هل يجوز الرقص في المسجد وما الدليل على ذلك من القرآن أو السنة

السؤال:

سائل يسأل ويقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا فسمعنا لغطا وصوت صبيان فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا حبشية تزفن والصبيان حولها فقال يا عائشة تعالي فانظري فجئت فوضعت لحيي على منكب رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلت أنظر إليها ما بين المنكب إلى رأسه فقال لي أما شبعت أما شبعت قالت فجعلت أقول لا لأنظر منزلتي عنده إذ طلع عمر قالت فارفض الناس عنها قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأنظر إلى شياطين الإنس والجن قد فروا من عمر قالت فرجعت قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه. فهل هاد الحديث يدل على جواز الرقص في المسجد؟ 

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم نعم فإن هذا يدل على جواز الرقص واللعب للصبيان وذلك في غير أوقات الصلاة وفرق بين هذا الفعل وبين أفعال الصوفية البالغين المبتدعة الذين يتعبدون بها الله وهذه الحادثة كانت في يوم عيد في المسجد ففي صحيح مسلم (ج2/ص609) عن عائشة، قالت: جاء حبش يزفنون في يوم عيد في المسجد، فدعاني النبي صلى الله عليه وسلم، فوضعت رأسي على منكبه، فجعلت أنظر إلى لعبهم، حتى كنت أنا التي أنصرف عن النظر إليهم. 

وقيل أن هذا منسوخ ولا يجوز اللعب قلت وهذا الكلام ليس عليه دليل

وقيل أيضًا إنهم كانوا يلعبون بالحراب وهذا تدريب للجهاد قلت وهذا أيضًا أي التدريب ليس عليه دليل لأنه قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في هذه الحادثة لتعلم يهود أن في ديننا فسحة، إني أرسلت بحنيفية سمحة. أخرجه أحمد في المسند ط الرسالة (ج41/ص349) بإسناد فيه ضعف لكن له شواهد منها ما أخرجه سفيان بن عيينة في مسنده (ج1/ص285) حدثنا يعقوب بن زيد التيمي، عن عائشة قالت: وفيه قال النبي العبوا يا بني أرفدة تعلم اليهود والنصارى أن في ديننا فسحة. رجاله ثقات وله شاهد آخر بإسناد ضعيف عن الشعبي عن عائشة ذكره أبو حاتم الرازي في علل الحديث لابنه (ج6/ص147) وأخرجه الديلمي كما في الغرائب الملتقطة من مسند الفردوس لابن حجر (ج1/ص1424) وقد رواه أبو معاوية الضرير عن الشعبي ليس فيه عائشة أخرجه أبو عبيد الهروي في غريب الحديث (ج2/ص11) وغيره

وقال الإمام أحمد كما في المسند ط الرسالة (ج20/ص17) حدثنا عبد الصمد قال: حدثنا حماد، عن ثابت، عن أنس قال: كانت الحبشة يزفنون بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويرقصون ويقولون: محمد عبد صالح، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يقولون؟ قالوا: يقولون: محمد عبد صالح.

وهذا إسناد صحيح حماد هو ابن سلمة وثابت هو البناني وهذه الحادثة كانت عند قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة حيث قال الإمام أحمد (ج20/ص91) حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن ثابت، عن أنس قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة لعبت الحبشة لقدومه بحرابهم فرحاً بذلك. إسناده صحيح

هذا والله تعالى أعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق