انتشر على الإنترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي هذه القصة
(قدمت امرأةٌ الي مكة تريد الحج والعمرة ...
وكانت من أجمل النساء ...
فلما ذهبت ترمي الجمار ...
رآها عمر بن أبي ربيعة الشاعر المعروف ...
وكان مغرما بالنساء والتغزل بهن ...
فكلمها فلم تجبه ...
فلما كانت الليلة الثانية تعرض لها ...
فصاحت به:
إليك عني فاني في حرم الله وفي أيام عظيمة الحرمة ...
فألح عليها فخافت من افتضاح أمرها فتركته ورجعت الى خيمتها ...
فقالت لأخيها في الليلة الثالثة:
اخرج معي فأرني المناسك ...
فلما رأى عمر بن أبي ربيعة أخاها معها مكث في مكانه ولم يتعرض لها ...
فأنشدت قائلة:
*تعدو الكلاب على من لا أسود له*
*وتتقي صولة المستأسد الضاري*
فلما سمع أبو جعفر المنصور هذه القصة قال:
وددت لو أنه لم يبق فتاة من قريش إلا سمعت بهذا الخبر ...)
قلت أخرجها ابن النجار في ذيل تاريخ بغداد ملحقاً بالطبعة العلمية من كتاب تاريخ بغداد (ج17/ص99) قرأت على محمد بن أحمد بن عمر الأزجي عن محمد بن عبيد الله بن نصر عن علي بن أحمد البندار قال: كتب إلى أبو عبد الله بن بطة قال: حدثنا أبو محمد عبيد الله بن محمد بن نعيم القحطاني الكاتب، حدثنا حماد بن إسحاق بن إبراهيم، حدثني أبي قال: حدثنا عمر بن أبي ربيعة يطوف بالبيت إذ رأى امرأة من أهل البصرة أعجبته فكلمها فلم تلتفت إليه، فلما كان في الليلة الثالثة جعل يتبعها حتى كلمها، فقالت: إليك عني أيها الرجل فإنك في موضع عظيم الحرمة، فألح عليها حتى شغلها عن الطواف فانصرفت فأتت محرمًا لها فقالت له: تعال معي أرني المناسك فإني لا أعرفها، فأقبلت وهو معها وعمر جالس في طريقها، فلما رآه عمر عدل عنها وتولى فتمثلت المرأة:
تعدو السباع على من لا كلاب له ... وتتقى صولة المستوسد الحامي
قال إسحاق فحدثني السندي بن شاهك قال حدثت أمير المؤمنين المنصور بهذا الحديث فقال: وددت أنه لم تبق فتاة من قريش في خدرها إلا سمعت هذا الحديث.
- محمد بن عبيد الله بن نصر هو أبو بكر بن الزّاغُونيّ قال ابن السَّمْعانيّ شيخ صالح متدين مرضي الطريقة (تاريخ الإسلام للذهبي ت بشار ج12/ص54)
- علي بن أحمد البندار هو أبو القاسم المعروف بابن البسري قال الخطيب كتبت عنه وكان صدوقاً (تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج13/ص241)
- أبو محمد عبيد الله بن محمد بن نعيم القحطاني الكاتب قلت ذكره ابن النجار في ذيل تاريخ بغداد ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً
- حماد بن إسحاق بن إبراهيم هو أبو الفضل الموصلي قال ابن النديم قال الصولي - هو أبو بكر محمد بن يحيى - كان حماد أديبًا راوية شارك أباه إسحاق في كثير من سماعه ولحق بكبار مشايخه سمع من أبي عبيدة والأصمعي وألف كتبًا في الأدب كثيرة وأخذ أكثر علم أبيه (الفهرست لابن النديم ص176) وفي معجم الأدباء (ج3/ص1196) لياقوت الحموي كان أديباً راوية فاضلاً شارك أباه إسحاق في كثير من سماعاته
- أبي هو إسحاق بن إبراهيم بن ميمون أبو محمد التميمي المعروف والده بالموصلي قال إبراهيم بن إسحاق الحربي كان إسحاق الموصلي ثقة صدوقاً عالماً وقال محمد بن عبد الله الحزنبل قال: ما سمعت ابن الأعرابي يصف أحداً بمثل ما يصف به إسحاق من العلم والصدق والحفظ وقال الخطيب وكان حسن المعرفة حلو النادرة مليح المحاضرة جيد الشعر مذكوراً بالسخاء معظماً عند الخلفاء (تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج7/ص354)
هذا والله أعلم