قلت من أي مرض كان يحق له أن يفطر، وهو مذهب الإمام البخاري صاحب الصحيح ومن التابعين عطاء بن أبي رباح والدليل على أنه مذهبهما
أخرج الحاكم في معرفة علوم الحديث (ص75) ومن طريقه ابن العربي في أحكام القرآن ط العلمية (ج1/ص110) وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج52/ص86) وابن حجر في تغليق التعليق (ج4/ص417) حدثني أبو سعيد أحمد بن محمد النسوي قال: حدثني أبو حسان مهيب بن سليم قال: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: اعْتَلَلْتُ بنيسابور عِلَّةً خفيفة -يعني مرض خفيف-، وذلك في شهر رمضان فعادني إسحاق بن راهويه في نفر من أصحابه، فقال لي: أفطرت يا أبا عبد الله، فقلت: نعم، قال: خشيت أن تضعف عن قبول الرخصة، فقلت: أخبرنا عبدان، عن ابن المبارك، عن ابن جريج قال: قلت لعطاء: من أي المرض أفطر؟ قال: ومن أي مرض كان كما قال الله عز وجل: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا} [البقرة: 184].
قال البخاري: ولم يكن هذا عند إسحاق. يعني يقصد البخاري أن أثر عطاء بن أبي رباح هذا لم يكن عند إسحاق بن راهويه
إسناده صحيح
- أبو حسان مهيب بن سليم قال الخليلي ثقة متفق عليه مكثر عن محمد بن إسماعيل البخاري (انظر الإرشاد في معرفة علماء الحديث للخليلي ط الرشد ج3/ص973)
وأخرج أيضاً أثر عطاء بن أبي رباح عبد الرزاق في المصنف ط التأصيل (ج4/ص53) عن ابن جريج، قال: قلت لعطاء: من أي وجع يفطر في رمضان؟ قال: منه كله، قلت: يصوم حتى إذا غلب عليه أفطر؟ قال: نعم، كما قال الله. إسناده صحيح
وروي هذا المذهب عن ابن سيرين أخرجه الطبري في تفسيره ت شاكر (ج3/ص458) حدثنا محمد بن المثنى قال، حدثنا الحسن بن خالد الربعي قال، حدثنا طريف بن شهاب العطاردي: أنه دخل على محمد بن سيرين في رمضان وهو يأكل، فلم يسأله. فلما فرغ قال: إنه وجعت إصبعي هذه.
وهذا إسناد لا يصح طريف ليس بشيء
قلتُ: وبه نأخذ فالإمام البخاري من أعلم أهل الأرض بصحيح الحديث وضعيفه ولو كان عنده شيء أثر أو حديث أقوى لاتبعه البخاري ومن جهة أخرى فالآية {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا} عامة ليس هناك ما يقيدها ومن يقول هو المرض الشديد وليس أي مرض أو نحوه فنقول هذا رأي منكم هاتوا برهانكم عليه بحديث صحيح فنحن على الآية وأضفنا إلى هذا الإمام البخاري والتابعي عطاء لكي لا يُقال لنا قد اتبعتم غير سبيل المؤمنين وهو مذهب القرطبي (انظر تفسير القرطبي ج2/ص277)
وأما قول جمهور العلماء المتأخرين أو غيرهم الذي يخالف هذا فعلى الرأس والعين لكن الكثرة لا تعني الصحة وأيضاً لعدم وجود الدليل عليه
وأما من يقيس ويغوص كثيراً فيقيس هذا على ذاك وذاك على هذا فلن ننتهي من الاحتمالات والظنون
هذا والله تعالى أعلم