مدى صحة قال الهرمزان أين عمر أين حراسه وحجابه قالوا ليس له حارس ولا حاجب

لما أدخل الهرمزان قائد الفرس على عمر بن الخطاب لم يعرفه وسأل: أين عمر؟ قالوا: ها هو ذا، قال: أين حراسه وحجابه، قالوا: ليس له حارس ولا حاجب، قال: فينبغي أن يكون نبياً، قالوا: بل يعمل عمل الأنبياء.

حكم القصة: ضعيفة جدًا منكر بهذا السياق لكن سيأتي ما هو أصح

أخرجه بهذا اللفظ الطبري في تاريخه (ج4/ص83-87) وابن الجوزي في المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (ج4/ص233-234) كلاهما من طريق شعيب، عن سيف، عن محمد وطلحة والمهلب وعمرو، قالوا: [خبر طويل فيه] قال: الهرمزان: أين عمر؟ فقالوا: هو ذا، وجعل الوفد يشيرون إلى الناس أن اسكتوا عنه، وأصغى الهرمزان إلى الوفد، فقال: أين حرسه وحجابه عنه؟ قالوا: ليس له حارس ولا حاجب، ولا كاتب ولا ديوان، قال: فينبغي له أن يكون نبيًا، فقالوا: بل يعمل عمل الأنبياء.

إسناده ضعيف جدًا 
- شعيب هو شعيب بن إبراهيم الكوفي مجهول قال ابن عدي له أحاديث وأخبار، وهو ليس بذلك المعروف ومقدار ما يروي من الحديث والأخبار ليست بالكثيرة وفيه بعض النكرة لأن في أخباره وأحاديثه ما فيه تحامل على السلف (الكامل لابن عدي ج5/ص7)
- سيف هو سيف بن عمر الضبي التميمي الكوفي قال ابن حبان يروي الموضوعات عن الأثبات (المجروحين لابن حبان ت حمدي ج9/ص439) وقال أبو حاتم الرازي متروك الحديث، يشبه حديثه حديث الواقدي وقال يحيى بن معين ضعيف (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج9/ص439) وقال الدارقطني متروك (سؤالات البرقاني للدارقطني ت القشقري ص34)

من ثم هو مرسل

لكن أخرج ابن سعد في الطبقات الكبرى ط العلمية (ج3/ص222) من طريق عارم بن الفضل والبلاذري في أنساب الأشراف (ج10/ص346) من طريق هدبة بن خالد وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج44/ص319) من طريق أبي ربيعة فهد بن عوف ثلاثتهم عن حماد بن سلمة قال: أخبرنا حميد عن أنس بن مالك أن الهرمزان رأى عمر بن الخطاب مضطجعًا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم [زاد البلاذري: ليس حوله أحد] فقال: هذا والله الملك الهنيء.

قوله (ليس حوله أحد) أي ليس حوله حراس لكن هذا عندما كان نائماً أي قد صدف وكان بلا حراسة وليس بشكل عام أنه ليس له حراس في كل الأوقات كما في الأثر السابق كلا بل له حراس كيف وهو أمير المؤمنين!

رجاله ثقات وهذا أصح إسناداً من الذي قبله وأرجو أنه ثابت فإن حميد الطويل مدلس لكن قد قال شعبة لم يسمع حميد من أنس إلا أربعة وعشرين حديثاً والباقي سمعها أو أثبته فيها ثابت - هو البناني ثقة - (تاريخ ابن معين رواية الدوري ج4/ص318) قلت وأحياناً يدخل حميد بينه وبين أنس قتادة - ثقة - أيضاً ولهذا قال بعض أهل العلم تحمل روايته على الاتصال لأن الواسطة ثقة

هذا والله أعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق