مدى صحة قال ابن مسعود يؤتى الرجل في قبره فتؤتى رجلاه فتقول...

قال ابن مسعود رضي الله عنه: يؤتى الرجل في قبره فتؤتى رجلاه فتقول ليس لكم على ما قبلي سبيل كان يقرأ سورة الملك ثم يؤتى من قبل صدره أو قال بطنه فيقول ليس لكم على ما قبلي سبيل كان يقرأ في سورة الملك ثم يؤتى من قبل رأسه فيقول ليس لكم على ما قبلي سبيل كان يقرأ في سورة الملك فهي المانعة تمنع عذاب القبر وهي في التوراة سورة الملك من قرأها في ليلة فقد أكثر وأطيب.

حكم الأثر: صحيح ثابت

1) زر بن حبيش الأسدي عن ابن مسعود

أخرجه عبد الرزاق في المصنف ط التأصيل (ج3/ص283) ومن طريقه الطبراني في المعجم الكبير (ج9/ص131) وأخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن (ص105) من طريق محمد بن كثير العبدي وأخرجه الحاكم في المستدرك (ج2/ص540) من طريق عبد الله بن المبارك ثلاثتهم (عبد الرزاق ومحمد بن كثير العبدي وعبد الله بن المبارك) عن سفيان الثوري، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، عن ابن مسعود قال: يؤتى الرجل في قبره، فتؤتى رجلاه، فتقولان: ليس لكم على ما قبلنا سبيل، قد كان يقرأ علينا سورة الملك، ثم يؤتى جوفه، فيقول: ليس لكم علي سبيل، كان قد أوعى بي سورة الملك، ثم يؤتى رأسه، فيقول: ليس لكم على ما قبلي سبيل، كان يقرأ في سورة الملك. قال عبد الله [وكذا عند ابن الضريس: قال عبد الله، وأما عند الحاكم: قال]: وهي المانعة، تمنع من عذاب القبر، وهي في التوراة هذه سورة الملك، ومن قرأها في ليلة فقد أكثر وأطيب.

وقد توبع سفيان الثوري

1- تابعه شعبة بن الحجاج أخرجه البيهقي في إثبات عذاب القبر (ص99) والطبراني في المعجم الكبير (ج9/ص131) كلاهما من طريق عمرو بن مرزوق، أنبا شعبة، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله يعني ابن مسعود قال: سورة تبارك هي المانعة، تمنع بإذن الله تبارك وتعالى من عذاب القبر، أتي رجل من قبل رأسه فقالت له: لا سبيل لك على هذا إنه كان قد دعا في سورة الملك، وأتي من قبل رجليه فقالت رجلاه: لا سبيل لكم على هذا إنه كان يقوم بي بسورة الملك فمنعته بإذن الله من عذاب القبر، وهي في التوراة سورة الملك، من قرأها في ليلة فقد أكثر وأطاب.

2- وتابعه حماد بن زيد الأزدي أخرجه جعفر بن محمد الفريابي في فضائل القرآن (ص139) من طريق محمد بن عبيد بن حساب والطبراني في المعجم الكبير (ج9/ص131) من طريق أبي النعمان عارم بن الفضل السدوسي وأبو الفرج مسعود بن الحسن الثقفي في عروس الأجزاء (ص89) من طريق عبيد الله بن عمر القواريري وابن الضريس في فضائل القرآن (ص105) من طريق موسى بن إسماعيل التبوذكي وعلي بن عثمان الرقاشي خمستهم عن حماد بن زيد، نا عاصم، عن زر، أن ابن مسعود، ذكر تبارك الذي بيده الملك قال: هي المانعة تمنع من عذاب القبر، وتوقي الرجل فيؤتى [زاد علي بن عثمان وعارم: في قبره] من قبل رجليه، فتقول رجلاه: لا سبيل لكم على ما قبلي، أنه كان يقرأ علي سورة الملك، ويؤتى من قبل بطنه، فتقول بطنه: لا سبيل لكم على ما قبلي، أنه قد وعي في سورة الملك، ويؤتى من قبل رأسه، فيقول رأسه: لا سبيل لكم علي، إنه كان يقرأ في سورة الملك قال: وهي في التوراة ثلاثون آية [ولم يقل التبوذكي والرقاشي والقواريري: "ثلاثون آية" إنما قالوا "وهي في التوراة" فقط]، سورة الملك من قرأها في ليلة فقد أكثر وأطيب.

3- وتابعه مسعر بن كدام أخرجه جعفر بن محمد الفريابي في فضائل القرآن (ص141) حدثنا منجاب بن الحارث، نا علي بن مسهر،[.... (1)] عن عاصم، عن زر، عن عبد الله قال: تؤتى رجلاً العبد في قبره، فتقولان: لا سبيل لكما علينا، قد كان يقوم فيقرأ علينا سورة الملك، فيؤتى بطنه، فيقول: لا سبيل لكم علي، قد كان أوعى في سورة الملك، فيؤتى رأسه، فيقول لسانه ورأسه: لا سبيل لكم علي، قد كان يقرأ بي سورة الملك، وهي المانعة، تمنع من عذاب القبر، وهي المكتوبة في التوراة، هذه سورة الملك من قرأها في ليلة فقد أكثر وأطيب.

- (1) قلت هكذا فراغ وكأن المخطوطة غير واضحة وعلى كل حال هو مسعر والدليل قد توبع علي بن مسهر تابعه إسماعيل بن عمرو البجلي أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء (ج7/ص248) ثم قال أبو نعيم كذا رواه إسماعيل بن عمرو، وتابعه عليه علي بن مسهر. قلت وقوله تابعه عليه علي بن مسهر علمنا أن الطريق السابقة أي الفراغ هو مسعر وبالله التوفيق

4- وتابعه زائدة بن قدامة الثقفي أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (ج9/ص131) حدثنا محمد بن النضر الأزدي، ثنا معاوية بن عمرو، ثنا زائدة، ثنا عاصم بن أبي النجود، عن زر، عن عبد الله، قال: إذا كان الرجل يقرأ سورة الملك كل ليلة فأدخل قبره فيؤتى في قبره فيبدأ برجليه فتقول رجلاه: ما لكم على ما قبلي سبيل فذكر مثله. يعني مثل لفظ عبد الرزاق عن الثوري

5- وتابعه أبو عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري أخرجه أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد الرازي في فضائل القرآن (ص150) أنا ابن فناكي، نا الروياني، نا أبو الربيع السمتي، نا أبو عوانة وضاح بن عبد الله، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أنه قال: سورة الملك هي المانعة، تمنع من عذاب القبر، قال: فيؤتى الذي كان يقرأ بها كل ليلة في قبره، قال: فيؤتى من قبل رجليه، فتقول رجلاه: إنه ليس لكم على ما قبلي سبيل، إنه كان يقرأ علي سورة الملك، قال: فيؤتى من قبل جوفه، فيقول: إنه ليس لكم على ما قبلي سبيل، إنه كان وعى في سورة الملك، قال: فيؤتى من قبل رأسه، فيقول لسانه: إنه ليس لكم على ما قبلي سبيل، إنه كان يقرأ بي سورة الملك، ومن قرأها في كل ليلة فقد أكثر وأطيب، قال: وهي في التوراة مكتوبة: هذه سورة الملك. 

وأناه ابن فراس بمكة، نا أبو جعفر الديبلي، نا محمد بن زنبور، عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم، واللفظ لأبي عوانة

6- وتابعه زيد بن أبي أنيسة أخرجه جعفر بن محمد الفريابي في فضائل القرآن (ص142) حدثني عبد الحميد بن موسى، نا عبيد الله بن عمرو، عن زيد، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، أن ابن مسعود، ذكر عنده سورة الملك، فقال: هي المانعة تمنع من عذاب القبر، وهي مكتوبة في التوراة سورة الملك، من قرأها فقد أكثر وأطيب، ثم قال ابن مسعود: إذا مات الرجل، قد كان يقرأها فيؤتى من قبل رجليه قالتا رجلاه: ليس لكم على ما قبلي سبيل، قد كان يقوم علي سورة الملك كل ليلة، وإذا أتي من قبل بطنه قالت بطنه: ليس لكم على ما قبلي سبيل، فقد وعي في سورة الملك، فإذا أتي من قبل رأسه قال رأسه: ليس لكم على ما قبلي سبيل، كان يقرأ في سورة الملك قال: وهي المانعة تمنع من عذاب القبر

7- وتابعه شريك النخعي أخرجه أبو عبيد الهروي في فضائل القرآن (ص260)

8- وتابعه الخليل بن مرة الضبعي أخرجه الثعلبي في تفسيره ط التفسير (ج27/ص83-84) أخبرنا أبو الحسن بن أبي إسحاق المزكي، وأبو الحسن بن أبي الفضل العدل قالا: حدثنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار، حدثنا سعدان بن نصر، حدثنا معمر بن سليمان - هو الرقي -، عن الخليل بن مرة، عن عاصم بن أبي النجود، أراه عن زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: إذا وضع الميت في قبره يؤتى من قبل رجليه، فيقال: ليس لكم عليه سبيل؛ لأنه قد كان يقوم بسورة الملك، ثم يؤتى من قبل رأسه، فيقول لسانه: ليس لك عليه سبيل، كان يقرأ بي سورة الملك، ثم قال: هي المانعة من عذاب الله، وهي في التوراة سورة الملك، من قرأها في ليلة، فقد أكثر وأطيب.

وخالف هؤلاء جميعاً في المتن عرفجة بن عبد الواحد أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (ج10/ص142) فروى عبارة لم يأتِ بها أحد حيث قال عرفجة عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود قال: كنا نسميها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم المانعة. وهذا غلط بل منكر تفرد بها إنما ابن مسعود قال هي المانعة ولم يذكر ابن مسعود شيئاً في الطرق السابقة أنهم كانوا يسمونها في عهد رسول الله المانعة


2) أبو الأحوص عن ابن مسعود

أخرجه عبد الرزاق في المصنف ط التأصيل (ج3/ص283) ومن طريقه الطبراني في المعجم الكبير (ج9/ص131) أخبرنا معمر، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود قال: مات رجل فجاءته ملائكة العذاب فقعدوا عند رأسه، فقال: لا سبيل لكم عليه، قد كان يقرأ سورة الملك، فجلسوا عند رجليه، فقال: لا سبيل لكم عليه، إنه كان يقوم علينا، يقرأ سورة الملك، فجلسوا عند بطنه، فقال: لا سبيل لكم عليه، إنه قد أوعى في سورة الملك، فسميت المانعة.

قلت وهذا شاهد لما قبله


3) مرة الطيب الهمداني عن ابن مسعود

أخرجه أبو عبيد الهروي في فضائل القرآن (ص260) حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي، عن أبي سنان الشيباني، عن عمرو بن مرة، عن مرة بن شراحيل وكان يسمى مرة الطيب، عن عبد الله بن مسعود، قال: إن الميت إذا مات أوقدت نيران حوله، فتأكل كل نار ما يليها إن لم يكن له عمل يحول بينه وبينها، وإن رجلاً مات لم يكن يقرأ من القرآن إلا سورة ثلاثين آية، فأتته من قبل رأسه فقالت: إنه كان يقرأ بي، فأتته من قبل رجليه فقالت: إنه كان يقوم بي، فأتته من قبل جوفه فقالت: إنه كان وعاني قال: فأنجته قال: فنظرت أنا ومسروق في المصحف فلم نجد سورة ثلاثين آية إلا تبارك.

وقد توبع أبو سنان الشيباني تابعه شعبة بن الحجاج واختلف عنه

فرواه عثمان بن عمر بن فارس العبدي عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن مرة، عن عبد الله قال: توفي رجل فأتي من جوانب قبره، فجعلت سورة من القرآن تجادل عنه حتى منعته قال: فنظرت أنا ومسروق فإذا هي سورة الملك. أخرجه البيهقي في إثبات عذاب القبر (ص99)

وخالفه حجاج بن المنهال فلم يذكر "عبد الله بن مسعود" في السند حيث رواه عن شعبة، حدثني عمرو بن مرة قال: سمعت مرة، يقول: أتي رجل في قبره، فأتي من جانب قبره، فجعلت سورة من القرآن ثلاثون آية تجادل عنه، حتى قال: فنظرنا أنا ومسروق فلم نجد في القرآن سورة ثلاثين آية إلا تبارك. أخرجه الدارامي في السنن ت الداراني (ج4/ص2147)

ورواه حفص بن عمر الحوضي عن شعبة واختلف عنه

فرواه أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي عن حفص بن عمر الحوضي عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن مرة الهمذاني، عن عبد الله بن مسعود ولفظه: أتي رجل من جوانب قبره فجعلت سورة من القرآن ثلاثون آية تجادل عنه حتى منعته من عذاب القبر، قال: فنظرت أنا ومسروق، فلم نجدها إلا تبارك. أخرجه الواحدي في التفسير الوسيط (ج4/ص325)

وخالفه ابن الضريس كما في كتابه فضائل القرآن (ص106) فرواه عن حفص بن عمر الحوضي عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن مرة الهمداني موقوفاً عليه ليس فيه "عبد الله بن مسعود" ولفظه: أتي رجل من جوانب قبره فجعلت سورة من القرآن ثلاثون آية تجادل عنه حتى منعته من عذاب القبر، فنظرت أنا ومسروق فلم نجدها إلا تبارك.


4) مسروق بن الأجدع عن ابن مسعود

أخرجه البيهقي في إثبات عذاب القبر (ص99) من طريق ‌يحيى ‌بن ‌جعفر ‌بن عبد الله بن الزبرقان والبيهقي في شعب الإيمان ط الرشد (ج4/ص124) من طريق أحمد بن محمد بن يحيى القطان كلاهما عن وهب بن جرير، نا أبي قال: سمعت الأعمش، يحدث عن عمرو بن مرة، عن مسروق، عن عبد الله قال: جادلت سورة تبارك عن صاحبها حتى أدخلته الجنة.

وأخرج أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد الرازي في فضائل القرآن (ص149) أنا محمد بن القاسم الفارسي، نا أبو الحسن عبد الرحمن بن إبراهيم العدل، نا محمد بن الحسين القطان، نا إسحاق بن عبد الله، أنا بشر، نا أبو معاوية، عن الأعمش، فيمنعها فتجيء من عند رجله، فيجيء القرآن فيمنعها، فتجيء عن يمينه، فيجيء القرآن فيمنعها، فتجيء عن شماله، فيجيء القرآن فيمنعها، قال: فتقول: ما لي ولك، فوالله ما كان يعمل بك؟ قال: فيقول: أليس قد كنت في جوفه، فلا يزال بها حتى ينجي صاحبه.

وأخرج سعيد بن منصور في سننه تكملة التفسير ط الألوكة (ج8/ص137) نا شهاب بن خراش، عن عمرو بن مرة، قال: كان يقال: إن من القرآن سورة تجادل عن صاحبها في القبر، تكون ثلاثين آية، فنظروا فوجدوها {تبارك}.

وهو شاهد لما سبق


شواهد هذا الأثر

1) مرسل التابعي الكبير حميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري

أخرجه أبو مصعب الزهري في الموطأ (ج1/ص100) ويحيى بن يحيى الليثي في الموطأ ت الأعظمي (ج2/ص292) وجعفر بن محمد الفريابي في فضائل القرآن (ص141) من طريق قتيبة بن سعيد كلهم عن مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، أنه أخبره أن: {قل هو الله أحد} ثلث القرآن، وأن {تبارك الذي بيده الملك} تجادل عن صاحبها.

وقد خولف مالك بن أنس حيث رواه عثمان بن صالح بن صفوان السهمي عن ابن وهب، أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم. أخرجه الواحدي في التفسير الوسيط (ج4/ص325)

والصواب رواية الجبل مالك بن أنس موقوفاً على حميد بن عبد الرحمن بن عوف من قوله ومع ذلك هو في حكم المرفوع فهذا لا يُقال بالرأي وحميد من كبار التابعين فمرسله هذا قوي

قلت والراوي عن حميد يعني ابن شهاب الزهري عمل بهذا وصدقه والدليل أخرجه البيهقي في شعب الإيمان ط الرشد (ج4/ص126) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ في التاريخ، أخبرني أبو أحمد الحسين بن علي التميمي، حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، حدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، حدثني أبي، حدثني سعيد بن أبي أيوب، حدثني أبو عقيل زهرة بن معبد، أن ابن شهاب كان: يقرأ في صلاة الصبح تبارك الذي بيده الملك وفي الآخر: قل هو الله أحد، فقلت: أتقرأ هذه السورة الطويلة مع هذه السورة القصيرة؟ قال ابن شهاب: قل هو الله أحد ثلث القرآن، وإن تبارك تخاصم لصاحبها في القبر. إسناده صحيح

هذا وبالله التوفيق

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق