قال الزهري، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا فتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيراً فإن لهم ذمة ورحماً.
حكم الحديث: معلول ضعيف بهذا اللفظ والصواب "أهلها" بدل "القبط" كما سيأتي من رواية مسلم في صحيحه
أخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين (ج2/ص603) أخبرنا أبو بكر بن إسحاق، أنبأ الحسن بن علي بن زياد، ثنا إبراهيم بن موسى، ثنا هشام بن يوسف، عن معمر، عن الزهري، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا افتتحتم مصراً فاستوصوا بالقبط خيراً فإن لهم ذمة ورحماً. قال الزهري: فالرحم أن أم إسماعيل منهم
قلت قد خولف هشام بن يوسف في وصله كما سيأتي
قال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي ووافقاهما الألباني
وثلاثتهم رحمهم الله أخطأوا وخفي على الألباني طرق أخرى كثيرة لو وقف عليها لأعله ولم يصحح إسناده ولكن لا أحد معصوم ويخفى الأمر على كثير من أهل العلم ويظهر علته لآخرين هكذا علم الحديث
قال الألباني وقد توبع معمر تابعه الأوزاعي وإسحاق بن راشد
قلت أما رواية الأوزاعي فقد أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (ج6/ص137) من طريق محمد بن الصباح والوليد بن شجاع بن الوليد وإبراهيم الحربي في غريب الحديث (ج3/ص1203) من طريق أحمد بن أسد الخشني والطبراني في العجم الكبير (ج19/ص61) من طريق سليمان بن عبد الرحمن وابن شاهين في جزء من حديثه رواية المهتدي (ص347) من طريق دحيم ومحمد بن إبراهيم الدمشقي كلهم عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن ابن لكعب بن مالك، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن دخلتم [وفي لفظ: افتتحتم] مصر فاستوصوا بقبط مصر [وفي لفظ: فاستوصوا بالقبط] خيراً، فإن لهم ذمة ورحماً.
الوليد بن مسلم مدلس ولم يصرح بالتحديث في شيء من طرق الحديث
وأما رواية إسحاق بن راشد فقد أخرجها الطبراني في العجم الكبير (ج19/ص61) والطحاوي في شرح مشكل الآثار (ج6/ص137) والبيهقي في دلائل النبوة ت قلعجي (ج6/ص322) من طريق موسى بن أعين، عن إسحاق بن راشد [وقع عند البيهقي: "أسد" بدل "راشد"]، عن الزهري، عن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا فتحت مصر، فاستوصوا بالقبط خيراً، فإن لهم ذمة ورحماً، يعني أن أم إسماعيل كانت منهم.
- إسحاق بن راشد ثقة قاله يحيى بن معين وغيره إلا أن يحيى بن معين قال ليس هو في الزهري بذاك (انظر سؤالات ابن الجنيد لابن معين ص455)
وقد خولف هشام بن يوسف في إسناد الحاكم خالفه عبد الرزاق فأرسله أخرجه في مصنفه ط التأصيل (ج6/ص163 وج9/ص491) وأيضاً في تفسيره (ج2/ص402) أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا ملكتم القبط فأحسنوا إليهم فإن لهم ذمة، وإن لهم رحماً. قال معمر: فقلت للزهري: يعني: أم إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: بل أم إسماعيل.
ثم قال عبد الرزاق أخبرنا ابن عيينة، عن الزهري، عن ابن كعب بن مالك مثله.
وقال عبد الرزاق أيضاً أخبرنا الثوري، عن إسماعيل بن أمية، عن الزهري مثله.
وقد توبع عبد الرزاق في روايته عن ابن عيينة أخرجه ابن عبد الحكم في فتوح مصر (ص20) أخبرنا أبي عبد الله بن عبد الحكم وحامد بن يحيى، قالا: حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري أظنه عن ابن لكعب بن مالك، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله.
فهذان متابعان لمعمر على إرساله وهو الصواب
متابع ثالث: مالك بن أنس عن الزهري
أخرجه الطبراني في العجم الكبير (ج19/ص61) حدثنا إبراهيم بن دحيم الدمشقي، ثنا أبي، ح وحدثنا عبدان بن أحمد، ثنا هشام بن عمار، ودحيم، قالا: ثنا الوليد بن مسلم، عن مالك بن أنس، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن كعب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إذا فتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيرا، فإن لهم ذمة ورحما.
الوليد مدلس ولم يصرح بالحديث وقد خولف خالفه ثلاثة أخرجه ابن عبد الحكم في فتوح مصر (ص19) من طريق أشهب بن عبد العزيز وعبد الملك بن مسلمة وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة ت قلعجي (ج6/ص322) والبلاذري في فتوح البلدان (ص216) من طريق ابن وهب ثلاثتهم عن مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن ابن لكعب بن مالك، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم، قال: إذا افتتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيراً، فإن لهم ذمّة ورحماً. قال ابن شهاب: وكان يقال: إن أمّ إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام منهم
وهذا هو الصواب مرسلاً فأشهب ثقة وابن وهب ثقة حافظ قال أبو حاتم الرازي ابن وهب أحب إلي من الوليد بن مسلم وأصح حديثاً منه بكثير، وقال أبو يحيى هارون بن عبد الله الزهري كان الناس بالمدينة يختلفون في الشيء عن مالك فينتظرون قدوم ابن وهب حتى يسألوه عنه (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج5/ص189-190)
متابع رابع: الليث بن سعد عن الزهري
أخرجه ابن عبد الحكم في فتوح مصر (ص20) من طريق عبد الله بن صالح ومحمد بن رمح والبيهقي في دلائل النبوة ت قلعجي (ج6/ص322) من طريق ابن وهب وأحمد بن الظاهري في مشيخة ابن البخاري (ج2/ص1423-1425) من طريق قتيبة أربعتهم عن الليث بن سعد، عن ابن شهاب - هو الزهري -، عن ابن لكعب بن مالك، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم مثله قال الليث: قلت لابن شهاب: ما رحمهم؟ قال: إن أمّ إسماعيل منهم
متابع خامس: محمد بن إسحاق صاحب المغازي عن الزهري
أخرجه ابن عبد الحكم في فتوح مصر (ص20) ومن طريقه أحمد بن الظاهري - في سنده سقط - في مشيخة ابن البخاري (ج2/ص1423) حدثنا عبد الملك بن هشام، حدثنا زياد بن عبد الله البكّائي، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثنى محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري، أن عبد الرحمن ابن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري ثم السلمي، حدثه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم مثله. قال ابن إسحاق: فقلت لمحمد بن مسلم: ما الرحم التى ذكر رسول الله صلّى الله عليه وسلم لهم؟ فقال: كانت هاجر أمّ إسماعيل منهم.
فكما ترى رواه مالك بن أنس جبل في الحفظ وسفيان بن عيينة حافظ وإسماعيل بن أمية ثقة ثبت والليث بن سعد ثقة ثبت ومحمد بن إسحاق خمستهم عن الزهري عن ابن كعب بن مالك مرسلاً عن النبي وهو الصواب
وأما معمر فرواه عبد الرزاق عنه مرسلاً وهو الصواب ورواه هشام بن يوسف عن معمر متصلاً وهذا وهم
ولا شك بعد هذه الراويات أن المرسل هو الصواب وخفيت هذه الطرق على الألباني رحمه الله وبالله التوفيق
وأخرج الطبراني في المعجم الكبير (ج23/ص265) حدثنا زكريا بن يحيى الساجي، ثنا بندار، ح وحدثنا محمد بن صالح النرسي، ثنا محمد بن المثنى، قالا: ثنا وهب بن جرير، ثنا أبي، عن يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي سلمة، عن أم سلمة، قالت: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى عند وفاته فقال: الله الله في قبط مصر فإنكم ستظهرون عليهم، ويكونون لكم عدة، وأعوانا في سبيل الله.
- يحيى بن أيوب الغافقي صدوق في حفظه كلام أنكرت عليه أحاديث قال أحمد بن حنبل سيء الحفظ وقال النسائي عنده أحاديث مناكير وليس هو بذلك القوي في الحديث (عمل اليوم والليلة ص297) وقال ابن سعد منكر الحديث (الطبقات الكبرى ج7/ص357) وقال أبو حاتم الرازي محله الصدق يكتب حديثه ولا يحتج به (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج9/ص128) وقال الدارقطني في بعض أحاديثه اضطراب (سنن الدارقطني ج1/ص113) وقال أحمد بن صالح المصري ربما زل في حفظه (تاريخ أبي زرعة الدمشقي ص442)
وقد خولف يحيى بن أيوب أخرجه ابن عبد الحكم في فتوح مصر (ص21-22) حدثنا عبد الملك بن مسلمة - قال ابن يونس منكر الحديث -، عن الليث وابن لهيعة قال عبد الملك: وأخبرنا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، أن أبا سلمة بن عبد الرحمن حدثه، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم أوصى عند وفاته أن تخرج اليهود من جزيرة العرب وقال: الله الله فى قبط مصر فإنكم ستظهرون عليهم، ويكونون لكم عدّة وأعوانا فى سبيل الله.
عمر مولى غفرة بنت رباح مرسلاً عن النبي
أخرجه ابن عبد الحكم في فتوح مصر (ص22-23) من طريق عبد الملك بن هشام والزبير بن بكار في المنتخب من أزواج النبي (ص60) من طريق محمد بن حسن بن زبالة كلاهما عن عبد الله بن وهب، عن ابن لهيعة، حدثنى عمر مولى غفرة، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم، قال: الله الله فى أهل الذمّة، أهل المدرة السوداء، السحم الجعاد، فإن لهم نسباً وصهراً. قال عمر مولى غفرة: صهرهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تسرر فيهم، ونسبهم أن أم إسماعيل النبي عليه الصلاة والسلام منهم.
إسناده ضعيف مرسل عمر مولى غفرة ضعيف ثم هو مرسل فعمر تابعي
عمر بن الخطاب عن النبي
أخرجه ابن عبد الحكم في فتوح مصر (ص20) من طريق أبي عثمان سعيد بن ميسرة بن جنادة والدارقطني في المؤتلف والمختلف (ج2/ص1003-1004) من طريق أبي محمد وفاء بن سهيل بن عبد الرحمن الكندي كلاهما عن إسحاق بن الفرات، عن ابن لهيعة، عن الأسود بن مالك الحميري، عن بحير بن ذاخر المعافري، عن عمرو بن العاص، عن عمر بن الخطّاب رضى الله عنهما، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: إن الله عزّ وجلّ سيفتح عليكم بعدي مصر فاستوصوا بقبطها خيراً، فإن لكم منهم صهراً وذمة.
إسناده ضعيف جداً الأسود وبحير مجهولان
أبو عبد الرحمن الحبلي وعمرو بن الحريث كلاهما مرسلاً عن النبي
أخرجه أبو يعلى الموصلي في المسند ت أسد (ج3/ص51) من طريق حيوة وابن عبد الحكم في فتوح مصر (ص22) من طريق ابن وهب كلاهما عن أبي هانئ حميد بن هانئ الخولاني، أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي وهو عبد الله بن يزيد، وعمرو بن حريث، وغيرهما يقولون: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنكم ستقدمون على قوم جعد رءوسهم، فاستوصوا بهم خيراً، فإنهم قوة لكم وبلاغ إلى عدوكم بإذن الله - يعني قبط مصر. مرسل
ابن عبد الحكم في فتوح مصر (ص22) حدثنا عبد الملك بن مسلمة، حدثنا ابن وهب، عن موسى بن أيّوب الغافقي، عن رجل من الزّبد أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم مرض، فأغمى عليه ثم أفاق، فقال: استوصوا بالأدم الجعد ثم أغمى عليه الثانية ثم أفاق، فقال مثل ذلك، قال: ثم أغمى عليه الثالثة فقال مثل ذلك، فقال القوم: لو سألنا رسول الله صلّى الله عليه وسلم من الأدم الجعد! فأفاق، فسألوه فقال: قبط مصر؛ فإنهم أخوال وأصهار، وهم أعوانكم على عدوّكم، وأعوانكم على دينكم قالوا: كيف يكونون أعواننا على ديننا يا رسول الله؟ قال: يكفونكم أعمال الدنيا وتتفرّغون للعبادة؛ فالراضى بما يؤتى إليهم كالفاعل بهم، والكاره لما يؤتى إليهم من الظلم كالمتنزه عنهم.
إسناده ضعيف الرجل من الزّبد مجهول ولا تصلح هذه الطريق في الشواهد
بعض أصحاب النبي عن النبي
ابن عبد الحكم في فتوح مصر (ص21) حدثنا عبد الملك بن مسلمة، ويحيى بن عبد الله بن بكير، عن ابن لهيعة، عن ابن هبيرة، أن أبا سالم الجيشاني سفيان بن هانئ، أخبره أن بعض أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم، أخبره أنه سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلم، يقول: إنكم ستكونون أجناداً وإن خير أجنادكم أهل الغرب منكم، فاتّقوا الله في القبط، لا تأكلوهم أكل الخضر.
إسناده ضعيف ابن لهيعة ضعيف مدلس وأبو سالم الحيشاني فيه جهالة
مسلم بن يسار مرسلاً عن النبي
أخرجه ابن عبد الحكم في فتوح مصر (ص21) حدثنا أبي، حدثنا إسماعيل بن عيّاش، عن عبد الرحمن بن زياد - هو الإفريقي -، عن مسلم بن يسار، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم، قال: استوصوا بالقبط خيراً، فإنكم ستجدونهم نعم الأعوان على قتال عدوّكم.
إسناده ضعيف مرسل الإفريقي ضعيف ثم هو مرسل والمرسل يكون جيداً إذا كان الإسناد إلى المرسل صحيحاً وهنا ليس كذلك
وأخرج البلاذري في فتوح البلدان (ص216) حدثني ابن القتات وهو أبو مسعود عن الهيثم عن المجالد عن الشعبي أن علي بن الحسين أو الحسين نفسه كلم معاوية في جزية أهل قرية أم إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمصر فوضعها عنهم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي بالقبط خيراً.
إسناده ضعيف جداً الهيثم هو ابن عدي متروك
وأصح ما روي في هذا الباب هو ما أخرجه مسلم في صحيحه من حديث أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنكم ستفتحون مصر وهي أرض يسمى فيها القيراط، فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها، فإن لهم ذمة ورحماً أو قال ذمة وصهراً.
هذا والله تعالى أعلم