مدى صحة قيل لرجل ما نراك تعيب أحدا فقال لست عن نفسي راضياً حتى أتفرغ لذم الناس

قيل لرجل عاقل: ما نراك تعيب أحداً فقال: لست عن نفسي راضياً حتى أتفرغ لذم الناس!.

قلت قوله "قيل" القائل هو ابن الكواء، وقوله "لرجل" هو الربيع بن خُثَيْمِ الثوري الكوفي من كبار التابعين والزهاد

حكم الأثر: حسن صحيح

1) بكر بن ماعز عن الربيع بن خثيم الثوري

أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف ت الشثري (ج20/ص63) حدثنا سعيد بن عبد الله عن نسير عن بكر قال: قال ابن الكواء للربيع بن خثيم: ما نراك تذم أحدا ولا تعيبه؟ قال: ويلك يا ابن الكواء، ما أنا عن نفسي براض، فأتفرغ من ذمي إلى ذم الناس، إن الناس خافوا الله على ذنوب العباد وأمنوا على ذنوبهم.

- سعيد بن عبد الله هو سعيد بن عبد الله بن الربيع بن خثيم قال الذهبي ما علمت به بأساً

- نسير هو أبو طعمة نُسَيْرُ بْنُ ذُعْلُوق الثوري الكوفي قال الدارمي وإسحاق بن منصور كلاهما عن يحيى بن معين ثقة، وقال أبو حاتم الرازي صالح، وقال الدارقطني ثقة، وقال يعقوب الفسوي ثقة (تاريخ ابن معين رواية الدارمي ص221 والجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج8/ص509 وسؤالات البرقاني للدارقطني ت القشقري ص68 والمعرفة والتاريخ للفسوي ت العمري ج3/ص87)

- بكر هو بكر بن ماعز الثوري الكوفي قال يحيى بن معين ثقة (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج2/ص392)

وقد توبع أبو بكر بن أبي شيبة على هذا الإسناد

أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء ط السعادة (ج2/ص110) حدثنا عن عبد الله بن محمد بن الكواء، أنه قال للربيع: ما نراك تعيب أحدا ولا تذمه فقال: ويلك يا ابن الكواء ما أنا عن نفسي براض فأتفرغ من ذنبي إلى حديث، إن الناس خافوا الله تعالى على ذنوب الناس وأمنوه على نفوسهم.

هذا إسناد غلط في نسخة حلية الأولياء وقد أخرجه على الصواب ابن العديم في بغية الطلب ط الفرقان (ج8/ص74) من طريق أبي نعيم الأصبهاني، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، قال: حدثنا أحمد بن المساور، قال: حدثنا سهل بن عثمان، قال: حدثنا سعيد بن عبد الله، عن نسير بن ذعلوق، عن بكر بن ماعز، قال: قال ابن الكواء للربيع بن خثيم: ما نراك تعيب أحدا ولا تذمه؟ فقال: ويلك يا ابن الكواء، ما أنا عن نفسي براض فأتفرغ من ذنبي إلى حديث الناس، إن الناس خافوا الله على ذنوب الناس وأمنوه على نفوسهم.

- أحمد بن المساور هو أبو جعفر أحمد بن المساور بن سهيل الضبي الأصبهاني قال أبو نعيم الأصبهاني شيخ ثقة (تاريخ أصبهان لأبي نعيم ج1/ص150)

- سهل بن عثمان هو أبو مسعود العسكري

وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ط العلمية (ج6/ص222) أخبرنا خلف بن تميم - هو أبو عبد الرحمن الكوفي - قال: حدثنا سعيد بن عبد الله بن الربيع بن خثيم عن نسير بن ذعلوق قال: قيل للربيع بن خثيم: يا أبا يزيد ألا تذم الناس؟ فقال الربيع: والله ما أنا عن ‌نفسي ‌براض فأذم الناس. إن الناس خافوا الله على ذنوب الناس وأمنوه على ذنوبهم.

كذا خلف بن تميم لم يذكر "بكر بن ماعز" "وابن الكواء" والصواب بإثباتهما


2) محمد بن النضر الحارثي عن الربيع بن خثيم

أخرجه أحمد بن حنبل في الزهد (ص272) والبلاذري في أنساب الأشراف (ج11/ص304) من طريق أحمد بن إبراهيم الدوري وأبو نعيم في حلية الأولياء ط السعادة (ج9/ص52) من طريق حفص بن عمرو الربالي ثلاثتهم عن عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا مفضل بن يونس قال: ذكر عند الربيع بن خثيم رجل فقال: ما أنا عن نفسي براض فأتفرغ من ذمها إلى ذم الناس، إن الناس خافوا الله في ذنوب العباد وأمنوا على ذنوبهم.

البيهقي في شعب الإيمان ط الرشد (ج9/ص114) أخبرنا عبد الله بن يوسف الأصبهاني، أخبرنا أبو بكر عثمان بن محمد صاحب الكتاني بمكة، حدثنا أبو عثمان الكرجي بطرسوس، حدثنا عبد الرحمن بن عمر رستة، (1) حدثنا المفضل بن يونس قال: ذكر عند الربيع بن خثيم رجل فقال: ما أنا عن ‌نفسي ‌براض، فأتفرغ من ذمّها إلى ذمّ النّاس.

- (1) قلت سقط من إسناده "عبد الرحمن بن مهدي" ولا أعلم الوهم ممن!

وأخرجه ابن أبي الدنيا في محاسبة النفس (ص120) ومن طريقه البيهقي في شعب الإيمان ط الرشد (ج10/ص57-58) من طريق أبي عمرو بن علي الفلاس الصيرفي، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، سمعت محمد بن النضر الحارثي، فحاك في نفسي منه شيء فحدثني مفضل بن يونس، عن محمد بن الزفر [وعند البيهقي: محمد بن النضر] قال: ذكر رجل عند الربيع بن خيثم فقال: ما أنا عن نفسي براض فأنفرغ منها إلى ذم غيرها إن العباد خافوا الله على ذنوب غيرهم وأمنوه على ذنوب أنفسهم.

إسناده منقطع بين محمد بن النضر الحارثي والربيع بن خثيم

أبو نعيم في حلية الأولياء ط السعادة (ج8/ص220) حدثنا محمد بن أحمد بن أبان، حدثني أبي، ثنا أبو بكر بن مالك (1)، ثنا يونس، عن محمد بن النضر قال: ذكر رجل عند الربيع بن خيثم فقال: ما أنا عن نفسي، ‌براض فأتفرغ منها إلى آدمي غيرها، إن العباد خافوا الله على ذنوب غيرهم وأمنوه على ذنوب أنفسهم.

هذا إسناد خطأ لا أدري أهو من النساخ وهو معروف بالمفضل بن يونس عن محمد بن النضر وابن أبي الدنيا يروي عن المفضل بن يونس بواسطتين

- محمد بن أحمد بن أبان هو أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن عمر بن أبان العبدي اللُنبَاني الأصبهاني
- أبي هو أحمد بن محمد بن عمر بن أبان العبدي اللُنبَاني الأصبهاني قال السمعاني محدث مشهور ثقة معروف مكثر (الأنساب للسمعاني ج11/ص223)

- (1) قلت "أبو بكر بن مالك" خطأ وإنما أحمد بن محمد بن عمر بن أبان العبدي مشهور بالرواية عن أبي بكر بن أبي الدنيا


3) شيخ زكريا بن سلام عن الربيع بن خثيم

أخرجه هناد بن السري في الزهد (ج2/ص536) حدثنا المحاربي، عن زكريا بن سلام، عن بعض أشياخه أن الربيع بن خثيم كان يقول: [كلام وفيه] فقيل له: يا أبا يزيد، ما لك لا تذم الناس؟ قال: فقال: ما أنا براض عن نفسي فأتفرغ من ذمها إلى ذم غيرها، إن الناس خافوا من ذنوب الناس وأمنوا على ذنوبهم.

- المحاربي هو عبد الرحمن بن محمد بن زياد الكوفي

وأخرجه أبو الشيخ الأصبهاني في التوبيخ والتنبيه (ص104) حدثنا عبيد الله بن أحمد بن عقبة، نا الحسن بن عرفة العبدي، عن المحاربي، قال: قيل للربيع بن خيثم: ما لك لا تذم الناس؟ قال: والله، ما أنا على نفسي براض، فأتفرغ من ذمها إلى ذم غيرها، إن الناس خافوا الله في ذنوب غيرهم، وأمنوه على ذنوبهم.

- الحسن بن عرفة العبدي هو أبو علي الحسن بن عرفة بن يزيد المؤدب - المعلم - البغدادي


4) الفضيل بن عياض مرسلاً عن الربيع بن خثيم

أخرجه الخرائطي في مساوئ الأخلاق (ص31) حدثنا الترقفي، ثنا الفيض بن إسحاق، عن الفضيل بن عياض قال: قال الربيع بن خيثم: ما أنا براض عن نفسي، فكيف أذم الناس.

إسناده منقطع الفضيل لم يدرك الربيع بن خثيم

- الفيض بن إسحاق هو أبو يزيد الرقي خادم الفضيل بن عياض


5) علقمة بن مرثد الحضرمي عن الربيع بن خثيم

أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء ط السعادة (ج2/ص106) من طريق أبي حميد أحمد بن محمد الحمصي وأبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري  في حديثه (ص580) من طريق محمد بن المصفى وأبو القاسم الحنائي في فوائده (ج2/ص1252) من طريق أبي عتبة أحمد بن الفرج بن سليمان المؤذن الكندي الحجازي ثلاثتهم عن يحيى بن سعيد [زاد أبو الفضل الزهري وأبو القاسم الحنائي: العطار]، قال: ثنا يزيد بن عطاء [زاد أبو القاسم الحنائي: الواسطي]، عن علقمة بن مرثد فأما الربيع بن خثيم فقيل له ألا تذكر الناس قال: ما أنا عن نفسي براض فأتفرغ من ذمها إلى ذم الناس، إن الناس خافوا الله تعالى في ذنوب الناس وأمنوا على ذنوبهم

إسناده ضعيف وهذا الإسناد يتكرر كثيراً ويأتي منه ما هو حسن وصحيح بمعنى لو بحثت عن طريق آخر غير هذه الطريق فإنك تجد أسانيد أخرى حسنة وصحيحة

هذا والله أعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق