مدى صحة أن رجلًا قال لأحمد بن حنبل إن الخضر أتاني في المنام يقرئك السلام
قال سلمة بن شبيب: كنا في أيام المعتصم يوما جلوسًا عند أحمد بن حنبل، فدخل رجل، فقال: من منكم أحمد بن حنبل فسكتنا فلم نقل له شيئًا، فقال أحمد بن حنبل: ها أنا أحمد، فما حاجتك؟ قال: جئتك من أربعمائة فرسخ برًا وبحرًا، كنت ليلة جمعة نائمًا فأتاني آتٍ (وفي لفظ: أتاني آت في منامي)، فقال: أتعرف أحمد بن حنبل؟ قلت: لا، قال: فأت بغداد وسل عنه فإذا رأيته، فقل له: إن الخضر يقرئك السلام، ويقول لك إن ساكن السماء الذي على عرشه راض عنك، والملائكة راضون عنك بما صبرت نفسك لله. زاد ابن بحر في حديثه فقال له أحمد: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، ألك حاجة غير هذه؟ قال: ما جئتك إلا لهذا فتركه وانصرف.
حكم الأثر: صحيح رواه سلمة بن شبيب وعنه جمع
1+2- محمد بن الفضل السقطي ومحمد بن بحر البري كلاهما عن سلمة بن شيب
أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء (ج9/ص188) ومن طريقه ابن الجوزي في مناقب الإمام احمد بن حنبل (ص 615) وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج5/ص315-316) حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن الفضل السقطي، ح وحدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر [وعند ابن عساكر: أبو عبد الله محمد بن الحسن بن علي بن بحر البري الحافظ]، قالا: ثنا سلمة بن شبيب، قال: كنا في أيام المعتصم فذكره. صحيح
أما السند الأول
- سليمان بن أحمد هو الطبراني ثقة حافظ صاحب المعاجم
- محمد بن الفضل السقطي هو أبو جعفر محمد بن الفضل بن جابر بن شاذان قال الدارقطني صدوق (سؤالات الحاكم للدارقطني صفحة 145 الترجمة 197) وقال الخطيب وكان ثقة (تاريخ بغداد ت بشار للخطيب ج4/ ص256)
وأما السند الثاني
- عبد الله بن محمد هو أبو الشيخ الأصبهاني عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان ثقة حافظ
- محمد بن الحسن بن علي بن بحر هو أبو عبد الله البري قال أبو بكر بن المقرئ في معجمه (ص 94) الشيخ الصالح
6- محمد بن أحمد بن داود المؤدب عن سلمة بن شبيب
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد ت بشار (ج6/ص90) ومن طريقه ابن الجوزي في مناقب الإمام أحمد (ص 615) وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج5/ص316) وأخرجه ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة (ج1/ص169) كلاهما (الخطيب وابن أبي يعلى) من طريق أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس، إملاء، قال: حدثنا محمد بن العباس الخزاز، قال: حدثنا محمد بن حفص أبو عبد الله الخصيب، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن داود بن سيار بن أبي عتاب المؤدب، قال: حدثنا سلمة بن شبيب، قال: كنا عند أحمد بن حنبل فجاءه رجل فدق الباب، وكنا قد دخلنا عليه خفيا فظننا أنه قد غمز بنا فدق ثانية، وثالثة، فقال أحمد: أدخل قال فدخل فسلم وقال: أيكم أحمد؟ فأشار بعضنا إليه، قال جئت من البحر من مسيرة أربع مائة فرسخ، أتاني آت في منامي، فقال: ائت أحمد بن حنبل وسل عنه، فإنك تدل عليه، وقل له أن الله عنك راض، وملائكة سماواته عنك راضون، وملائكة أرضه عنك راضون، قال: ثم خرج فما سأله عن حديث ولا مسأله. صحيح
- محمد بن حفص أبو عبد الله الخصيب لم أعرفه
7- محمد بن أحمد بن الحسين المروزي عن سلمة بن شبيب
أخرجه ابن الجوزي في مناقب الإمام احمد بن حنبل (ص613) من طريق عبد الله بن محمد بن إسحاق المروزي واللفظ له وابن فاخر الأصبهاني في مجلسه من طريق عبد الرحمن بن حمدان الجلاب كلاهما من طريق محمد بن أحمد ابن الحسين المروزي [زاد ابن فاخر: بهمذان]، قال: سمعت سلمة بن شبيب، يقول: كنا مع أحمد بن حنبل جلوسا إذ جاءه رجل، فقال: من منكم أحمد بن حنبل؟ فسكتنا فلم نقل شيئا، فقال: أنا أحمد بن حنبل، ما حاجتك؟ قال: ضربت إليك من أربع مئة فرسخ برها وبحرها، جاءني الخضر ليلة الجمعة، قال لي: لم لا تخرج إلى أحمد بن حنبل؟ فقلت: لا أعرفه، فقال: تأتي بغداد وتسأل عنه، وقل له: إن ساكنا لسماء الذي على عرشه راض عنك، وسائر الملائكة راضون عنك بما صبرت نفسك لله عز وجل.
هذا والله تعالى أعلم