مدى صحة قال أبو بكر الصديق وليت عليكم ولست بخيركم فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني

خطب أبو بكر الصديق فحمد الله، وأثنى عليه بالذي هو أهله، ثم قال: أما بعد أيها الناس، فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني،[فإن لي شيطانا يعتريني فإذا رأيتموني غضبت فاجتنبوني، لا أؤثر في أجسادكم ولا أبشاركم] الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه إن شاء الله، والقوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله.

حكم الخطبة: صحيحة

1) أنس بن مالك عن أبي بكر الصديق

أخرجه ابن هشام في كتابه السيرة ت السقا (ج2/ص660-661) قال ابن إسحاق: وحدثني الزهري، قال: حدثني أنس بن مالك........فتكلم أبو بكر، فحمد الله، وأثنى عليه بالذي هو أهله، ثم قال: أما بعد أيها الناس، فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه إن شاء الله، والقوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله.

إسناده حسن وابن إسحاق مدلس لكنه صرح بالتحديث فانتفت شبهة التدليس

2) قيس بن أبي حازم عن أبي بكر الصديق

2-1- إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي جازم
أخرجه أبو داود في كتابه الزهد (ص56) وأبو عبيد القاسم بن سلام الهروي في كتابه الأموال (ص12) كلاهما من طريق علي بن هاشم - هو البريدي -، عن إسماعيل [زاد أبو عبيد: ابن أبي خالد]، عن قيس [زاد أبو عبيد: ابن أبي حازم]، قال: خطبنا أبو بكر قال: وليت أمركم ولست بخيركم، فإن أنا أحسنت فأعينوني وإن أنا أسأت فسددوني، فإن لي شيطانا يعتريني فإذا رأيتموني غضبت فاجتنبوني، لا أؤثر في أجسادكم ولا أبشاركم.

إسناده حسن

2-2- عيسى البجلي عن قيس
أخرجه أحمد المروزي الأموي في كتابه مسند أبي بكر الصديق (ص159) وأحمد بن حنبل في كتابه المسند ت الأرنؤوط (ج1/ص242 ) مختصراً ومن طريقه ابن عساكر في كتابه تاريخ دمشق (ج30/ص306) كلاهما من طريق أبي النضر [وعند أحمد: هاشم بن القاسم] قال: حدثنا عيسى بن المسيب البجلي عن قيس بن أبي حازم قال: إني لجالس عند أبي بكر الصديق ....فاجتمع الناس فصعد المنبر شيئا صنع له كان يخطب عليه قال: فهي أول خطبة خطبت في الإسلام قال: فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أيها الناس إني والله ما أنا بخيركم فاعلموا ذاكم ولوددت أن هذا كفانيه غيري ولئن أخذتموني بسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم ما أطيقها إن كان لمعصوما من الشيطان وإن كان لينزل عليه الوحي من السماء إن معي شيطانا يحضرني فما استقمت فاتبعوني وإن زغت فقوموني أو غضبت فأخرسوني لا أشتم أعراضكم أو أؤثر بجلودكم إن ناسا يزعمون أني مقيدهم من المغيرة بن شعبة وايم الله لأن يخرج قوم من ديارهم أقرب إليهم من أن أقيدهم من وزعة الله الذين يزعون عنه.

إسناده ضعيف فيه عيسى البجلي صدوق ضعيف يعتبر به

3) أسماء بنت أبي بكر الصديق عن أبي بكر الصديق

أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج30/ص302) في الهامش قال ابن عساكر وروي من وجه آخر عن هشام عن جدته أسماء أخبرناه أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي أنا أبو منصور محمد بن أحمد وأبو بكر محمد بن أحمد قالا: أنا إبراهيم بن عبد الله نا الحسين بن إسماعيل نا خلاد بن أسلم نا علي بن عراب عن هشام بن عروة عن (هنا فراغ مكان الراوي وهي أسماء لأن ابن عساكر قال عن جدته أسماء) عن أبي بكر الصديق أنه خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال: أما بعد فإني وليت أمركم ولست بخيركم ولكن نزل القرآن وسن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فعلمنا وتعلمنا أن أكيس الكيس التقي وإن أحمق الحمق الفجور وأن أقواكم عندي الضعيف حتى آخذ له حقه وان أضعفكم عندي القوي حتى آخذ منه الحق أيها الناس إنما أنا متبع ولست بمبتدع فإن أحسنت فاتبعوني وإن زغت فقوموني.

إسناده منقطع وفيه مدلس
- أبو منصور محمد بن أحمد هو محمد بن أحمد بن علي بن شكرويه القاضي الأصبهاني
- أبو بكر محمد بن أحمد هو محمد بن أحمد بن علي السمسار قال الذهبي ثقة وقال قال السمعاني: سألت أبا سعد البغدادي عنه، فأثنى عليه، وقال: كان من المعمرين (سير أعلام النبلاء ط الرسالة للذهبي ج18/ص484)
- إبراهيم بن عبيد الله هو أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن خرشيد الكرماني الأصبهاني قال الذهبي الشيخ الصدوق المسند أصبهان (سير أعلام النبلاء للذهبي ط الرسالة ج17/ص69) وقال ابن العماد الحنبلي كان أسند من بقي بأصبهان، رحمه الله تعالى (شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي ج4/ص523)
- أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل القاضي المحاملي ثقة
- خلاد بن أسلم هو أبو بكر الصفار ثقة
- علي بن عراب قلت: عراب بالعين المهملة خطأ إنما هو بالغين المعجمة وهو أبو الحسن الفزاري صدوق مدلس

4) عروة بن الزبير عن أبي بكر الصديق

3-1- علي البريدي عن هشام عن عروة
أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام الهروي في كتابيه الأموال (ص12) والخطب والمواعظ (ص186) ومن طريقه محيي الدين اليونيني البعلبكي في كتابه المشيخة (ص85) وطراد بن محمد الزينبي في كتابه مجلس يوم الجمعة (ص9) حدثني علي بن هاشم بن البريد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: خطب أبو بكر رضي الله عنه، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد، فإني وليت أمركم، ولست بخيركم، ولكنه نزل القرآن، وسن النبي صلى الله عليه وسلم، وعلمنا فعملنا، واعلمن أيها الناس أن أكيس الكيس الهدى أو قال: التقى، شك أبو عبيد، قال: وأكثر ظني أنه: التقى وأن أعجز العجز الفجور، وأن أقواكم عندي الضعيف حتى آخذ له بحقه، وأن أضعفكم عندي القوي حتى آخذ منه الحق يا أيها الناس، إنما أنا متبع، ولست بمبتدع، فإن أنا أحسنت فأعينوني، وإن أنا زغت فقوموني أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

مرسل إسناده حسن إلى عروة

3-2- عبيد الله بن موسى عن هشام عن عروة
أخرجه ابن سعد في كتابه الطبقات الكبرى ط العلمية (ج3/ص136) ومن طريقه ابن الجوزي في كتابه المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (ج4/ص68) وقال أظنه عن أبيه وأخرجه البلاذري في أنساب الأشراف (ج1/ص590) بدون ظن عن أبيه بل جزماً من طريق الحسين بن علي الأسود كلاهما (ابن سعد والحسين الأسود) من طريق عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا هشام بن عروة قال عبيد الله أظنه عن أبيه قال: لما ولي أبو بكر خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد أيها الناس قد وليت أمركم ولست بخيركم ولكن نزل القرآن وسن النبي صلى الله عليه وسلم السنن فعلمنا فعلمنا اعلموا أن أكيس الكيس التقوى وأن أحمق الحمق الفجور وأن أقواكم عندي الضعيف حتى آخذ له بحقه وأن أضعفكم عندي القوي حتى آخذ منه الحق أيها الناس إنما أنا متبع ولست بمبتدع فإن أحسنت فأعينوني وإن زغت فقوموني.

3-3- عبدة عن هشام عن عروة
أخرجه ابن عساكر في كتابه تاريخ دمشق (ج30/ص301) أخبرناه أبو أبو العز أحمد بن عبيد الله أنا أبو محمد الجوهري أنا علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ أنا عمر بن أيوب السقطي نا الحسن بن حماد الضبي نا عبدة عن هشام عن أبيه قال قام أبو بكر خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإني وليت أمركم ولست بخيركم ولكن نزل القرآن وبين النبي صلى الله عليه وسلم وعلمنا فعلمنا أن أكيس الكيس التقى وإن أحمق الحمق الفجور وإن أقواكم عندي الضعيف حتى آخذ له بحقه وإن أضعفكم عندي القوي حتى آخذ منه الحق أيها الناس إنما أنا متبع ولست بمبتدع فإن أحسنت فاتبعوني وإن زغت فقوموني.

3-4- مالك بن أنس عن هشام عن عروة
أخرجه الدارقطني في كتابه المؤتلف والمختلف (ج1/ص410) والرشيد العطار في كتابه الرواة عن مالك (ج1/ص133) كلاهما من طريق أبي عمر الكندي محمد بن يوسف بن يعقوب حدثني عمي الحسين بن يعقوب حدثني أحمد بن يحيى بن الوزير حدثني فتيان بن أبي السمح حدثني مالك بن أنس عن هشام بن عروة عن أبيه أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه خطب بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فإني وليت أمركم ولست بخيركم ألا وإن أقواكم عندي الضعيف حتى آخذ منه الحق وإن أضعفكم عندي القوي حتى آخذ له الحق أيها الناس إنما أنا متبع ولست بمبتدع فإن أنا أحسنت فأعينوني وإن زغت فقوموني أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
قال مالك: لا يكون أحد إماما أبداً إلا على هذا الشرط

5) الحسن عن أبي بكر الصديق

5-1- جرير بن حازم عن الحسن
أخرجه ابن سعد في كتابه الطبقات الكبرى ط العلمية (ج3/ص159) ومن طريقه البلاذري في كتابه أنساب الأشراف (ج10/ص98) وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج30/ص303) وابن الجوزي في كتابه المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (ج4/ص68) 
وأخرجه إسحاق بن راهويه كما عند البوصيري في كتابه إتحاف الخيرة (ج5/ص60) وابن حجر في كتابه المطالب العالية (ج9/ص625) 
كلاهما من طريق وهب بن جرير قال: أخبرنا أبي سمعت الحسن قال: لما بويع أبو بكر قام خطيبا فلا والله ما خطب خطبته أحد بعد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فإني وليت هذا الأمر وأنا له كاره ووالله لوددت أن بعضكم كفانيه ألا وإنكم إن كلفتموني أن أعمل فيكم بمثل عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أقم به كان رسول الله عبدا أكرمه الله بالوحي وعصمه به ألا وإنما أنا بشر ولست بخير من أحد منكم فراعوني فإذا رأيتموني استقمت فاتبعوني وإن رأيتموني زغت فقوموني واعلموا أن لي شيطانا يعتريني فإذا رأيتموني غضبت فاجتنبوني لا أؤثر في أشعاركم وأبشاركم.

مرسل إسناده صحيح إلى الحسن 
- أبي هو جرير بن حازم أبو النضر الأزدي

5-2- أبو هلال عن الحسن
أخرجه أبو محمد عبد الله بن الماسي في كتابه الفوائد (ص102) ومن طريقه ابن عساكر في كتابه تاريخ دمشق (ج30/ص303) والسبكي في كتابه معجم الشيوخ (ص330) ثنا أبو معشر الحسن بن سليمان الدارمي، ثنا عبد الواحد بن غياث، ثنا أبو هلال، ثنا الحسن، قال: لما استخلف أبو بكر رضي الله عنه تكلم بكلام، والله ما تكلم به أحد بعده، فقال: يا أيها الناس، تكلفوني سنة محمد صلى الله عليه وسلم، وإن الله تعالى كان يعصم نبيه بالوحي، وإني والله لوددت أنكم تقوموني، وإن لي شيطانا يعتريني ثلاث مرار، فإذا اعتراني فاجتنبوني لا أوثر في أشعاركم وأبشاركم، وتعاهدوني بأنفسكم، فإن استقمت فاتبعوني، وإن زغت فقوموني. 

قال السبكي أبو هلال اسمه محمد بن سليم الراسبي وهو مولى سامة بن لؤي من قريش، بصري سمع أبا سعيد الحسن بن أبي الحسن الأنصاري البصري، وأبا بكر محمد بن سيرين، روى عنه عبد الله بن المبارك، وعبد الرحمن بن مهدي، تركه يحيى بن سعيد القطان، ويزيد بن زريع

وأخرجه الأنصاري الهروي في كتابه ذم الكلام وأهله (ج2/ص101) أخبرنا محمد بن عبد الرحمن أخبرنا زاهر بن أحمد حدثنا ابن منيع حدثنا هدبة حدثنا أبو هلال عن الحسن قال لما استخلف أبو بكر تكلم بكلام والله ما تكلم به أحد بعده فقال يا أيها الناس إنكم تكلفونني أن أعمل فيكم بعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن الله كان يعصم نبيكم صلى الله عليه وسلم بالوحي والله لوددت أنكم كفيتموني فتعاهدوني فإن زغت فقوموني وإن استقمت فاتبعوني ولي شيطان يعتريني فإذا اعتراني فاجتنبوني لا أؤثر في أشعاركم وأبشاركم فتعاهدوني بأنفسكم.
فقال رجل يا أبا سعيد ما كان يستطيع أن يعمل بعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة فقال الحسن لا والله ولا يوما واحدا

5-3- المبارك بن فضالة عن الحسن
أخرجه البيهقي في كتابه السنن الكبرى (ج6/ص574) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا محمد بن طاهر بن يحيى حدثني أبي ثنا محمد بن أبي خالد الفراء ثنا أبي ثنا المبارك بن فضالة عن الحسن أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن أكيس الكيس التقوى، وأحمق الحمق الفجور ألا وإن الصدق عندي الأمانة، والكذب الخيانة ألا وإن القوي عندي ضعيف حتى آخذ منه الحق، والضعيف عندي قوي حتى آخذ له الحق ألا وإني قد وليت عليكم ولست بأخيركم.

قال الحسن: هو والله خيرهم غير مدافع ولكن المؤمن يهضم نفسه ثم قال [يعني أبو بكر]: ولوددت أنه كفاني هذا الأمر أحدكم.
قال الحسن: صدق والله [وقال أبو بكر] وإن أنتم أردتموني على ما كان الله يقيم نبيه من الوحي ما ذلك عندي إنما أنا بشر، فراعوني

5-4- رجل عن الحسن
أخرجه عبد الرزاق في كتابه المصنف ط التأصيل (ج9/ص170) ومن طريقه ومن طريقه الخطابي في كتابه غريب الحديث (35/2)
وأخرجه إسحاق بن راهويه كما عند البوصيري في كتابه إتحاف الخيرة (ج5/ص60) وابن حجر في كتابه المطالب العالية (ج9/ص625) وابن عساكر في كتابه تاريخ دمشق (ج30/ص304)
من طريق معمر، عن رجل، عن الحسن، أن أبا بكر الصديق خطب فقال: أما والله ما أنا بخيركم، ولقد كنت لمقامي هذا كارها، ولوددت لو أن فيكم من يكفيني، فتظنون أني أعمل فيكم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا لا أقوم لها، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعصم بالوحي، وكان معه ملك، وإن لي شيطانا يعتريني، فإذا غضبت، فاجتنبوني، لا أوثر في أشعاركم، ولا أبشاركم ألا فراعوني، فإن استقمت فأعينوني، وإن زغت فقوموني
قال الحسن: خطبة والله ما خطب بها بعده

6) عيسى بن عطية عن أبي بكر الصديق

أخرجه الطبراني في كتابه المعجم الأوسط (ج8/ص267) حدثنا منتصر بن محمد، نا عبد الله بن عمرو بن أبان، نا عبد الرحيم بن سليمان، عن أبي أيوب الأفريقي، ثنا عيسى بن سليمان، عن عيسى بن عطية قال: قام أبو بكر، الغد حين بويع، فخطب الناس، فقال: يا أيها الناس إني قد أقلتكم رأيكم، إني لست بخيركم، فبايعوا خيركم، فقاموا إليه، فقالوا: يا خليفة رسول الله، أنت والله خيرنا، فقال: يا أيها الناس، إن الناس دخلوا في الإسلام طوعا وكرها، فهم عواذ الله وجيران الله، فإن استطعتم أن لا يطلبكم الله بشيء من ذمته فافعلوا، إن لي شيطانا يحضرني، فإذا رأيتموني قد غضبت فاجتنبوني، لا أمثل بأشعاركم وأبشاركم، يا أيها الناس، تفقدوا ضرائب غلمانكم، إنه لا ينبغي للحم نبت من سحت أن يدخل الجنة، ألا وراعوني بأبصاركم، فإن استقمت فاتبعوني، وإن زغت فقوموني، وإن أطعت الله فأطيعوني، وإن عصيت الله فاعصوني.

7) محمد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي بكر الصديق

أخرجه يعقوب بن سفيان الفسوي في كتابه المشيخة (ص43) ومن طريقه قوام السنة إسماعيل في كتابه الترغيب والترهيب (ج1/ص410) حدثنا اليمان بن نصر الكعبي، قال: حدثنا عبد الله أبو سعد المديني، قال: حدثني محمد بن المنكدر، قال: حدثني محمد بن عبد الرحمن بن عوف، قال: لما ولي أبو بكر أمر الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: يا أيها الناس إني قد وليت عليكم أمركم هذا، ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن زغت فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، أكيس الكيس التقي، وأنوك النوك الفجور، والضعيف فيكم القوي عندي حتى آخذ له الحق، والقوي عندكم الضعيف عندي حتى آخذ الحق منه، لا يدع قوم الجهاد في الله إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم، قوموا إلى صلاتكم.

8) معمر عن بعض أهل المدينة وبعض أصحابه كلاهما عن أبي بكر الصديق

أخرجه عبد الرزاق في كتابه المصنف ط التأصيل (ج9/ص170) عن معمر، قال: وحدثني بعض أهل المدينة، قال: خطبنا أبو بكر فقال: يا أيها الناس، إني قد وليت عليكم، ولست بخيركم، فإن ضعفت فقوموني، وإن أحسنت فأعينوني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، الضعيف فيكم القوي عندي، حتى أزيح عليه حقه، إن شاء الله، والقوي فيكم الضعيف عندي، حتى آخذ منه الحق، إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله، إلا ضربهم الله بالفقر، ولا ظهرت، أو قال: شاعت الفاحشة في قوم إلا عممهم البلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله، فلا طاعة لي عليكم، قوموا إلى صلاتكم، يرحمكم الله.
قال معمر: وأخبرنيه بعض أصحابي

هذا والله تعالى أعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق