القصة كالتالي في مواقع التواصل الاجتماعي
كان أبو العباس السفاح الخليفة العباسي قنوعاً، مشغولاً بأمور الدولة، رضي من الدنيا بإمرأة واحدة، فدخل عليه خالد بن صفوان ..
قال: يا أمير المؤمنين، إني فكرت في أمرك، فلم أر من هو في مثل قدرك ، أقل استمتاعاً بالنساء، وقد ملكت نفسك امرأة واحدة... إن مرضتْ مرضتَ، وإن غابت غبتَ، وإن غضبتْ حُرِمْتَ .. وإنما التلذذ باستطراف الجواري...
فلو رأيت الطويلة البيضاء، والسمراء اللفّاء، والصفراء.....، والغنجية الكحلاء، والمولدات من المدنيات ... ذوات الألسن العذبة ، و .....و...و..فلما خرج منه بقي السّفاح عامة نهاره ساهياً مفكراً، فدخلت عليه زوجته ، فأنكرت حاله ، وأَلَحت لمعرفة السّبب، فلما أعاد عليها ما قاله ابن صفوان ..
قالت له وما قلت لابن الفاعلة ؟ ثم خرجت من عنده غيرانة غاضبة ، وأرسلت جماعة من غلمانها فأوسعوه ضرباً ، حتى أغلق باب داره دونهم .
فانقطع عن الخليفة وقتاً، فبعث إليه السفّاح مرة، قال فوالله أيقنت بالهلاك. فلما دخل عليه، لاحظ خالد حركة خلف بعض الستور، ففطن لزوجة الخليفة. وطلب منه السّفاح بعد أن طمأنه أن يعيد عليه ذلك الكلام الحلو، الذي قاله له آخر مرة كان عنده.
فقال خالد: نعم يا أمير المؤمنين، أعلمتك أن العرب إشتقت إسم الضّرتين من الضُّر، وأن أحدهم إذا كان عنده من النساء أكثر من واحدة، عاش في جهد وكدّ.
قال السفاح: ويحك ..لم يكن هذا في كلامك.
قال بلى، وأخبرتك أن الثلاث من النساء، كأثافي القِدْرِ يغلي فوقهن الزوج.
قال السفاح برئت من قرابتي من رسول الله ، إن كنت سمعت هذا منك.
قال: بلى، وأخبرتك أن الأربع من النساء، شر مجموع لمن كن عنده ، يهزمنه وينغصن عيشه ، ويشيّبنه قبل حينه.
فغضب السفاح وقال له: أتكذبني ؟!
فقال خالد: يا أمير المؤمنين، أتريد قتلي؟
فسمع خالد ضحكاً شديداً من خلف الستور
فقال: وأعلمتك يا أمير المؤمنين أن عندك ريحانة قريش، وأنه لا يجب أن تطمع نفسك إلى غيرها من النساء.
فقالت زوجة الخليفة من وراء الستر: صدقت يا عماه ، ولكن أمير المؤمنين غيّر وبدّل.
فخرج خالد إلى منزله، فلم يصل إليه ، حتى وجّهت إليه زوجة الخليفة أنواعاً من الثياب، والعطر، وخمسة آلاف درهم.
حكم القصة: ضعيفة لها طريقان
الأول: أخرجه أبو الفرج المعافى بن زكريا في كتابه الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي (ص406) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج70/ص244) وابن الجوزي في كتابه نوير الغبش في فضل السودان والحبش مختصرا (ص40) من طريق الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي، قال: حدثنا أبو الفضل الربعي العباس بن الفضل، قال: قال: إسحاق يعني ابن إبراهيم الموصلي، قال شبيب بن شيبة فذكره.
إسناده ضعيف
- أبو الفضل العباس بن الفضل الربعي مجهول لا يعرف حاله
- إسحاق بن بن إبراهيم الموصلي هو أبو محمد إسحاق بن ابراهيم بن ميمون بن ماهان بن بهمن التميمي روى عنه أبو الفضل الربعي كما في كتاب بغية الطلب في تاريخ حلب لابن عديم ولم يثبت أحد سماعه من شبيب بن شيبة أبدا فيما بحثت
- شبيب بن شيبة هو أبو معمر الخطيب شبيب بن شيبة بن بن عبد الله بن عمرو بن الأهتم ضعيف قال ابن معين ليس بثقة وقال أبو حاتم ليس بقوي (المصادر الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج4/ص358 وسؤالات ابن جنيد ليحيى بن معين ص294 والكامل لابن عدي ج5/ص49) وقال أبو زرعة ليس بالقوي وقال النسائي ضعيف وقال أبو داود ليس بشيء وقال الدارقطني ضعيف ومرة متروك وقال الساجي صدوق يهم وقال صالح جزرة صالح الحديث وقال عبد الله بن المبارك أشرف من أن يكذب (تاريخ بغداد ت بشار للخطيب ج10/ص377)
الثاني: أخرجه ابن العديم في كتابه بغية الطلب في تاريخ حلب (ج7/ص3061) وإبراهيم البيهقي في كتابه المحاسن والمساوئ معلقًا وليس هو البيهقي أبا بكر الحافظ الثقة فانتبه من طريق أبي الحسن بن أبي عبد الله بن المقير البغدادي بالقاهرة (اسمه علي علي بن الحسين بن علي بن منصور بن المقير البغدادي الأزجي المقرئ الحنبلي النجار) قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن بن ناصر علي إجازة (محمد بن ناصر بن محمد بن علي السلامي البغدادي) قال: أنبأنا أبو إسحاق ابراهيم بن عبد الله الحبال (إبراهيم بن سعيد بن عبد الله المصري) قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن القاسم بن مرزوق قال: أخبرنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن ابراهيم (إبراهيم بن علي بن الحسين بن سيبخت) قراءة عليه، وزعم أن أبا بكر محمد ابن يحيى (الصولي محمد بن يحيى بن عبد الله بن العباس بن محمد بن صول) أخبرهم قال: حدثنا أبو أحمد عبد الوهاب بن الحارث قال: حدثنا عبد الله بن موهوب الخازن قال: سمعت سعدا الحاجب يقول: قال خالد ابن صفوان بن الأهتم (خالد بن صفوان بن عبد الله بن الأهتم): دخلت على أبي العباس السفاح فصادفته جالسا ليس عنده أحد، فقلت له فذكر الحديث بطوله.
إسناده ضعيف جدًا
- إبراهيم بن علي بن الحسين بن سيبخت ليس بشيء وهو آفته قال الخطيب في ترجمته وكان ضعيفا سيئ الحال في الرواية ومرة في ترجمة موسى بن نصر قال الخطيب أبو الفتح البغدادي يعرف بابن سيبخت، وكان واهي الحديث، ساقط الرواية (المصدر كتاب تاريخ بغداد ت بشار للخطيب ج7/ص54 وج15/ص59)
- أبو أحمد عبد الوهاب بن الحارث مجهول
- سعدا الحاجب لم أعرفه
ولفظ القصة في الكتب كالآتي:
دخل خالد بن صفوان التميمي على أبي العباس وليس عنده أحد، فقال: يا أمير المؤمنين! إني والله ما زلت منذ قلدك الله تعالى خلافة المسلمين إلا وأنا أحب أن أصير إلى مثل هذا الموقف في الخلوة، فإن رأى أمير المؤمنين أن يأمر بإمساك الباب حتى أفرغ فعل، قال: فأمر الحاجب بذلك، فقال: يا أمير المؤمنين! إني فكرت في أمرك، وأجلت الفكر فيك فلم أر أحدا له مثل قدرك، ولا أقل استمتاعا في الاستمتاع بالنساء منك، ولا أضيق فيهن عيشا، إنك ملكت نفسك امرأة من نساء العالمين واقتصرت عليها، فإن مرضت مرضت، وإن غابت غبت، وإن عركت عركت، وحرمت نفسك يا أمير المؤمنين التلذذ باستطراف الجواري وبمعرفة اختلاف أحوالهن، والتلذذ بما يشتهى منهن؟ إن منهن يا أمير المؤمنين الطويلة التي تشتهى لجسمها، والبيضاء التي تحب لروعتها، والسمراء اللعساء، والصفراء العجزاء، ومولدات المدينة والطائف واليمامة ذوات الألسن العذبة والجواب الحاضر، وبنات سائر الملوك، وما يشتهى من نظافتهن وحسن هندامهن، وتخلل بلسانه فأطنب في صفات ضروب الجواري وشوقه إليهن، فلما فرغ خالد، قال: ويحك! ما سلك مسامعي والله كلام قط أحسن من هذا، فأعد علي كلامك فقد وقع مني موقعا، فأعاد عليه خالد كلامه بأحسن مما ابتدأه، ثم قال: انصرف، وبقي أبو العباس مفكرا فيما سمع من خالد يقسم أمره، فبينا هو يفكر إذ دخلت عليه أم سلمة، وقد كان أبو العباس حلف أن لا يتخذ عليها ووفى لها، فلما رأته مفكرا متغيرا، قالت له: إني لأنكرك يا أمير المؤمنين، فهل حدث أمر تكرهه أو أتاك خبر ارتعت له؟ فقال: لا، والحمد لله، ثم لم تزل تستخبره حتى أخبرها بمقالة خالد، قالت: فما قلت لابن الفاعلة؟ فقال: ينصحني وتشتمينه! فخرجت إلي مواليها من البخارية فأمرتهم بضرب خالد، قال خالد: فخرجت إلى الدار مسرورا بما ألقيت إلى أمير المؤمنين، ولم أشك في الصلة، فبينا أنا مع الصحابة واقفا إذ أقبلت البخارية تسأل عني، فحققت الجائزة والصلة، فقلت لهم: هأنذا، فاستبق إلى أحدهم بخشبة فلما أهوى إلي غمزت برذوني ولحقني فضرب كفله، وتنادى إلي الباقون وغمزت البرذون فأسرع، ثم راكضتهم ففتهم، واختفيت في منزلي أياما - قال القاضي: الصواب: استخفيت - ووقع في قلبي أني أتيت من قبل أم سلمة، فطلبني أبو العباس فلم يجدني، فلم أشعر إلا بقوم قد هجموا علي، فقالوا: اجب أمير المؤمنين، فسبق إلى قلبي أنه الموت، فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، لم أر دم شيخ أضيع، فركبت إلى دار أمير المؤمنين، ثم لم ألبث أن أذن لي فأصبته خاليا فرجع إلي عقلي، ونظرت في المجلس ببيت عليه ستور رقاق، فقال: يا خالد لم أرك! قلت: كنت عليلا، قال: ويحك! إنك وصفت لأمير المؤمنين في آخر دخلة دخلتها علي من أمور النساء والجواري صفة لم يخرق مسامعي قط كلام أحسن منه، فأعده علي، قال: وسمعت حسا خلف الستر - فقال: نعم يا أمير المؤمنين، أعلمتك أن العرب إنما اشتقت اسم الضرتين من الضر، وأن أحدا لم يكن عنده من النساء أكثر من واحدة إلا كان في ضر وتنغيص، قال له أبو العباس: لم يكن هذا في الحديث، قال: بلى والله يا أمير المؤمنين، قال: فأنسيت إذا، فأتمم الحديث، قال: وأخبرتك أن الثلاث من النساء كأثا في القدر يغلى عليهن، قال: برئت من قرابتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كنت سمعت هذا منك ولا مر في حديثك، قال: وأخبرتك أن الأربع من النساء شر مجموع لصاحبهن يشيبنه ويهرمنه ويحقرنه ويقسمنه، قال: لا والله ما سمعت هذا منك ولا من غيرك، قلت: بلى والله، قال: أفتكذبني؟ قلت: أفتقتلني! نعم والله يا أمير المؤمنين وأخبرتك أن أبكار الإماء رجال إلا أنهن ليست لهن خصى، قال خالد: فسمعت ضحكا من خلف الستر، ثم قلت: نعم، وأخبرتك أن عندك ريحانة قريش، وأنك تطمح بعينيك إلى النساء والجواري، قال: فقيل لي من وراء الستر: صدقت والله يا عماه، بهذا حدثته ولكنه غير حديثك ونطق عن لسانك، فقال أبو العباس: مالك قاتلك الله، وفعل بك وفعل؟ قال: وانسللت، قال: فبعثت إلى أم سلمة بعشرة آلاف درهم وبرذون وتخت.
هذا والله أعلم