أقوال الصحابة والتابعين في صنع الطعام في العزاء ونقد أسانيدها

أقوال الصحابة

أثر جرير بن عبد الله البجلي

حكم الأثر: ضعيف قال أحمد بن حنبل لا أصل له وجاء ما يخالفه كما سيأتي

أخرجه أحمد بن حنبل في المسند ت شاكر (ج6/ص387) حدثنا نصر بن باب عن إسماعيل عن قيصر عن جرير ابن عبد الله البجلي، قال: كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنيعة الطعام بعد دفنه من النياحة.

إسناده ضعيف جداً نصر متروك

وقد توبع نصر بن باب أخرجه سنن ابن ماجه ت الأرنؤوط (ج2/ص538) والطبراني في المعجم الكبير (ج2/ص307) من طريق هشيم، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله البجلي، قال: كنا نرى الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام، من النياحة. 

إسناده ضعيف لأن هشيم مدلس مشهور وقد عنعن وكل من صححه من المتأخرين فلا عبرة بتصحيحه حتى وإن صححه المتأخرين جميعاً فلا عبرة لأن الأمر بالدليل وليس بقول فلان وفلان

قال أبو داود السجستاني ذكرت لأحمد - يعني ابن حنبل - حديث هشيم، عن إسماعيل، عن قيس، عن جرير كنا نعد الاجتماع عند أهل الميت وصنعة الطعام لهم من أمر الجاهلية، قال - يعني أحمد بن حنبل -: زعموا أنه سمعه من شريك، قال أحمد: وما أرى لهذا الحديث أصل (سؤالات أبي داود لأحمد بن حنبل ص388)

ورواه إسماعيل لكن بلفظ مغاير ليس فيه شيء أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (ج2/ص307) حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني، ثنا سعيد بن سليمان، عن عباد بن العوام، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: قال جرير بن عبد الله: يعددون الميت أو قال: أهل الميت بعدما يدفن؟ - شك إسماعيل - قلت: نعم، قال: كنا نعدها النياحة.

إسناده صحيح وقوله (يعددون الميت) يعني يعددون صفات الميت

وله شاهد من مرسل طلحة بن مصرف أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ت كمال (ج2/ص487) حدثنا وكيع، عن مالك بن مغول، عن طلحة قال: قدم جرير على عمر فقال: هل يناح قبلكم على الميت؟ قال: لا، قال: فهل تجتمع النساء عندكم على الميت ويطعم الطعام؟ قال: نعم، فقال: تلك النياحة.

إسناده ضعيف لإرساله

وله شاهد آخر أخرجه أسلم بن سهل في تاريخ واسط (ص126) ثنا عبد الحميد، قال: أنا يزيد بن هارون، قال: أنا عمر أبو حفص الصيرفي وكان ثقة، قال: ثنا سيار أبو الحكم، قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كنا نعد الاجتماع عند أهل الميت بعد ما يدفن من النياحة.

إسناده ضعيف لإرساله

وسئل الدارقطني عن حديث قيس، عن جرير، قال: كانوا يرون الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام من النياحة فقال: يرويه هشيم بن بشير، واختلف عنه؛ فرواه سريج بن يونس، والحسن بن عرفة، عن هشيم، عن إسماعيل، عن قيس، عن جرير ورواه خالد بن القاسم المدائني، قيل: ثقة؟ قال: لا أضمن لك هذا، جرحوه، عن هشيم، عن شريك، عن إسماعيل ورواه أيضا، عباد بن العوام، عن إسماعيل كذلك (العلل للدارقطني ج13/ص462)

وقد جاء ما يخالف هذا أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عائشة أنها كانت إذا مات الميت من أهلها، فاجتمع لذلك النساء، ثم تفرقن إلا أهلها وخاصتها، أمرت ببرمة من تلبينة فطبخت، ثم صنع ثريد فصبت التلبينة عليها، ثم قالت: كلن منها، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: التلبينة مجمة لفؤاد المريض، تذهب ببعض الحزن.

فهذا دليل على الجواز

أقوال التابعين

1) أبو البختري سعيد بن فيروز

أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ت كمال (ج2/ص487) وعبد الرزاق في المصنف ط التأصيل (ج3/ص417) كلاهما من طريق سفيان الثوري، عن هلال بن خباب، عن أبي البختري، قال: الطعام على الميت من أمر الجاهلية، [زاد عبد الرزاق: وبيتوتة المرأة عند أهل الميت من أمر الجاهلية]،والنوح من أمر الجاهلية.

إسناده حسن صحيح

2) سعيد بن جبير

أخرجه عبد الرزاق في المصنف ط التأصيل (ج3/ص417) عن معمر، عن ليث، عن سعيد بن جبير قال: ثلاث من أمر الجاهلية: النياحة، والطعام على الميت، وبيتوتة المرأة عند أهل الميت ليست منهم.

وهذا إسناد ضعيف من أجل ليث هو ابن أبي سليم وقد توبع أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ت كمال (ج2/ص487) حدثنا فضالة بن حصين، عن عبد الكريم، عن سعيد بن جبير، قال: ثلاث من أمر الجاهلية: بيتوتة المرأة عند أهل المصيبة ليست منهم، والنياحة، ونحر الْجَزُورِ عند المصيبة. إسناده ضعيف من أجل فضالة وأظنه غير محفوظ إنما المحفوظ هو ليث عن سعيد والله أعلم

3) عمر بن عبد العزيز

أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ت كمال (ج2/ص487) حدثنا معن بن عيسى، عن ثابت بن (1) قيس، قال: أدركت عمر بن عبد العزيز يمنع أهل الميت الجماعات يقول: ترزون، وتغرمون.

إسناده صحيح

(1) في الأصل "عن" وهو تصحيف يكنى أبا الغصن

هذا والله أعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
1 تعليقات
  • التاريخ الموثق
    التاريخ الموثق 6/16/2022

    عن شقيق بن سلمة قال: لما مات خالد بن الوليد اجتمع نسوة بني المغيرة في دار خالد يبكين عليه. قال: فقيل لعمر: إنهن قد اجتمعن في دار خالد وهم خلقاء أن يسمعنك بعض ما تكره فأرسل إليهن فانههن. فقال عمر: «وما عليهن أن يرقن دموعهن على أبي سليمان ما لم يكن نقعا أو لقلقة»
    اختلفوا في معنى النقع، وقال أبو عبيد القاسم بن سلام في غريب الحديث: النقع: صنع الطعام يعني المأتم.

إضافة تعليق
رابط التعليق