انتشر على الإنترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي القصة الآتية
(عمر بن الخطاب يصدر قراراً بهدم بيت العباس بن عبد المطلب وتعويضه ببيتاً مكانه فى مكان آخر
والسبب هو توسعه بيت الله الحرام
اسمع رد العباس قال لا يا عمر لن تهدم بيتى
فقال عمر ياعباس انه من اجل بيت الله
قال العباس لن اسمح لك ياعمر
فقال عمر فلنلجأ الى القضاء
فقال عمر اختر لك قاضى يحكم بيننا يا عباس
فقال العباس اختار القاضى شريح
فقال عمر وانا موافق ..فرد العباس احضره لنا يا امير المؤمنين ؟ فقال عمر
القاضى لا يذهب الى احد بل نحن من نذهب اليه
فذهبا الى القاضى وعندما تكلم القاضى وقال لعمر ياأمير المؤمنين !! فرد عمر قائلا لا تنادينى
بأمير المؤمنين لاننا فى دار القضاء !! نادينى بعمر
فقال القاضى ياعمر إن ابعد البيوت عن الحرام هو بيت الله وليس لك ان تهدم بيت العباس وتعوضه مكانه الا برضاه
فماذا كان رد عمر ؟؟
قال له ونعم القاضى انت ياشريح
فقام عمر بترقية القاضى الى وزير فى دار القضاء ببلاد الشام .. ثم قال العباس لعمر اني قد تنازلت عن بيتى برضاى ياعمر من اجل الله)
انتهى
قلت هذا فيه من الوهم والكذب
1- أما الوهم فلم يختصم عمر والعباس إلى التابعي شريح القاضي بل اختصما إلى الصحابي أُبَيِّ بن كعب كما سيأتي
2- وأما الكذب فقوله (ذهبا الى القاضي وعندما تكلم القاضي وقال لعمر ياأمير المؤمنين فرد عمر قائلا لا تناديني بأمير المؤمنين لأننا فى دار القضاء نادينى بعمر) فلم يرد هذا الكلام في شيء من طرق الحديث بل هو موضوع مكذوب على عمر لا وجود له في الكتب!
والآن لنعرض طرق هذه القصة ونبين صحيحها من ضعيفها
1) حديث ابن عباس
أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ط العلمية (ج4/ص16) وإسحاق بن راهويه في المسند كما عند ابن حجر في المطالب (ج14/ص261) من طريق سليمان بن حرب وعارم بن الفضل وأخرجه عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائده على فضائل الصحابة (ج2/ص939) من طريق شيبان بن فروخ وأخرجه يعقوب الفسوي في المعرفة والتاريخ (ج1/ص512) ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (ج6/ص278) وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج26/ص367) من طريق يوسف بن كامل العطار كلهم عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد [زاد ابن راهويه: ابن جدعان] عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال: كانت للعباس بن عبد المطلب دار إلى جنب المسجد بالمدينة فقال عمر: هبها لي أو بِعْنِيهَا حتى أدخلها في المسجد فأبى قال: فاجعل بيني وبينك رجلاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلا أُبَيَّ بن كعب بينهما قال فقضى أُبَيٌّ على عمر قال فقال عمر: ما في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد أجرأ علي من أُبَيٍّ قال [زاد الفسوي وابن حنبل: أُبَيُّ بن كعب]: أوأنصح لك يا أمير المؤمنين؟ أما علمت قصة المرأة أن داود لما بنى بيت المقدس أدخل فيه بيت امرأة بغير إذنها فلما بلغ حُجَرَ [وعند ابن راهويه وابن حنبل والبيهقي وابن عساكر: حُجَزَ بالزاي المعجمة] الرجال منع بناؤه فقال: أي رب إذ منعتني ففي عقبي من بعدي فلما كان بعد قال له العباس: أليس قد قضيت لي؟ قال: بلى قال: فهي لك قد جعلتها لله.
إسناده ضعيف علي بن زيد بن جدعان صدوق لكنه ضعيف وقوله (داود) ربما يكون خطأ وورد أنه (سليمان بن داود) وأظنه هو الصواب
2) حديث أنس بن مالك
أخرجه عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائده على فضائل الصحابة (ج2/ص939) عقب الحديث السابق حيث قال حدثني شيبان، نا حماد قال: وحدثني علي بن زيد، عن أنس بن مالك، بنحوه.
إسناده ضعيف علي بن زيد بن جدعان صدوق لكنه ضعيف
3) حديث سعيد بن المسيب
1- بشر بن عاصم الثقفي عن سعيد بن المسيب
أخرجه ابن حزم في المحلى بالآثار (ج7/ص235-236) نا محمد بن سعيد بن عمر بن نبات قال: نا عبد الله بن محمد بن قاسم القلعي - هو أبو محمد الثغري - نا محمد بن أحمد الصواف - هو أبو علي - ببغداد نا بشر بن موسى بن صالح بن شيخ بن عمير الأسدي نا عبد الله بن الزبير الحميدي نا سفيان هو ابن عيينة نا بشر بن عاصم الثقفي قال: سمعت سعيد بن المسيب يحدث عن أُبَيِّ بن كعب قال: إن عمر بن الخطاب، والعباس بن عبد المطلب تحاكما إليه في دار للعباس إلى جانب المسجد أراد عمر أخذها ليزيدها في المسجد فأبى العباس، فقال لهما أُبَيٌّ - يعني ابن كعب -: لما أمر سليمان - هو ابن داود النبي - ببناء بيت المقدس كانت أرضه لرجل فاشتراها منه سليمان فلما اشتراها قال له الرجل: الذي أخذت مني خير أم الذي أعطيتني؟ قال سليمان: بل الذي أخذت منك، قال: فإني لا أجيز البيع، فرده، فزاده، ثم سأله فأخبره، فأبى أن يجيزه، فلم يزل يزيده ويشتري منه، فيسأله فيخيره، فلا يجيز البيع، حتى اشتراها منه بحكمه على أن لا يسأله، فاحتكم شيئاً كثيراً، فتعاظمه سليمان، فأوحى الله إليه: إن كنت إنما تعطيه من عندك فلا تعطه، وإن كنت إنما تعطيه من رزقنا فأعطه حتى يرضى بها، فقضى بها للعباس.
وهذا إسناد رجاله ثقات لكنه منقطع سعيد بن المسيب لم يسمع من أبي بن كعب ولا من عمر بن الخطاب لكن مراسيل سعيد بن المسيب من أقوى المراسيل وهو شاهد لما تقدم
وعليه فالأثر حسن ثابت إن شاء الله لكن ليس كما انتشر على الإنترنيت ففيه زيادات وكذب كما تقدم
وقد توبع الحميدي
1- تابعه عبد الرزاق أخرجه في مصنفه كما عند السيوطي في المحاضرات والمحاورات (ص147) أخبرنا ابن عيينة عن بشر بن عاصم قال: سمعت ابن المسيب يقول: أراد عمر أن يأخذ دار العباس بن عبد المطلب، فيزيدها في المسجد، فأبى العباس أن يعطيها إياه، فقال عمر: لآخذنها، قال: فاجعل بيني وبينك أبي بن كعب، قال: نعم، فأتيا أبيا، فذكرا له، فقال أبي: أوحي إلى سليمان بن داود أن يبني بيت المقدس، وكانت أرضاً لرجل، فاشترى منه الأرض، فلما أعطاه الثمن قال: الذي أعطيتني خير، أم الذي أخذت مني، قال: بل الذي أخذت منك، قال: فاني لا أجيز، قال: ثم اشتراها منه بشىء أكثر من ذلك، فصنع الرجل مثل ذلك مرتين أو ثلاثة، قال: فاشترط عليه سليمان: إني أبتاعها منك على حكمك، لا تسلني أيهما خير، قال: نعم، فاشتراها منه بحكمه، فاحتكم اثني عشر ألف قنطار ذهباً، فتعاظم ذلك سليمان أن يعطيه، فأوحي إليه إن كنت تعطيه من شىء هو لك، فأنت أعلم، وإن كنت تعطيه من رزقنا، فاعطه حتى يرضى، قال: ففعل قال: وإني أرى عباساً أحق بداره حتى يرضى، فقال العباس: فاذا قضيت لي، فاني أجعلها صدقة على المسلمين.
3-2 وتابعه أحمد بن حنبل وعلي بن حرب الطائي حيث أخرجه مختصراً أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة (ج2/ص916) وعلي بن حرب الطائي في الثاني من حديث سفيان بن عيينة (ص12) ومن طريقه الخطيب في المتفق والمفترق (ج1/ص517) وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج26/ص367) كلاهما (ابن حنبل والطائي) عن سفيان بن عيينة، عن بشر بن عاصم، عن سعيد بن المسيب قال: أراد عمر توسيع المسجد فكان للعباس دار، فقال: لا أعطيكها ليس لك ذاك قال: اجعل بيني وبينك أُبَيُّ بن كعب حكماً، فقضى عليه [ولفظ الطائي: فقضى بها للعباس]، فقال العباس: هي على المسلمين صدقة.
5-4 وتابعه محمد بن يحيى بن أبي عمر المكي أبو عبد الله العدني وسعيد بن عبد الرحمن القرشي لكن ليس في الإسناد سعيد بن المسيب أخرجه المفضل بن محمد الجندي في فضائل المدينة (ص38) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج26/ص369) حدثنا ابن أبي عمر، وسعيد قالا: ثنا سفيان، عن بشر بن عاصم قال: أراد عمر بن الخطاب وفي آخره قال العباس أما إذا قضيت بها لي فقد جعلتها صدقة للمسلمين. سقط سعيد بن المسيب من السند ولا أدري من أسقطه ويغلب على ظني أنه من النساخ وقد تقدم أن رواه الحميدي وأحمد بن حنبل وعبد الرزاق بإثبات سعيد بن المسيب
- بشر بن عاصم الثقفي هو بشر بن عاصم بن سفيان بن عبد الله بن ربيعة الثقفي الحجازي ثقة
2- عطاء الخراساني عن سعيد بن المسيب
أخرجه الحاكم في المستدرك (ج3/ص374) ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (ج6/ص109) من طريق أبي أحمد الحسين بن علي التميمي، رحمه الله أنا محمد بن المسيب - هو أبو عبد الله النيسابوري الأرغياني -، ثنا أبو عميرة عيسى بن محمد بن النحاس، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا شعيب الخراساني، عن عطاء الخراساني، عن سعيد بن المسيب، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما أراد أن يزيد في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقعت منازعة على دار العباس بن عبد المطلب فذكر الحديث بنحو منه. انتهى وزاد البيهقي وقال وذكر فيها قصة الميزاب بمعناه.
قلت إسناده ضعيف
- شعيب الخراساني وما أدري أش هذا "خراساني" هو شامي واسمه شعيب بن رزيق يكنى أبا شيبة ولعله وقع إلى خراسان فقضى فيها فترة فسمي الخراساني والله أعلم قال ابن حبان يعتبر حديثه من غير روايته عن عطاء الخراساني (الثقات لابن حبان ج8/ص308)
- عطاء الخراساني جيد لا بأس به وقد سمع من ابن المسيب أحاديث لكن في بعض حديثه عن ابن المسيب نكرة والله أعلم
وقد خولف أبو عميرة عيسى بن محمد بن النحاس
أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (ج6/ص277) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج26/ص368) أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد، ثنا محمد بن الحسين [وعند ابن عساكر: الحسن بدون الياء] المقرئ ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة، ثنا محمد بن عمرو بن الجراح الغزي، ثنا الوليد بن مسلم، عن شعيب بن رزيق وغيره، عن عطاء الخراساني، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وسعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال: لما أراد عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يزيد في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقعت زيادته على دار العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، فأراد عمر رضي الله عنه أن يدخلها في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعوضه منها، فأبى وقال: قطيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم واختلفا فجعلا بينهما أُبَيُّ بن كعب رضي الله عنهم، فأتياه في منزله، وكان يسمى سيد المسلمين، فأمر لهما بوسادة فألقيت لهما، فجلسا عليها بين يديه، فذكر عمر ما أراد، وذكر العباس قطيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبي: إن الله عز وجل أمر عبده ونبيه داود عليه السلام أن يبني له بيتا، قال: أي رب، وأين هذا البيت؟ قال: حيث ترى الملك شاهرا سيفه، فرآه على الصخرة، وإذا ما هناك يومئذ أندر لغلام من بني إسرائيل، فأتاه داود فقال: إني قد أمرت أن أبني هذا المكان بيتا لله عز وجل، فقال له الفتى: آلله أمرك أن تأخذها مني بغير رضاي؟ قال: لا، فأوحى الله إلى داود عليه السلام أني قد جعلت في يدك خزائن الأرض فأرضه، فأتاه داود فقال: إني قد أمرت برضاك، فلك بها قنطار من ذهب، قال: قد قبلت يا داود، وهي خير أم القنطار؟ قال: بل هي خير، قال: فأرضي، قال: فلك بها ثلاث قناطير، قال: فلم يزل يشدد على داود حتى رضي منه بتسع قناطير " قال العباس: اللهم لا آخذ لها ثوابا وقد تصدقت بها على جماعة المسلمين، فقبلها عمر رضي الله عنه منه فأدخلها في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قلت الإسناد الذي قبله هو الصواب وهذا إسناد هالك ضعيف جداً محمد بن الحسين المقرئ و"الحسين" تصحيف وصوابه "الحسن" بدون الياء كما عند ابن عساكر وهو أبو بكر النقاش المفسر متهم بالكذب ليس بشيء وقد زاد في الإسناد أبي هريرة والصواب أنه عن سعيد بن المسيب عن عمر ليس فيه أبا هريرة كما تقدم من رواية بشر بن عاصم عنه
4) حديث التابعي زيد بن أسلم واختلف عنه
أخرجه إسحاق بن راهويه كما عند ابن حجر في المطالب (ج14/ص264) أخبرنا عبد الرزاق أنا معمر أنا زيد بن أسلم بهذا الحديث نحوه، وقال فيه: فقال أبي كعب رضي الله عنه: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم يقول: لما أراد ... الحديث قلت ساق لفظه السيوطي عن عبد الرزاق في المحاضرات والمحاورات (ص146) أخبرنا معمر عن زيد بن أسلم قال: كان للعباس بن عبد المطلب دار إلى جنب مسجد المدينة، فقال له عمر: بعينها، وأراد عمر أن يزيدها في المسجد، وأبى العباس أن يبيعها إياه، فقال عمر: هبها لي، فأبى، فقال عمر: فوسعها أنت في المسجد، فأبى، فقال عمر: لابد لك من إحداهن، فأبى عليه، فقال: فخذ بيني وبينك رجلاً، فأخذ أبي بن كعب، فاختصما إليه، فقال أبي لعمر: ما أرى أن تخرجه من داره حتى ترضيه، فقال له عمر: أرأيت قضاءك هذا في كتاب الله وجدته، أم سنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال أبي: بل سنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر: وما ذاك؟ فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن سليمان بن داود، لما بنى بيت المقدس، جعل كلما بنى حائطاً، أصبح منهدماً، فأوحى الله إليه، أن لا تبني في حق رجل حتى ترضيه، قال: فتركه عمر فوسعها العباس بعد ذلك في المسجد. وقال السيوطي في جامع الأحاديث (ج32/ص379) عن زيد بن أسلم قال وفي آخره أخرجه عبد الرزاق
وهذا إسناد رجاله ثقات لكنه مرسل زيد بن أسلم لم يدرك عمر بن الخطاب
وقد خولف معمر بن راشد ثقة حافظ
أخرجه الحاكم في المستدرك (ج3/ص374) وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج26/ص369-370) كلاهما من طريق أبي القاسم عبد الله [وعند ابن عساكر: عبيد الله بالياء] بن محمد بن سليمان بن إبراهيم الإسكندراني، بمصر، ثنا أبو يحيى الضرير زيد بن الحسن البصري، ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده، عن عمر بن الخطاب، أنه قال للعباس بن عبد المطلب رضي الله عنهما: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: نزيد في المسجد ودارك قريبة من المسجد، فأعطناها نزدها في المسجد، واقطع لك أوسع منها، قال: لا أفعل، قال: إذا أغلبك عليها، قال: ليس ذاك لك فاجعل بيني وبينك من يقضي بالحق، قال: ومن هو؟ قال: حذيفة بن اليمان، قال: فجاءوا إلى حذيفة فقصوا عليه، فقال حذيفة: عندي في هذا خبر، قال: وما ذاك؟ قال: إن داود النبي صلوات الله عليه أراد أن يزيد في بيت المقدس، وقد كان بيت قريب من المسجد ليتيم فطلب إليه فأبى فأراد داود أن يأخذها منه، فأوحى الله عز وجل إليه إن أنزه البيوت عن الظلم لبيتي، قال: فتركه، فقال له العباس: فبقي شيء، قال: لا، قال: فدخل المسجد، فإذا ميزاب للعباس شارع في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسيل ماء المطر منه في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر بيده، فقلع الميزاب، فقال: هذا الميزاب لا يسيل في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له العباس والذي بعث محمدا بالحق إنه هو الذي وضع الميزاب في هذا المكان، ونزعته أنت يا عمر، فقال عمر: ضع رجليك على عنقي لترده إلى ما كان هذا ففعل ذلك العباس، ثم قال: العباس قد أعطيتك الدار تزيدها في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فزادها عمر في المسجد، ثم قطع للعباس داراً أوسع منها بالزوراء.
إسناده منكر فيه ضعفاء وفي متنه ما ينكر مثل إن عمر والعباس اختصما إلى حذيفة بن اليمان وليس كذلك إنما اختصما إلى أُبَيِّ بن كعب
والصواب سنداً هو الأول أي زيد بن أسلم عن عمر مرسلاً
5) حديث التابعي أبو النضر سالم بن أبي أمية مرسلاً عن عمر بن الخطاب
أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ط العلمية (ج4/ص15) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج26/ص370) وأخرجه البلاذري في أنساب الأشراف (ج4/ص15) مختصراً كلاهما من طريق يزيد بن هارون قال: أخبرنا أبو أمية بن يعلى عن سالم أبي النضر قال: لما كثر المسلمون في عهد عمر ضاق بهم المسجد فاشترى عمر ما حول المسجد من الدور إلا دار العباس بن عبد المطلب وحجر أمهات المؤمنين فقال عمر للعباس: يا أبا الفضل إن مسجد المسلمين قد ضاق بهم وقد ابتعت ما حوله من المنازل نوسع به على المسلمين في مسجدهم إلا دارك وحجر أمهات المؤمنين فأما حجر أمهات المؤمنين فلا سبيل إليها وأما دارك فبعنيها بما شئت من بيت مال المسلمين أوسع بها في مسجدهم فقال العباس: ما كنت لأفعل قال فقال له عمر: اختر مني إحدى ثلاث إما أن تبيعنيها بما شئت من بيت مال المسلمين وإما أن أخططك حيث شئت من المدينة وأبنيها لك من بيت مال المسلمين وإما أن تصدق بها على المسلمين فنوسع بها في مسجدهم فقال: لا ولا واحدة منها فقال عمر: اجعل بيني وبينك من شئت فقال: أُبَيُّ بن كعب فانطلقا إلى أُبَيٍّ فقصَّا عليه القصة فقال أُبَيٌّ: إن شئتما حدثتكما بحديث سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم فقالا: حدثنا فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله أوحى إلى داود أن ابن لي بيتاً أذكر فيه فخط له هذه الخطة خطة بيت المقدس فإذا تربيعها بيت رجل من بني إسرائيل فسأله داود أن يبيعه إياه فأبى فحدث داود نفسه أن يأخذ منه فأوحى الله إليه أن يا داود أمرتك أن تبني لي بيتاً أذكر فيه فأردت أن تدخل في بيتي الغصب وليس من شأني الغصب وإن عقوبتك أن لا تبنيه قال: يا رب فمن ولدي؟ قال: من ولدك قال فأخذ عمر بمجامع ثياب أُبَيِّ بن كعب وقال: جئتك بشيء فجئت بما هو أشد منه لتخرجن مما قلت فجاء يقوده حتى أدخله المسجد فأوقفه على حلقة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم أبو ذر فقال: إني نشدت الله رجلاً سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر حديث بيت المقدس حين أمر الله داود أن يبنيه إلا ذكره فقال أبو ذر: أنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال آخر: أنا سمعته وقال آخر: أنا سمعته يعني من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فأرسل عمر أُبَيًّا قال وأقبل أُبَيٌّ على عمر فقال: يا عمر أتتهمني على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال عمر: يا أبا المنذر لا والله ما أتهمتك عليه ولكني كرهت أن يكون الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ظاهراً قال وقال عمر للعباس: اذهب فلا أعرض لك في دارك فقال العباس: أما إذ فعلت هذا فإني قد تصدقت بها على المسلمين أوسع بها عليهم في مسجدهم فأما وأنت تخاصمني فلا قال فخط عمر لهم دارهم التي هي لهم اليوم وبناها من بيت مال المسلمين.
قلت إسناده ضعيف جداً أبو أمية بن يعلى متروك الحديث من ثم هو منقطع فإن أبا النضر سالم لم يدرك عمر بن الخطاب
هذا والله تعالى أعلم