كتب كاتب لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: هذا ما أرى الله أمير المؤمنين عمر، فانتهره عمر رضي الله عنه، وقال: لا، بل اكتب هذا ما رأى عمر، فإن كان صواباً فمن الله، وإن كان خطأ فمن عمر.
حكم الأثر: رجاله ثقات
أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (ج10/ص197) أخبرنا أبو بكر الأصبهاني، أنبأ أبو نصر العراقي، ثنا سفيان بن محمد الجوهري، ثنا علي بن الحسن، ثنا عبد الله بن الوليد، ثنا سفيان، عن الشيباني، عن أبي الضحى، عن مسروق، قال فذكره.
لا أعرف سماعاً لمسروق من عمر من وجه صحيح إلا أنه من كبار التابعين وما يرويه عن عمر تجد لها أصولاً من غير وجه فالله أعلم
- أبو بكر الأصبهاني هو محمد بن إبراهيم بن أحمد الأردستاني الحافظ قال الخطيب وكان ثقة يفهم الحديث (تاريخ بغداد ت بشار ج2/ص317)
- أبو نصر العراقي هو أحمد بن عمرو بن محمد بن موسى بن عبد الله القاضي البخاري قال محيي الدين الحنفي ذكره الحافظ الإدريسي فى تاريخ سمرقند فقال كان أحد أئمة أصحاب أبي حنيفة رضي الله عنه فى الفقه وكان على قضاء سمرقند مدة وانصرف منها إلى بخارى وعاش إلى سنة ست وتسعين وثلاث مائة رحمه الله تعالى ومات ببخارى كتبنا عنه بسمرقند (الجواهر المضية في طبقات الحنفية ج1/ص87)
- سفيان بن محمد الجوهري هو أبو الفضل سفيان بن محمد بن محمود الهروي حدث عنه أبو يعلى حمزة بن عبد العزيز المهلبي المعروف بالصيدلاني كما في معجم ابن عساكر (ج1/ص470) وحسن حديثه ابن عساكر وروى عنه أيضاً أبو بكر الإسماعيلي كما في معجمه (ج2/ص656) وأبو بكر محمد بن عبد الله الجوزقي كما في مسند الشهاب (ج2/ص124) وأبو زكريا يحيى بن إسماعيل الحربي المزكي كما في الرابع من فوائد أبي عثمان البحيري (ص12) وأبو الحسن عبد الرحمن بن إبراهيم بن سختويه المزكي
- علي بن الحسن هو أبو الحسن علي بن الحسن بن أبي عيسى الدارابجردي الهلالي ثفة
- عبد الله الوليد هو أبو محمد المكي العدني صدوق لا بأس به
- سفيان هو الثوري ثقة جبل في الحفظ
- الشيباني هو أبو إسحاق سليمان بن فيروز
وقال البيهقي في إسناد فيهم هؤلاء أي من أبي بكر الأصبهاني إلى عبد الله بن الوليد هذا إسناد صحيح (انظر القضاء والقدر للبيهقي ت آل عامر ص282 الأثر رقم 410) فهذا يعني أن هؤلاء ثقات عند البيهقي
وقد توبع سفيان الثوري تابعه شريك بن عبد الله النخعي القاضي أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (ج9/ص214) من طريق أبي يعقوب يوسف بن عدي الكوفي وأخرجه الهروي في ذم الكلام وأهله (ج2/ص102-103) من طريق محمد بن سليمان لوين كلاهما عن شريك، عن الشيباني أبي إسحاق، عن أبي الضحى، عن مسروق، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب بقضية إلى عامل له، فكتب الكاتب هذا ما أرى الله عمر، فقال: امحه واكتب هذا ما رأى عمر، فإن يكن صواباً فمن الله عز وجل، وإن يكن خطأ فمن عمر.
هذا وبالله التوفيق