مدى صحة أن رجلا قال لعمر بن الخطاب إنما شربت الخمر بقدر الله فقال له عمر أنت شربت الخمر بقدر الله ونحن أقمنا عليك الحد بقدر الله وبأمر الله

عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه أتاه رجل قد شرب الخمر
فأراد سيدنا عمر أن يقيم عليه الحد
فقال له الرجل: يا أمير المؤمنين... لقد شربت الخمر بقدر الله
فقال عمر: أقيموا عليه الحد...
فأقاموا عليه الحد ثم جاؤوا به
فقال له: أعد ما قلت لي....
فقال الرجل: يا أمير المؤمنين إنما شربت الخمر بقدر الله
فقال له عمر: أنت شربت الخمر بقدر الله ونحن أقمنا عليك الحد بقدر الله وبأمر الله

حكم القصة: موضوعة يعني مكذوبة

أولاً: القصة ليست عن الخمر إنما عن السرقة

ثانيًا: أخرجها الخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الراوي (ج2/ص169) أنا محمد بن أبي القاسم الأزرق، أنا عثمان بن أحمد الدقاق، نا سهل بن أحمد الواسطي، قال: قال أبو حفص عمرو بن علي سمعت عمرًا الأنماطي، يقول: أتيت حماداً المالكي فسمعته يقول: نا الحسن، أن عمر بن الخطاب أتي بسارق فقطع يده فقال: ما حملك على هذا؟ قال: القدر قال: فضربه أربعين سوطاً ثم قال: قطعت يدك لسرقتك وضربتك لفريتك على الله فقلت له [أي عمراً الأنماطي يقول لحماد المالكي]: لو كان افترى على عمر كم كان يضربه؟ قال [يعني حماداً المالكي]: ثمانين قلت [يعني عمرًا الأنماطي]: يفتري على الله يضربه أربعين ويفتري على عمر يضربه ثمانين لا والله لا تفارقني حتى أستعدي عليك فأقر أنه لم يسمع من الحسن وحلف أنه لا يحدث وكتبت عليه كتاباً وأشهدت عليه شهوداً وتركته.

وأخرجها الرامهرمزي في كتابه المحدث الفاصل بين الراوي والواعي (ص317) حدثني محمد بن الحسين بن شاهان السابوري، ثنا أبو حفص الفلاس قال: كان حماد المالكي كذاباً، وسمعت عمراً الأنماطي، يقول: أتيته فسمعته يقول: حدثنا الحسن أن عمر بن الخطاب فذكر مثله.

- حماد المالكي كذاب كذبه أبو حفص عمرو بن علي الفلاس كما في القصة وأيضاً نقل تكذيبه ابن حاتم الرازي كما في الجرح والتعديل (ج3/ص153) وقال الدارقطني حماد المالكي، قدري، عن الحسن، كذاب (الضعفاء والمتروكون للدارقطني الترجمة برقم 164)

وقال ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال (ج3/ص345) حيان بن عبيد الله بن جبلة أبو جبلة الدارمي بصري قال عمرو بن علي كان كذاباً وكان صائغاً قال عمرو سمعت عمرو الأنماطي يقول أتيته وسمعته يقول، حدثنا الحسن أن عمر بن الخطاب أتي بسارق فقطع يده فقال ما حملك على ذلك فقال القدر فضربه أربعين ثم أقر أنه لم يسمعه من الحسن وحلف أن لا يحدث وكتبت عليه كتاباً وأشهدت عليه شهوداً وتركته. قلت هو نفس الراوي ولكن ربما حماد المالكي هو الذي اشتهر به

هذا والله أعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق