مدى صحة قال ابن عمر لحمران لا تموتن وعليك دين إلا دينا تدع له وفاء

ما لقي ابن عمر رضي الله عنهما يحدث، إلا وحمران من أقرب الناس منه مجلساً قال: فقال له ذات يوم: يا حمران إني لأراك ما لزمتنا إلا لِتَسْتَفِيدَ منا خيراً قال: أجل يا أبا عبد الرحمن قال: انظر ثلاثاً أما اثنتان فأنهاك عنهما وأما واحدة فآمرك بها قال: ما هن يا أبا عبد الرحمن؟ قال: لا تموتن وعليك دين إلا ديناً تدع له وفاء، ولا تنتفين من ولد لك أبداً فإنه يسمع بك يوم القيامة كما سمعت به في الدنيا قصاصاً لا يظلم ربك أحداً، وانظر ركعتي الفجر [وفي لفظ: ركعتي قبل الفجر] فلا تدعهما فإنهما من الرغائب.

حكم الأثر: صحيح

أخرجه أبو يوسف القاضي في الآثار (ص64) ومحمد بن الحسن الشيباني في الآثار ط النوادر (ج1/ص134) كلاهما عن أبي حنيفة قال حدثنا علقمة بن مرثد، عن علي - هو ابن الأقمر -، عن حمران، قال: ما لقي فذكره. صحيح وهذا إسناد ضعيف

قلت وكأن حمرانين في السند الأول حمران بن أبان والثاني حمران مولى العبلات صاحب ابن عمر والله أعلم

وأخرجه عبد الرزاق في المصنف ط التأصيل (ج3/ص338) عن معمر، عن أيوب، قال ابن عمر لحمران: يا حمران اتق الله ولا تمت وعليك دين فيؤخذ من حسناتك لا دينار ثم ولا درهم، ولا تنتفي من ولدك فتفضحه فيفضحك الله به يوم القيامة، وعليك بركعتي الفجر فإن فيهما رغب الدهر. صحيح وهذا مرسل

وأخرجه البلاذري في أنساب الأشراف (ج10/ص450) حدثني الأعين عن روح بن عبادة عن شعبة عن توبة العنبري أن عبد الله بن عمر قال لرجل من العبلات من قريش: احفظ عني ثلاثاً: لا تموتن وعليك دين ولا له وفاء، ولا تنتفين من ولدك فتفضحه في الدنيا، ويفضحك الله به يوم القيامة، وانظر إلى الركعتين قبل صلاة الصبح فلا تدعهما فإن فيهما الرغائب.

منقطع إسناده صحيح إلى توبة وذلك أن توبة لم يسمع من ابن عمر بل يروي عنه بواسطة مثل الشعبي ونافع وسالم وقد توبع شعبة أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج11/ص95) أخبرنا أبو بكر بن المزرفي أخبرنا أبو الغنائم بن المأمون أخبرنا أبو القاسم بن حبابة حدثنا أبو القاسم البغوي حدثنا أبو نصر التمار حدثنا أبو الأشهب حدثنا توبة العنبري قال كان ابن عمر ينزل برجل يقال له حمران وكان ينفق نفقات عظاماً فقال له ابن عمر يا حمران من مالك تنفق هذا أم من أمانتك قال لا بل من مالي قال فاحفظ عني ثلاثاً لا تدعهن لا تموتن وعليك دين لا تدع من يكافئك به ولا تنتفين من ولدك لتفضحه فيفضحك الله عز وجل يوم القيامة وركعتين قبل الصبح لا تدعهما فإن فيهما الرغائب.

منقطع إسناده صحيح إلى توبة
- أبو بكر بن المزرفي هو محمد بن الحسين بن علي بن إبراهيم بن عبد الله قال ابن الجوزي كان ثقة ثبتاً عالماً حسن العقيدة (المنتظم لابن الجوزي ج17/ص280-281)
- أبو الغنائم بن المأمون هو عبد الصمد بن علي بن محمد بن الحسن بن الفضل بن المأمون الهاشمي قال الخطيب كتبت عنه وكان صدوقاً (تاريخ بغداد ت بشار ج12/ص315) وقال السمعاني كان ثقة صدوقاً نبيلاً مهيباً كثير الصمت تعلوه سكينة ووقار وقال إسماعيل بن محمد الحافظ شريف محتشم ثقة كثير السماع (سير أعلام النبلاء للذهبي ط الرسالة ج18/ص221)
- أبو القاسم بن حبابة هو عبيد الله بن محمد بن إسحاق البزاز قال الخطيب وكان ثقة (تاريخ بغداد ت بشار ج12/ص108)
- أبو القاسم البغوي هو عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ثقة
- أبو نصر التمار هو عبد الملك بن عبد العزيز النسوي ثقة
- أبو الأشهب هو جعفر بن حيان العُطَارِدِيُّ ثقة

وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف ت عوامة (ج13/ص325 وج2/ص241) حدثنا هشيم، قال: حدثنا يعلى بن عطاء، عن الوليد بن عبد الرحمن، عن ابن عمر، أنه قال لحمران: لا تلقين الله بذمة لا وفاء بها، فإنه ليس يوم القيامة دينار ولا درهم، إنما يجازى الناس بأعمالهم [وفي (ج2/ص241): يا حمران لا تدع ركعتين قبل الفجر فإن فيهما الرغائب].

رجاله ثقات
- الوليد بن عبد الرحمن هو الجرشي الشامي ثقة لكن قال ابن حبان لا يصح له عن أبي أمامة ولا غيره من الصحابة سماع (مشاهير علماء الأمصار لابن حبان ص291-292) قلت قد أدرك ابن عمر وصحح له البعض والله أعلم

حديث عمرو بن دينار واختلف عنه

البلاذري في أنساب الأشراف (ج10/ص449-450) حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري عن أبيه عن شعبة عن عمرو بن دينار قال: قال ابن عمر: لا تموتن وأحد يطلبك بدين فيؤخذ له من حسناتك.

أبو يعلى الخليلي في فوائده (ص39) حدثنا أحمد بن علي بن عمر بن أبي رجاء، ثنا علي بن جمعة بن زهير، ثنا هارون بن هزاري، ثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن القاسم بن أبي بزة، قال: أوصى عبد الله بن عمر حمران، فقال: يا حمران لا تنكر ولداً لك في الدنيا فيفضحك الله على رءوس الأشهاد يوم القيامة، ولا تلق الله بأمانة ليس عندك أداؤها، فإن لم يكن لك حسنات أخذ من سيئات هذا فجعلت على سيئاتك، ولا تدعن ركعتي الفجر، فإن فيها الرغائب.

- أحمد بن علي بن عمر بن أبي رجاء هو أبو طالب القزويني
- علي بن جمعة بن زهير قال الخليلي ثقة عالم سمع بقزوين هارون بن هزاري وغيره (الإرشاد في معرفة علماء الحديث ج2/ص704)
- هارون بن هزاري هو أبو موسى القزويني قال الخليلي ثقة موصوف بالزهد والأمانة سمع ابن عيينة وغيره (الإرشاد في معرفة علماء الحديث ج2/ص719)

قال الدارقطني في العلل (ج13/ص169) رواه شعبة، وحماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر، موقوفاً.

ورواه ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن القاسم بن أبي بزة، عن حمران، عن ابن عمر، وهو الصواب.

وكلهم وقفه.

ورواه ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن ابن عمر مرفوعاً.

والموقوف أشبه. انتهى

هذا والله أعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق