قطن عمرو بن الهيثم الزبيدي البصري كلاهما عن يونس بن أبي إسحاق، ثنا زائدة بن عمير الطائي قال: قلت لابن عباس: كيف ترى في العزل؟ قال: إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيه شيئاً فهو كما قال، وإلا فإني أقول فيه [زاد المقدسي: برأي]: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: ٢٢٣] من شاء عزل، ومن شاء ترك.

- زائدة بن عمير الطائي الكوفي قال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين ثقة وقال أبو حاتم الرازي محله الصدق (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج3/ص612)

وأخرجه ابن أبي حاتم في التفسير ط مصطفى الباز (ج2/ص405) حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي، ثنا وكيع، عن يونس بن أبي إسحاق عن زائدة بن عمير الطائي، عن ابن عباس، في قوله: {فأتوا حرثكم أنى شئتم} قال: إن شئت عربي وإن شئت غير عربي.

2- شعبة عن زائدة بن عمير الطائي به

أخرجه المقدسي في الأحاديث المختارة (ج10/ص37) أخبرنا الشيخ محمد بن محمد بن أبي القاسم المؤدب التميمي أن أبا الخير محمد بن رجاء بن إبراهيم بن عمر بن الحسن بن يونس أخبرهم، أبنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، أبنا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه، ثنا إبراهيم بن محمد، ثنا هارون بن عيسى البلدي، ثنا إبراهيم بن هانئ، ثنا آدم، قثنا شعبة، قثنا زائدة بن عمير الطائي قال: سألت ابن عباس، عن العزل؟ فقال: فيه نزلت هذه الآية: {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم}.

3- أبو إسحاق السبيعي عن زائدة بن عمير به

أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (ج2/ص37-39) والحاكم في المستدرك على الصحيحين (ج2/ص306) والطحاوي في شرح مشكل الآثار (ج15/ص423) من طريق أبي وهب عبيد الله بن عمرو الأسدي، عن زيد بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق، عن زائدة بن عمير قال: سألت ابن عباس عن العزل، فقال: قد أكثرتم فيه فإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيه شيئاً فهو كما قال، وإن لم يكن قال فيه شيئاً، فأنا أقول فيه: {نساؤكم حرث لكم، فأتوا حرثكم أنى شئتم} فإن شئتم فاعزلوا، وإن شئتم فلا تعزلوا.

وأخرجه الطبري في تفسيره ت شاكر (ج4/ص408) من طريق ‌يونس بن أبي إسحاق والطحاوي في شرح معاني الآثار (ج3/ص41) من طريق أبي الأحوص وابن أبي شيبة في المصنف ت الشثري (ج9/ص321) من طريق أبي بكر بن عياش ثلاثتهم عن أبي إسحاق، عن ‌زائدة ‌بن ‌عمير، عن ابن عباس [زاد الطحاوي وابن أبي شيبة: قوله {‌نِسَاؤُكُمْ ‌حَرْثٌ ‌لَكُمْ}] قال: إن شئت فاعزل، وإن شئت فلا تعزل.

وأخرجه أحمد بن منيع البغوي في مسنده كما في المطالب لابن حجر (ج8/ص203) حدثنا أبو النضر، ثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن رجل من سليم، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: إن كان قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فهو كما قال يعني العزل وأنا لا أرى به بأساً، زرعك إن شئت أعطشت وإن شئت سقيت. صحيح والرجل هو زائدة بن عمير

2) عكرمة عن ابن عباس

أخرجه سعيد بن منصور في سننه ت الأعظمي (ج2/ص128) من طريق هشيم وابن المنذر في الأوسط ط دار الفلاح (ج9/ص116) من طريق يزيد بن زريع كلاهما عن خالد [زاد ابن المنذر: الحذاء]، عن عكرمة، عن ابن عباس، [زاد ابن المنذر: قال: كان لا يرى بالعزل بأساً]، قال: هو حرثك إن شئت فأروه وإن شئت فأظمه. إسناده حسن صحيح

وأخرجه ابن شاذان في الثامن من أجزاءه (ص53) حدثنا محمد، نا محمد بن الفضل، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس، أنه سئل عن العزل، فقال: ما كان ابن آدم ليقتل نفساً قضى الله خلقها، حرثك إن شئت سقيته، وإن شئت أعطشته. إسناده ليس بشيء ساقط

3) عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس

أخرجه عبد الرزاق في المصنف ط التأصيل الثانية (ج7/ص106) ومن طريقه ابن المنذر في الأوسط ط دار الفلاح (ج9/ص115) عن ابن جريج، عن عطاء، أن رجلاً، قال لابن عباس: إن ناساً يرون أنها الموءودة الصغرى (يعني العزل)، فقال ابن عباس: سبحان الله، تكون نطفة، ثم تكون علقة، ثم تكون مضغة، ثم تكون عظاماً، ثم تكسى العظام لحماً، فقال بيده، فجمع أصابعه، ثم مدها في السماء، وقال: العزل قبل هذا كله، كيف يكون موءودة؟ ثم ينفخ فيه الروح، فيكون العزل قبل هذا كله. إسناده صحيح

4) عبيد الله بن أبي يزيد المكي عن ابن عباس

أخرجه عبد الرزاق في المصنف ط التأصيل الثانية (ج7/ص102) أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني عبيد الله بن أبي يزيد، وهو جالس مع عطاء، أن ابن عباس سأله رجل وهو جالس عنده، عن عزل النساء؟ فقال: ليس به بأس، فدعا ابن عباس جارية له ترمي، فقال: إني لأصنعه بهذه، فقال عطاء حينئذ: فقال له رجل من القوم: إن ناسا يقولون: إنها الموءودة الصغرى، فقال ابن عباس: سبحان الله، تكون نطفة، ثم تكون علقة، ثم تكون مضغة، ثم تكون عظما، ثم يكسى العظم لحماً، قال: وقال بيده، وجمع أصابعه فمدها في السماء، وقال: العزل يكون قبل هذا كله، كيف يكون موءودة، ثم ينفخ فيه الروح فيكون العزل قبل هذا كله. إسناده صحيح

5) سعيد بن جبير عن ابن عباس

أخرجه سعيد بن منصور في سننه ت الأعظمي (ج2/ص130) نا أبو عوانة، عن سليمان بن أبي المغيرة، قال: سألت سعيد بن جبير عن العزل، فقال: كان ابن عمر يكرهه، وعن ابن عباس: لا يرى به بأساً. إسناده صحيح

6) عبد الرحمن بن يعقوب الجهني المدني عن ابن عباس

أخرجه إسماعيل بن جعفر المدني في حديثه (ص359) حدثنا العلاء، عن أبيه أنه قال: سألت عبد الله بن عباس عن ‌العزل فلم ير به بأساً. صحيح
- العلاء هو أبو شبل العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي المدني

7) ابن أبي مليكة عن ابن عباس

أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ت الشثري (ج9/ص326) حدثنا محمد بن بشر عن مسعر قال: أخبرني الحسن بن سعد عن ابن أبي مليكة أن ابن عباس سئل عن العزل فدعا جارية له فقال: عزلت عنك أمس. صحيح

8) مجاهد عن ابن عباس

أخرجه عبد الرزاق في المصنف ط التأصيل الثانية (ج7/ص103) والبيهقي في شعب الإيمان ط العلمية (ج7/ص376) من طريق  إسحاق الأزرق كلاهما عن الثوري، عن منصور، عن مجاهد، أن ابن عباس كان يعزل عن أمة [ولفظ البيهقي: عن جارية] له، ثم يريها إياه مخافة أن تجيء بشيء. صحيح

وأخرجه سعيد بن منصور في سننه ت الأعظمي (ج2/ص129) نا جرير، عن منصور، عن مجاهد، قال: كان لابن عباس جارية سوداء، وكان يطؤها، ويعزل عنها، ويجعل ماءه في خرقة، ويريها إياها. صحيح

9) رجل يقال له ذفيف عن ابن عباس

أخرجه يحيى بن يحيى الليثي في موطأ مالك (ج2/ص595) وأبو مصعب الزهري في الموطأ (ج1|/ص668) كلاهما عن مالك عن حميد بن قيس المكي، عن رجل يقال له ذفيف، أنه قال: سئل ابن عباس عن العزل فدعا جارية له، فقال: أخبريهم فكأنها استحيت، فقال: هو ذلك أما أنا فأفعله. قال يحيى الليثي يعني أنه يعزل

10) الشعبي عن ابن عباس

أخرجه عبد الرزاق في المصنف ط التأصيل الثانية (ج7/ص107) والبيهقي في شعب الإيمان ط العلمية (ج7/ص376) من طريق أبي محمد الحسين بن حفص الأصبهاني كلاهما (عبد الرزاق والحسين) عن سفيان الثوري، عن سلمة بن تمام، عن الشعبي، قال: سئل ابن عباس عن العزل، فقال: ما كان ابن آدم ليقتل نفسا قضى الله بخلقها، هو حرثك إن شئت سقيت، وإن شئت أعطشت.

- سلمة بن تمام هو أبو عبد الله الشقري قال أبو حاتم الرازي ثقة صدوق لا بأس به وقال يحيى بن معين ثقة (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج4/ص158 وتاريخ ابن معين رواية الدوري ج4/ص124 ورواية الدارمي ص127) وقال أحمد بن حنبل ليس هو بقوي في الحديث (العلل ومعرفة الرجال لأحمد رواية ابنه ج1/ص418) وقال النسائي ليس بذاك القوي (الضعفاء والمتروكون ص47)

وقد توبع سلمة بن تمام أخرجه البيهقي في شعب الإيمان ط العلمية (ج7/ص376) أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار، ثنا سعدان بن نصر، ثنا أبو معاوية، عن الفضل بن يزيد الثمالي، عن الشعبي، عن ابن عباس قال: ما أبالي عزلت أو بزقت، قال: وكان صاحب هذه الدار يكرهه يعني ابن مسعود.

- الفضل بن يزيد الثمالي هو كوفي قال أبو زرعة الرازي ثقة (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج7/ص69)

11) خلاس بن عمرو الهجري عن ابن عباس

أخرجه الثعلبي في تفيره ط دار التفسير (ج6/ص83) أخبرنا الحسين بن محمد بن الحسين العدل، قال: أنا هارون بن محمد بن هارون العطار، قال: نا الحسن بن علي التستري، قال: حدثنا إسحاق الأزرق، عن عوف، عن خلاس بن عمرو الهجري قال: سئل ابن عباس عن العزل؟ قال: حرثك إن شئت، فأعطش، وإن شئت فارو.

12) قال أبو الفتح الأزي في كتابه "من وافق اسمه كنية أبيه" (ص53) كعب ابن أبي كعب عن عمه عن ابن عباس: إن شئت فاعزل وإن شئت فلا تعزل ما شاء الله فهو كائن لن يغلب الله شيء.

وأما بالنسبة إن قول ابن عباس هذا في الأمة (الجارية) وليس في الحرة

فقد أخرج عبد الرزاق في المصنف ط التأصيل الثانية (ج7/ص104) ومن طريقه ابن المنذر في الأوسط ط دار الفلاح (ج9/ص119) وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان ط العلمية (ج7/ص377) من طريق أبي محمد عبد الله الوليد المكي العدني كلاهما (عبد الرزاق وعبد الله بن الوليد) عن الثوري، عن عبد الكريم الجزري، عن عطاء، عن ابن عباس قال: تستأمر الحرة في العزل، ولا تستأمر الأمة السرية، وإن كانت الأمة تحت حر كان عليه أن يستأمرها كما يستأمر الحرة. وهذا إسناد حسن صحيح

وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ت الشثري (ج9/ص331) بتصرف حدثنا وكيع عن طلحة عن عطاء عن ابن عباس قال يستأمر الحرة، ولا يستأمر الأمة. إسناده ضعيف جداً من أجل طلحة وهو طلحة بن عمرو الحضرمي متروك الحديث والأول يغني عنه

هذا والله أعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق