السلام عليكم ورحمة الله وبعد
حديث مثل الذي يعلم الناس ولا يعمل بعلمه، كمثل السراج يضيء للناس ويحرق نفسه.
ومن استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين الجنة ملء كف من دم امرئ مسلم أن يهريقه؛ كأنما يذبح به دجاجة، كلما تعرض لباب من أبواب الجنة؛ حال الله بينه وبينه،
ومن استطاع أن لا يجعل في بطنه إلا طيباً فإن أول ما ينتن من الإنسان بطنه
وأوصيكم بتقوى الله والقرآن فإنه نور الليل المظلم وهدى النهار فاعملوا به على ما كان من جهد وفاقة، وإن عرض بلاء فقدم مالك دون نفسك، فإن تجاوز البلاء فقدم مالك ونفسك دون دينك فإن المحروب من حرب دينه والمسلوب من سلب دينه، إنه لا غنى بعد النار ولا فاقة بعد الجنة، وإن النار لا يفك أسيرها ولا يستغني فقيرها
حكم الحديث: لا يصح مرفوعاً إلى النبي إنما هو صحيح موقوفاً على الصحابي جندب من قوله
1) رواه صفوان بن محرز عن جندب بن عبد الله بن سفيان البجلي واختلف عنه
فرواه ليث بن أبي سليم ضعيف الحديث عن صفوان بن محرز عن جندب فرفعه قال قال رسول الله أخرجه أبو الشيخ الأصبهاني في أمثال الحديث (ص324) من طريق النفيلي هو أبو جعفر عبد الله بن محمد القضاعي وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (ج2/ص167) من طريق المعافى بن سليمان كلاهما عن موسى بن أعين، عن ليث، عن صفوان بن محرز، عن جندب، قال [زاد الطبراني: ائتني بنفر من قراء القرآن وليكونوا شيوخا فأتيته بنافع بن الأزرق وأتيته بمرداس أبي بلال، وبنفر معهما ستة أو ثمانية، فلما أن دخلنا على جندب]: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثل الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه مثل [وعند الطبراني: كمثل] مصباح يضيء للناس ويحرق نفسه [زاد الطبراني: ومن راءى الناس بعلمه راءى الله به يوم القيامة، ومن سمع الناس بعمله سمع الله به فاعلموا أنه أول ما ينتن من أحدكم إذا مات بطنه، فلا يدخل بطنه إلا طيبا، ومن استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين الجنة ملء كف من دم فليفعل].
قوله (ومن راءى الناس بعلمه راءى الله به يوم القيامة، ومن سمع الناس بعمله سمع الله به) صح مرفوعاً إلى النبي أخرجه البخاري في صحيحه من طريق سلمة بن كهيل قال: سمعت جندباً، يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: من سمع سمع الله به، ومن يرائي يرائي الله به
وقد جعل الألباني رحمه الله هذا شاهداً للمرفوع قلت خفي علي الألباني أن ليث بن أبي سليم قد خولف خالفه الثقة أبو المنهال سيار بن سلامة الرياحي فأوقفه على جندب من قوله ولم يرفعه
أخرجه عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائده على الزهد (ص150) من طريق النضر بن شميل وابن أبي شيبة في المصنف ت كمال (ج7/ص182) من طريق أبي أسامة وابن ناصر الدين الدمشقي في الإملاء الأنفس (ص457) من طريق هوذة هو ابن خليفة ثلاثتهم عن عوف - هو بن أبي جميلة الأعرابي -، عن أبي المنهال، حدثني صفوان بن محرز، قال: نزل عَلَيَّ جندب البجلي [وعند ابن ناصر الدين الدمشقي: قال صفوان بن محرز لما كان زمن زياد جاء جندب البجلي فنزل عليه، فقال لي يوماً هل لك إخوان وضرباء في هذا المصر؟ قلت: نعم قال: اجمع لي منهم نفرا، فأرسلت إلى نفر منهم عسعس بن سلامة فاجتمعوا في بيت داري، قال: وقد كان جندب غدا إلى ابن زياد فرجع من عنده فإذا عسعس يحدث القوم، قال: فجاء حتى قام على الباب فسلم، ثم قال]، فسمعته يقول - أي جندب -: مثل الذي يعظ الناس وينسى نفسه مثل المصباح يضيء لغيره ويحرق نفسه [زاد ابن أبي شيبة وابن ناصر الدين بنحوه: ليبصر أحدكم ما يجعل في بطنه، فإن الدابة إذا ماتت كان أول من ينفتق بطنها، وليتق أحدكم أن يحول بينه وبين الجنة ملء كف من دم مسلم].
إسناده حسن
وقال ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (ج1/ص674) وروى عبد الله بن المبارك، عن عوف، عن أبي المنهال قال: حدثني صفوان بن محرز، سمع جندب بن عبد الله البجلي يقول في حديث ذكره: إن مثل الذي يعظ الناس وينسى نفسه كالمصباح يحرق نفسه ويضيء لغيره. وأخرج نعيم بن حماد في الفتن (ج1/ص149) حدثنا ابن المبارك، عن عوف، عن أبي المنهال، قال: حدثني صفوان بن محرز، عن جندب بن عبد الله البجلي، قال: ليتق الله أحدكم، ولا يحولن بينه وبين الجنة بعدما ينظر إلى أبوابها ملء كف من دم مسلم أهراقه.
والصواب الموقوف على جندب قوله ليس فيه قال الرسول لأن سيار بن سلامة ثقة بينما ليث ضعيف
2) أبو السوار العدوي عن جندب موقوفاً
أخرجه أحمد بن حنبل في الزهد (ص165) وأبو داود في الزهد (ص326) كلاهما من طريق حماد بن سلمة، حدثنا الجريري [زاد أبو داود: سعيد]، عن أبي السوار [زاد أبو داود: العدوي]، أنهم أتوا جندباً في قراء أهل البصرة فقال: أرى هدياً حسناً وسمتاً حسناً، فإياكم وهذه الأهواء ثم قال: مثل الذي يعلم الناس ولا يعمل كمثال السراج يضيء للناس ويحرق نفسه.
إسناده صحيح
- سعيد الجريري كان قد اختلط لكن رواية حماد عنه قبل الاختلاط قال الإمام النسائي الجريري كان قد اختلط وسماع حماد بن سلمة منه قديم قبل أن يختلط (السنن الكبرى ج9/ص124 وعمل اليوم والليلة للنسائي ص274)
- أبي السوار العدوي هو حريث بن حسان قال ابن أبي حاتم الرازي وقد سمع أبو السوار من جندب (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج3/ص263)
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف ت كمال (ج7/ص274) حدثنا يزيد - هو ابن هارون -، أخبرنا أبو الفضل خالد بن رياح - هو الهذلي البصري -، حدثنا أبو السوار العدوي، عن جندب بن عبد الله، قال: أول ما ينتن من ابن آدم بطنه إذا مات فلا تجعلوا فيه إلا طيباً.
إسناده صحيح
3) بكر بن عبد الله المزني عن جندب موقوفاً
أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (ج7/ص67) من طريق سليمان بن حرب وأبو طاهر المخلص في المخلصيات (ج1/ص190-191) من طريق أيوب بن سويد الرملي كلاهما عن السري بن يحيى - الشيباني ثقة مأمون -، نا بكر بن عبد الله المزني، قال: خرج جندب بن عبد الله وخرج معه رجال من إخوانه يشيعونه حتى إذا بلغ حصن المساكين [وعند أبي طاهر: المسكين]، قالوا له: [زاد أبو طاهر: يا أبا عبد الله] أوصنا، قال: ألا لا تدخلوا هذا خبيثا؟ وأوى بيده إلى فيه، ولا تخرجوا منه خبيثا، فإن أول ما ينتن من الإنسان بطنه، قالوا له: أوصنا، قال: ألا ولا يحولن بين أحدكم وبين الجنة بعدما أبصر بابها ملء كف من دم مسلم أهراقه. صحيح
وقد توبع السري بن يحيى تابعه هشام بن حسان الأزدي أخرجه نعيم بن حماد في الفتن (ج1/ص149) حدثنا ابن المبارك، عن هشام بن حسان، قال: حدثني بكر بن عبد الله المزني، قال: شيعنا رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول: لا يحولن بين أحدكم وبين الجنة بعدما ينظر إلى أبوابها ملء كف من دم مسلم أهراقه.
4) أبو غلاب يونس بن جبير عن جندب بن عبد الله البجلي موقوفاً
أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام الهروي في فضائل القرآن (ص77) حدثني أبو نوح - هو عبد الرحمن بن غزوان الضبي -، عن شيبان أبي معاوية، عن قتادة، عن أبي غلاب يونس بن جبير، عن حطان بن عبد الله السدوسي، قال: قدم علينا جندب بن عبد الله البصرة، فلما أراد أن يخرج شيعناه إلى خص المكاتب، فقلنا له: يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أوصنا فقال: من استطاع منكم ألا يجعل في بطنه إلا طيبا فليفعل، فإن أول ما ينتن من الإنسان بطنه، ومن استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين الجنة ملء كف من دم امرئ مسلم يهريقه كأنما يذبح به دجاجة لا يأتي بابا من أبواب الجنة إلا حال بينه وبينه، فليفعل، وعليكم بالقرآن؛ فإنه هدى النهار ونور الليل المظلم، فاعملوا به على ما كان من جهد وفاقة، فإن عرض بلاء فقدموا أموالكم دون دمائكم فإن تجاوزها البلاء فقدموا دماءكم دون دينكم، فإن المحروب من حرب دينه، وإن المسلوب من سلب دينه إنه لا فقر بعد الجنة، ولا غنى بعد النار إن النار لا يفك أسيرها، ولا يستغني فقيرها، والسلام عليكم. صحيح
ثم قال أبو عبيد الهروي حدثنا أبو نوح، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن يونس بن جبير، عن جندب بن عبد الله، مثل ذلك، ولم يذكر حطان
قلت أخطأ أبو معاوية شيبان في زيادة الراوي "حطان بن عبد الله السدوسي" في سنده والصواب بدون حطان وخالفه في هذا شعبة وسعيد بن أبي عروبة وهشام وهمام بن يحيى كما سيأتي
وقد توبع أبو نوح عن شعبة على جزء من الحديث أخرجه أحمد بن حنبل في الزهد (ص165) من طريق بهز بن أسد وأخرجه مسدد كما في المطالب العالية لابن حجر (ج13/ص149) من طريق يحيى بن سعيد القطان وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (ج4/ص294) من طريق محمد بن جعفر وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان من طريق سعيد بن عامر (ج3/ص402) وأخرجه نعيم بن حماد في الفتن (ج1/ص149) من طريق ابن المبارك كلهم عن شعبة، حدثنا قتادة قال: سمعت يونس بن جبير قال: شيعنا جندب بن عبد الله فلما بلغنا حصن المكاتب قلنا له: أوصنا قال: أوصيكم بتقوى الله والقرآن فإنه نور الليل المظلم وهدى النهار فاعملوا به على ما كان من جهد وفاقة، وإن عرض بلاء فقدم مالك دون نفسك، فإن تجاوز البلاء فقدم مالك ونفسك دون دينك فإن المحروب [المحروم] من حرب [حرم] دينه والمسلوب من سلب دينه، إنه لا غنى بعد النار ولا فاقة بعد الجنة، وإن النار لا يفك أسيرها ولا يستغني فقيرها. إسناده صحيح
وقد توبع أبو معاوية شيبان وشعبة تابعهما 1- سعيد بن أبي عروبة 2- وهشام بن سنبر الدستوائي أخرجهما البيهقي في شعب الإيمان ط الرشد (ج3/ص181) 3- وهمام بن يحيى العَوْذِيُّ المُحَلِّمِيُّ أخرجه أبو القاسم الحلبي الخياط في حديثه مخطوطة جوامع الكلم (ص17) وفيه "حصن المساكين"
قلت يونس بن جبير سمع من جندب كما في بعض طرق الحديث وقال البخاري يونس بن جبير أبو غلاب الباهلي سَمِعَ جُندُبًا (التاريخ الكبير ج8/ص401)
5) الحسن البصري عن جندب واختلف عنه وقفاً ورفعاً
1- قتادة عن الحسن عن جندب واختلف عنه
أما الموقوف فقد أخرجه النسائي في جزء فيه مجلسان (ص33) أخبرنا عبيد الله بن سعيد، ثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن الحسن، أن جندبا البجلي، قال: إن استطعت فلا يحولن بينك وبين الجنة ملء كف من دم تهريقه كأنك تذبح دجاجة فكلما تعرضت لباب من أبواب الجنة حال بينك وبينه ومن استطاع منكم فلا يدخلن بطنه إلا طيبا فإن أول ما ينتن من الإنسان بطنه.
وأما المرفوع فقد أخرجه يعقوب بن سفيان الفسوي في مشيخته (ص76) والطبراني في المعجم الكبير (ج2/ص160) وابن أبي عاصم في الديات (ص7) وابن النجار في ذيل تاريخ بغداد الطبعة العلمية (ج16/ص66) من طريق أبي كامل الفضيل بن الحسين بن طلحة الجحدري وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (ج8/ص233) والبيهقي في شعب الإيمان (ج7/ص260) وابن أبي الدنيا في الورع (ص86) من طريق أبي بكر بن الأسود كلاهما عن أبي عوانة، عن قتادة، عن الحسن، عن جندب بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين الجنة ملء كف من دم يهريقه كأنما يذبح دجاجة، كلما يعرض لباب من أبواب الجنة حال بينه وبينه [وعند ابن أبي عاصم: حال بينه وبين المقتول ينازع قاتله إلى رب العالمين]، من استطاع منكم أن لا يجعل في بطنه إلا طيباً [زاد ابن النجار وابن ابي الدنيا: فليفعل] ، فإن أول ما ينتن من الإنسان بطنه.
قال البيهقي والصحيح موقوف قلت وهو كما قال لأن هشام الدستوائي أثبت من أبي عوانة في قتادة
2- أبو الأشهب عن الحسن عن جندب موقوفاً
أخرجه البغوي في معجم الصحابة (ج1/ص538) حدثنا شيبان بن فروخ نا أبو الأشهب - هو جعفر بن حيان السعدي - نا الحسن قال قال لنا جندب بن عبد الله في هذا المسجد: ألا إن هؤلاء فلا يحولن بين أحدكم وبين أبواب الجنة بعدما يراها ثم قال ملء كف من دم حرام مسلم يهريقه.
قد صرح الحسن بالسماع وقد أخرج البخاري ومسلم في صحيحهما من طريق الحسن حدثنا جندب رضي الله عنه في هذا المسجد فما نسينا. فهذا تصريح بالسماع وقال أبو حاتم الرازي لم يصح للحسن سماع من جندب رحمه الله (المراسيل لابن أبي حاتم ص42) والصواب قد سمع
3- زياد الجصاص عن الحسن عن جندب موقوفاً
أخرجه أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري الرزاز في الرابع من حديثه (ص313) ومن طريقه البيهقي في شعب الإيمان ط الرشد (ج7/ص259) حدثنا علي بن إبراهيم الواسطي: حدثنا يزيد بن هارون: حدثنا زياد الجصاص: حدثنا الحسن، قال: لما أحس جندب بقدوم علي وخاف أن يكون سنم؟ الشر، خرج يمشي واتبعه بنو عدي، فجعلوا يقولون: يا أبا عبد الله أوصنا رحمك الله، فما ترى ما قد حضرنا، فما راجعهم الحديث حتى بلغ المنجشانية رجاء أن يرجعوا، فلما بلغ المنجشانية وعرف أنهم لا يرجعون أناخ راحلته ووضع يده على فرائها، ثم أقبل عليهم فقال: اتقوا الله واقرأوا القرآن فإنه نور الليل المظلم وهدى النهار على ما كان من جهد وفاقة، فإذا عرض البلاء فاجعلوا أموالكم دون أنفسكم، فإذا نزل البلاء فاجعلوا أنفسكم دون دينكم، واعلموا أن الخائب من خاب دينه، والهالك من هلك دينه، ألا لا فقر بعد الجنة ولا غنى بعد النار، لأن النار لا يفك أسيرها ولا يبرأ ضريرها ولا يطفأ حريقها، وإنه ليحال بين الجنة وبين المسلم بملء كف دم أصابه من دم أخيه المسلم، كلما ذهب يدخل من باب من أبوابها، وجدها يرد عنها، واعلموا أن الآدمي إذا مات فدفن لا ينتن [وعند البيهقي ط الرشد: لأنتن، وفي ط العلمية: لا نتن] أول من بطنه، فلا تجعلوا مع النتن خبثا، اتقوا الله في الأموال والدماء واجتنبوا، ثم سلم وركب.
إسناده ضعيف جداً من أجل زياد الجصاص وهو أبو محمد زياد بن أبي زياد الواسطي وأخرجه الحارث المحاسبي في فهم القرآن (ص288) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا زياد قال حدثنا الحسن قال لما أحس جندب بقدوم طلحة والزبير وخاف القتال فخرج يريد الحجاز فتبعه قوم أو قال ناس فجعلوا يقولون أوصنا فقال إقرأوا القرآن فإنه نور الليل المظلم وضياء النهار فاعملوا به على ما كان من جهد وفاقة. قال محققه حسين القوتلي: عن زياد هو زياد بن حسان بن قرة الباهلي وهو زياد الأعلم وثقه العلماء. انتهى بتصرف قلت وهذا خطأ إنما هو زياد بن أبي زياد الجصاص ليس بشيء
4- إسماعيل بن مسلم المكي عن الحسن عن جندب موقوفاً
أخرجه عبد الرزاق في المصنف ط التأصيل (ج8/ص163) ومن طريقه الطبري في المعجم الكبير (ج2/ص159) عن الثوري والطبراني في المعجم الكبير (ج2/ص160) من طريق عنبسة والرُّوياني في مسنده (ج2/ص143) من طريق حفص بن غياث ثلاثتهم عن إسماعيل بن مسلم، عن الحسن، عن جندب بن عبد الله، قال: جلست إليه في إمارة المصعب، فقال: إن هؤلاء القوم قد ولغوا في دمائهم، وتحانقوا [وعند الطبراني والروياني: تحالفوا بالفاء] على الدنيا، وتطاولوا في البنيان، وإني أقسم بالله لا يأتي عليكم إلا يسير، حتى يكون الجمل الضابط، والحبلان، والقتب أحب من الدسكرة العظيمة، تعلمون أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يحولن بين أحدكم وبين الجنة، وهو يرى بابها، ملء كف من دم امرئ مسلم، أهراقه بغير حله، ألا من صلى صلاة الصبح [ولفظ عنبسة: صلاة الغداة، ولفص حفص: الفجر]، فهو في ذمة الله، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء.
قلت صلاة الصبح هي نفسها صلاة الغداة وهذا إسناد ضعيف جداً من أجل إسماعيل بن مسلم
5- سالم بن عبد الواحد المرادي عن الحسن عن جندب موقوفاً
أخرجه أحمد بن حنبل في الزهد (ص165) حدثنا محمد بن عبد الله، حدثنا سالم المرادي، عن الحسن، عن جندب قال: قال لأصحابه: اتلوا القرآن على ما كان بكم من جهد وفاقة فإن عرض يعني: بلاء فابذل مالك دون دينك فإن تخوفت فابذل دمك دون دينك فإن المحروب من حرب دينه وإن المسلوب من سلب دينه، فإنه لا فقر بعد الجنة ولا غنى بعد النار، النار لا يستغني فقيرها ولا يفك أسيرها.
إسناده ضعيف من أجل سالم المرادي
6- عنبسة بن أبي رائطة الغنوي عن الحسن عن جندب موقوفاً
أخرجه أبو بكر بن خلاد النَّصِيْبِيُّ في فوائده مخطوطة جوامع الكلم (ص15) ومن طريقه أبو نعيم الأصبهاني في تاريخ أصبهان (ج1/ص423) من طريق يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الضبي وابن مردويه في جزء فيه أحاديث أبو الشيخ بن حيان (ص78) من طريق عبد الله بن محمد بن زكريا كلاهما عن عثمان بن عبد الوهاب بن عبد المجيد، ثنا أبي، ثنا عنبسة بن أبي زائطة [وعند أبي نعيم: رائطة بالراء المهملة] الغنوي، عن الحسن، أن جندب بن عبد الله خلا بالنفر من أصحابه، فقال: إن هؤلاء قد ولغوا [وعند أبي نعيم: ولعوا بالعين المهملة] في دمائهم، فلا يحولن بين أحدكم وبين الجنة ملء كف من دم مسلم أراقه، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: إن رجلاً ممن كان قبلكم أخذته قرحة في يده، فأخذ حديدة، فحز بها في يده حتى قطعها، فما رقأ دمها حتى مات، فقال ربكم عز وجل: بادرني ابن آدم بنفسه فقتلها، فقد حرمت عليه الجنة.
إسناده هالك
- عثمان بن عبد الوهاب بن عبد المجيد قال يحيى بن معين هذا كذاب خبيث ليس هذه الكتب كتبه سرقها (تاريخ ابن معين رواية ابن محرز ج1/ص58)
لكن الشطرين الأخيرين منه جاء من طريق آخر صحيح أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما من طريق جرير وشيبان كلاهما عن الحسن، حدثنا جندب بن عبد الله، في هذا المسجد... قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح، فجزع، فأخذ سكيناً فحز بها يده، فما رقأ الدم حتى مات، قال الله تعالى: بادرني عبدي بنفسه، حرمت عليه الجنة.
7- عبد الله بن محمد بن يزيد التميمي عن الحسن عن جندب بعضه مرفوعاً وبعضه موقوفاً!
أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء (ج5/ص250) حدثنا القاضي أبو أحمد، وأبو محمد بن حيان قالا: ثنا محمد بن أحمد بن راشد، ثنا موسى بن عامر - هو أبو عامر المري -، ثنا عراك بن خالد، عن ابن أبي عبلة - هو إبراهيم -، عن عبد الله بن محمد بن يزيد التميمي، عن الحسن قال: قدم جندب بن سفيان البجلي البصرة، فأقام بها حينا، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فلما خرج من البصرة شيعه الحسن في خمسمائة رجل حتى بلغوا معه حصن المكاتب، فقالوا له: حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نعم سمعته يقول: من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله فلا تخفروا ذمة الله، ولا يطلبنكم بشيء من ذمته، ولا أعرفن ما أشرفت الجنة لأحدكم حتى إذا عاينها ودنت حيل بينه وبينها بملء كف من دم رجل مسلم أهرقها ظلما سمعت هذا من نبي الله صلى الله عليه وسلم، وأنا أقول لكم من عندي: إني رأيت أول ما ينتن من الإنسان في القبر بطنه، فلا تدخلوا بطونكم إلا طيباً.
إسناده ضعيف
8- يونس بن عبيد عن الحسن عن أبي برزة مرفوعاً وهو خطأ!
أخرجه أبو الحسن أحمد بن محمد القدوري في جزء من حديثه مخطوطة جوامع الكلم (رقم الأثر 16) ومن طريقه الخطيب في اقتضاء العلم العمل (ص49) من طريق أبي بكر محمد بن علي بن أحمد بن داود التميمي الكناني الأذني ثم أخرجه الخطيب من طريق موسى بن عيسى المصيصي والقاضي أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار الأذني ثلاثتهم عن محمد بن سليمان بن حبيب لوين، ثنا محمد بن جابر، عن يونس [زاد الخطيب: ابن عبيد]، عن الحسن، عن أبي برزة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثل الذي يعلم الناس [زاد الخطيب: الخير] وينسى نفسه مثل الفتيلة تضئ للناس وتحرق نفسها قال: وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن أول ما ينتن من الإنسان بطنه فلا تدخلوا بطونكم حراما أو قال إلا حلالاً.
قلت محمد بن جابر ضعيف وهذا إسناد خطأ إنما يرويه الحسن عن الصحابي جندب موقوفاً وليس عن أبي برزة مرفوعاً
6) أبي تميمة عن جندب واختلف عنه
أخرجه البخاري في صحيحه من طريق الجريري، عن طريف أبي تميمة، قال: شهدت صفوان وجندبًا وأصحابه وهو يوصيهم، فقالوا: هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا؟ قال: سمعته يقول: من سمع سمع الله به يوم القيامة، قال: ومن يشاقق يشقق الله عليه يوم القيامة، فقالوا: أوصنا، فقال - يعني جندب -: إن أول ما ينتن من الإنسان بطنه، فمن استطاع أن لا يأكل إلا طيبا فليفعل، ومن استطاع أن لا يحال بينه وبين الجنة بملء كفه من دم أهراقه فليفعل.
وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (ج4/ص293) ومن طريقه مختصراً إسماعيل الأصبهاني في الترغيب والترهيب (ج3/ص105) والطبراني في المعجم الكبير (ج2/ص165) ومن طريقه الشجري في أماليه (ج1/ص89) من طريق أحمد بن المعلى الدمشقي والحسن بن علي المعمري وأخرجه الخطيب في اقتضاء العلم العمل (ص49) ومن طريقه ابن عساكر في ذم من لا يعمل بعلمه (ص35) مختصراً من طريق إسماعيل بن عبد الله بن مسعود العبدي كلهم عن هشام بن عمار، ثنا علي بن سليمان الكلبي، [هذه الزيادة لابن أبي عاصم: ثنا هشام - يعني ابن عمار -، وهو - يعني علي بن سليمان الكلبي - من أهل دمشق ثقة روى عنه الوليد بن مسلم]، نا الأعمش، عن أبي تميمة، عن جندب بن عبد الله الأزدي، صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قال: انطلقت أنا وهو إلى البصرة حتى أتينا مكانا يقال له بيت المسكين وهو من البصرة مثل الثوية من الكوفة قال: هل كنت تدارس أحدا القرآن؟ قلت: نعم قال: إذا أتيت البصرة فأتني بهم ولا تأتني بهم إلا شمطا فأتيته بصالح بن مسروح وبأبي بلال، وبنجدة، ونافع بن الأزرق وهم في نفسي من أفاضل أهل البصرة فأنشأ يحدثهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال جندب رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أول ما ينتن من الإنسان بطنه ولا يجعلن أحدكم في بطنه إلا طيبا قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثل العالم الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه كمثل السراج يضيء للناس ويحرق نفسه وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحولن بين أحدكم وبين الجنة وهو ينظر إلى أبوابها ملء كف من دم مسلم هراقه ظلما فتكلم القوم فذكروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو ساكت يسمع منهم ثم قال: لم أر كاليوم قوما قط أحق بالنجاة إن كانوا صادقين.
قال أبو حاتم الرازي لا يشبه هذا الحديث حديث الأعمش لأن الأعمش لم يرو عن أبي تميمة شيئاً وهو بأبي إسحاق أشبه (علل الحديث لابن أبي حاتم ج5/ص143) يقصد أبا حاتم الرازي أن الصواب "علي بن سليمان الكلبي عن أبي إسحاق السبيعي عن أبي تميمة عن جندب" وعلى هذا فالخطأ في اسم الراوي إما هو من هشام بن عمار أو من علي بن سليمان الكلبي والله أعلم
وقد جاء من حديث سليك الغطفاني عن النبي
أخرجه عبد الباقع بن قانع في معجم الصحابة (ج1/ص321) ومن طريقه الخطيب في اقتضاء العلم العمل (ص48) حدثنا الحسين بن علي بن الأزهر السلمي بالكوفة نا عباد بن يعقوب، نا أبو داود النخعي، نا علي بن عبيد الله الغطفاني، عن سليك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا علم العالم فلم يعمل كان كالمصباح يضيء للناس ويحرق نفسه.
إسناده موضوع مكذوب أبو داود النخعي هو سليمان بن عمرو كذاب
هذا والله أعلم