مدى صحة حديث الزنا يورث الفقر

الزنا يورث الفقر.

حكم الحديث: باطل وقد وري بنحوه عن ابن عمر وزيد بن عمرو موقوفاً كما سيأتي

فأما الحديث فقد

قال الجهبذ إمام العلل أبو حاتم الرازي حديث باطل (انظر علل الأحاديث لابن أبي حاتم ج4/ص33)

وقال الدارقطني باطل (تعليقات الدارقطني على المجروحين لابن حبان ص226)

وقال الذهبي منكر (ميزان الاعتدال ج3/ص424)

وروي هذا موقوفاً على الصحابي ابن عمر وزيد بن عمرو بن نفيل

أما قول ابن عمر فقد

أخرجه ابن حبان في الثقات (ج7/ص574) حدثني مكحول ببيروت حدثنا يوسف بن يحيى الجبلي ثنا أبو النضر هاشم بن القاسم قال أبو شهاب الحناط عن هلال بن مصعب عن مكحول الشامي قال قال لي بن عمر يا مكحول إياك والزنا فإنه يورث الفقر

وهذا الأثر منكر 
- يوسف بن يحيى الجبلي و"يحيى" تصحيف وصوابه "بحر" قال ابن عدي أتى عن الثقات بالمناكير (الكامل ج8/ص510) ولم يتابعه على هذا أحد
- هلال بن مصعب مجهول ولم يتابعه عليه أحد


وأما قول زيد بن عمرو بن نفيل فقد

أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في معرفة الأصحاب (ج3/ص1134) حدثنا محمد بن علي بن حبيش، ثنا عبد الله بن الصقر - هو السكري -، ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، ثنا سعيد بن عمرو الزنبري، ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر، قالت: رأيت زيد بن عمرو بن نفيل شيخاً كبيراً، مسنداً ظهره إلى الكعبة، يقول: ويحكم معاشر قريش إياكم والزنى، فإنه يورث الفقر. وقد توبع عبد الله بن الصقر السكري أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج19/ص512-513) من طريق أحمد بن محمد بن إبراهيم وعبد الله بن نسيب كلاهما عن إبراهيم بن المنذر الحزامي عن سعيد بن عمرو به

- سعيد بن عمرو الزنبري قلت "الزنبري" تصحيف وصوابه "الزبيري" قال الدارقطني من رواية السلمي عنه ثقة

- عبد الرحمن بن أبي الزناد صدوق لكن ليس بذاك المتقن وأقوال العلماء فيه كالآتي

قال النسائي ضعيف 
وأما أحمد بن حنبل فقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي عن ابن أبي الزناد، فقال: كذا وكذا. قال العقيلي يعني: ضعيف وقال الذهبي في قول أحمد "كذا وكذا" يلينه، وقال صالح بن بن أحمد بن حنبل عن أبيه مضطرب الحديث، وقال عبد الملك بن عبد الحميد الميموني عن أحمد بن حنبل ضعيف الحديث
وقال عمرو الفلاس كان يحيى يعني القطان وعبد الرحمن يعني ابن مهدي لا يحدثان عن عبد الرحمن بن أبي الزناد
وأما يحيى بن معين فقال عباس الدوري عن يحيى بن معين لا يحتج بحديثه، وقال ابن محرز عن يحيى بن معين لم يكن يثبت ضعيف الحديث ومرة ليس ممن يحتج به أصحاب الحديث ليس بشيء، وقال غسان بن المفضل الغلابي عن يحيى بن معين ضعيف، وقال الدارمي عن يحيى بن معين ضعيف، وقال معاوية بن صالح عن يحيى بن معين ضعيف، وقال أحمد بن محمد الحضرمي عن يحيى بن معين ضعيف، وقال سليمان بن أيوب البغدادي عن يحيى بن معين يقول: إني لأعجب ممن يعد في المحدثين فليحاً وابن أبي الزناد
وقال ابن عدي وبعض ما يرويه، لا يتابع عليه، وهو ممن يكتب حديثه
وقال أبو حاتم الرازي يكتب حديثه ولا يحتج به
وقال ابن حبان  كان ممن ينفرد بالمقلوبات عن الأثبات، وكان ذلك من سوء حفظه وكثرة خطئه، فلا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد، فأما فيما وافق الثقات فهو صادق في الروايات، يحتج به

ووثقه الترمذي وغيره لكن المقصد ليس التوثيق فنحن لا نشك في صدقه لكن المقصد أن فيه كلام وليس بذاك الحجة كالثوري والقطان وأيوب وغيرهم

(انظر الضعفاء والمتروكون للنسائي ص68 الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج5/ص252 والضعفاء الكبير للعقيلي ج2/ص340 والكامل لابن عدي ج5/ص449-453 وتاريخ ابن معين رواية ابن محرز ج1/ص73 ورواية الدارمي ص151 وسير أعلام النبلاء ط الرسالة ج8/ص169 والمجروحين لابن حبان ت حمدي ج11/ص21 وتاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج11/ص494)

قلت وهذا لم يتابعه أحد عليه تفرد به وعنه سعيد بن عمرو الزبيري وعن سعيد إبراهيم بن المنذر الحزامي

والخلاصة لا يصح في القلب منه شيء

وقد روى أبو أسامة حماد بن أسامة والليث بن سعد ومحمد بن إسحاق صاحب المغازي ثلاثتهم عن هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر قالت: رأيت زيد بن عمرو بن نفيل قائماً مسنداً ظهره إلى الكعبة يقول: يا معشر قريش، ما منكم اليوم أحد على دين إبراهيم غيري، وكان يحيي الموؤودة يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته: مهلاً لا تقتلها أنا أكفيك مؤونتها، فيأخذها فإذا ترعرعت قال لأبيها: إن شئت دفعتها إليك وإن شئت كفيتك مؤونتها.

هكذا ليس فيه أنه قال "الزنى يورث الفقر". أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ط العلمية (ج3/ص291) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة والبخاري في صحيحه (الأثر برقم 3828) من طريق الليث بن سعد وابن هشام في السيرة ت السقا (ج1/ص225) من طريق محمد بن إسحاق صاحب المغازي وصرح بالتحديث

هذا والله أعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق