الرد على أمل آل خميسة في تضعيفها أثر أم الدرداء مختمرة بخمار صفيق قد ضربت على حاجبها

السلام عليكم ورحمة الله

أخرج ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج70/ص158) أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين أنا عيسى أنا البغوي نا عيسى ابن سالم الشاشي نا أبو المليح عن ميمون قال: ‌دخلت ‌على ‌أم ‌الدرداء فرأيتها مختمرة بخمار صفيق قد ضربت على حاجبها قال وكان فيها قصر فوصلته بسير قال: وما دخلت عليها في ساعة صلاة إلا وجدتها مصلية.

فردت أمل محمد آل خميسة في كتابها مختصر كشف الغمة (ص172) على الألباني في تصحيحه لهذا الأثر وقالت

أولا: ميمون بن مهران كان عبدا مملوكا لها ولذلك كان يدخل عليها ويراها دون حجاب؛ ذكره ابن حبان في ثقاته وقال: كان مولى بني أسد، كان مملوكا لامرأة بالكوفة. وهذا كاف لإبطال الاستشهاد به على جواز كشف وجه المرأة الحرة للرجال الأحرار الأجانب.

ثانيا: إسناده ضعيف لا يعرف بعض رجاله، والشيخ الألباني إنما حكم بالصحة على آخر الإسناد (البغوي: نا عيسى بن سالم الشاشي: نا أبو المليح عن ميمون) أما أوله (أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين أنا عيسى) فلم يتطرق له بذكر! فهل يصح أثر صح آخر إسناده دون أوله؟!

الرد

قلت كثرت إشارات التعجب لدى هذه الكاتبة ولا شك أن كلامها باطل في باطل

أما بالنسبة لأولاً: فتقول أن ميمون بن مهران كان عبداً لها أي لأم الدرداء لأن ابن حبان قال في الثقات كان مملوكاً لامرأة بالكوفة.

قلت وهذا من أعجب ما سمعت وذكرتني بقول محمد بن المظفر في أحد الرواة "المسكين ‌لا ‌يحسن ‌يكذب" (تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج13/ص557) فابن حبان يقول لامرأة بالكوفة يعني في دولة العراق، وأم الدرداء كانت بدمشق يعني في دولة سوريا، فكيف جعلته مملوكاً لها لا أدري، لكن هل تعرفون من أين أخذ الناس هذا أي أنه لامرأة بالكوفة؟ ومن هي المرأة؟

فأقول أخرجه محمد بن سعد في الطبقات الكبرى ط العلمية (ج7/ص332) وخليفة بن خياط في طبقاته ت زكار (ص585) من طريق الهيثم بن عدي - متروك - قال: أخبرنا عمرو بن ميمون بن مهران قال: قلت لأبي: ممن أنت؟ فقال - يعني ميمون -: كان أبي مكاتباً لبني نصر بن معاوية فعتق، وكنت ‌مملوكاً ‌لامرأة ‌من ‌الأزد ‌من ‌ثمالة يقال لها أم نمر فأعتقتني فلم أزل بالكوفة حتى كان هيج الجماجم فتحولت إلى الجزيرة.

إسناده ضعيف جداً وهنا أن المرأة هي أم نمر وليست أم الدرداء، ولا أعلم أن أحداً قال ميمون هو مولى أم الدرداء

فإذا كانت لمولى لامرأة أخرى غير أم الدرداء فعلى أم الدرداء أن تحتجب منه!

وأخرج أبو زرعة الدمشقي في تاريخه (ص340) وأبو علي القشيري في تاريخ الرقة (ص43-44) من طريق علي بن عثمان النفيلي كلاهما عن أبي مسهر هو عبد الأعلى بن مسهر الدمشقي قال: حدثنا سلمة بن العيار عن جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران قال: قال لي عمر بن عبد العزيز: من ‌مواليك؟ قلت: كان أبي عبداً لبني نصر بن معاوية، وأمي مولاة للأزد، قال: ‌مواليك موالي أمك. إسناده صحيح

أبو علي القشيري في تاريخ الرقة (ص44) حدثنا محمد بن علي المري - هو محمد بن علي بن حبيب الطرائفي -، ثنا أبو يوسف - هو محمد بن أحمد بن محمد بن الحجاج الرقي الصيدناني الصيدلاني -، ثنا فياض - هو ابن محمد الرقي -، عن جعفر، عن ميمون بن مهران، قال: قال لي عمر بن عبد العزيز: أنتسبت لأبيك يا ميمون؟ قلت: كانت أمي مولاةً للأزد، وكان أبي مكاتباً لبني نصر، قال عمر: يا ميمون، أنت مولى الأزد. صحيح

يعقوب الفسوي في المعرفة والتاريخ ت العمري (ج2/ص389) حدثنا أحمد بن الخليل - أبو علي البزاز - قال: حدثنا كثير بن هشام - هو أبو سهل الكلابي - قال: حدثنا جعفر بن برقان قال حدثنا ميمون بن مهران أن عمر بن عبد العزيز سأله: من مواليك؟ فقال: كانت أمي مولاة للأزد وكان أبي مكاتبا لبني نصر بن معاوية، فولدت وأبي مكاتب، فقال عمر: مواليك موالي أمك. قال كثير بن هشام: وكانت ابنة سعيد بن جبير امرأة ميمون.

إسناده صحيح

أبو علي القشيري في تاريخ الرقة (ص43) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج61/ص344) حدثنا هلال [زاد ابن عساكر: ابن العلاء] - هو أبو عمر هلال بن العلاء بن هلال الرقي -، ثنا حسين بن عياش، ثنا جعفر، قال: سمعت ميمون بن مهران يقول: أتاني مولى أمي، فقال: ما تريد أن تدعي إلى غير ‌مواليك، وقد علمت ما قيل في ذلك؟ قال: قلت: وفعلت، قال: فأخرج براءةً، فإذا هي: براءةٌ إلى [لم يذكر ابن عساكر: إلى] ميمون بن مهران مولى بني نصر، فقلت له: إنما نسبت نفسي إلى أبي، ونسبت أبي إلى مواليه بني نصر.

إسناده حسن


وأما بالنسبة لثانياً

هذا الأثر أخرجه ابن عساكر كما تقدم في بداية المقال من طريق عيسى بن سالم وهذا الأثر موجود في كتاب أبي سعيد عيسى بن سالم الشاشي بتحقيق عبد العزيز الكبيسي (ص36) حدثنا أبو المليح، عن ميمون، قال: دخلت على أم الدرداء فرأيتها مختمرة بخمار صفيق قد ضربت على حاجبها قال وكان فيها قصر فوصلته بسير قال : وما دخلت عليها في ساعة صلاة إلا وجدتها مصلية.

وإسناد الكتاب إلى أبي سعيد عيسى بن سالم الشاشي في بداية الكتاب هو هكذا "أخبرنا الشيخ الجليل أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن النقور البزاز بجامع المنصور يوم الجمعة، قال: حدثنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى بن داود بن الجراح الوزير، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، قال: حدثنا أبو سعيد عيسى بن سالم الشاشي.

فهل علمتِ من هو "أبو الحسين" ومن هو "عيسى"؟

- أبو القاسم بن السمرقندي هو إسماعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث قال ابن عساكر وكان مكثراً ثقة صاحب نسخ وأصول وسمع بها - أي ببغداد - أبا الحسين بن النقور (تاريخ دمشق لابن عساكر ج8/ص357)

- أبو الحسين بن النقور هو أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله البزاز قال الخطيب كان صدوقاً وقال ابن خيرون هو ثقة (تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج/ص40 وتاريخ الإسلام للذهبي ت بشار ج10/ص288)

- عيسى هو أبو القاسم ‌عيسى ‌بن ‌علي ‌بن عيسى بن داود بن الجراح ووالده علي كان وزير المقتدر بالله والقاهر بالله قال الخطيب كان ثبت السماع صحيح الكتاب (تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج12/ص515)

- عبد الله بن محمد هو أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ابن منيع البغوي ثقة حافظ

- أبو سعيد عيسى بن سالم الشاشي هو المعروف بعويس قال الخطيب وكان ثقة وقال الخطيب أيضاً وروى عنه أبو القاسم البغوي، وقال ابن أبي حاتم الرازي وروى عنه أبو زرعة الرازي. قلت وأبو زرعة لا يروي بشكل عام إلا عن صدوق (انظر تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج12/ص484، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج6/ص278)

وهذا الإسناد مشهور في تاريخ دمشق يرويه ابن عساكر وكأمثلة

قال ابن عساكر: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أخبرنا أبو الحسين بن ‌النقور أخبرنا ‌عيسى ‌بن ‌علي أنا أبو القاسم ‌البغوي نا أبو سعيد عيسى بن سالم ‌الشاشي نا أبو المليح عن ميمون أنه قال ما يعجبني الذي يجد طيلسانا (تاريخ دمشق ج61/ص356)

وقال في موضع آخر: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن ‌النقور أنا ‌عيسى ‌بن ‌علي أنا أبو القاسم ‌البغوي نا أبو سعيد عيسى بن سألم ‌الشاشي نا عبيد الله بن عمرو عن معمر عن رجل يقال له وهب بن ديب عن أبي الطفيل قال قال علي بن أبي طالب سلوني عن كتاب الله عز وجل فإنه ليس من آية إلا وقد عرفت بليل أنزلت أو بنهار (تاريخ دمشق ج27/ص100)

وقال في موضع آخر: أخبرنا أبو القاسم ‌إسماعيل ‌بن ‌أحمد بن عمر أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن ‌النقور نا ‌عيسى ‌بن ‌علي الوزير أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ‌البغوي نا داود بن عمرو الضبي نا الوليد بن مسلم عن عثمان بن أبي العاتكة أن أبا مسلم الخولاني أدلج من داريا إلى مسجد دمشق (تاريخ دمشق ج27/ص206)

وقال في موضع آخر: أخبرنا أبو القاسم ‌إسماعيل ‌بن ‌أحمد أنا أحمد بن محمد بن ‌النقور أنا أبو القاسم ‌عيسى ‌بن ‌علي بن عيسى الوزير أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ‌البغوي نا أبو الربيع الزهراني نا إسماعيل بن زكريا نا عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن ابن أبي حدرد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تمعددوا واخشوشنوا (تاريخ دمشق ج27/ص332)

هذا والله المستعان على الذين يتكلمون في دين الله فيضعفون الصحيح ويصححون الضعيف

الموضوع التالي الموضوع السابق
1 تعليقات
  • Mohamed
    Mohamed 2/20/2023

    اتمنى من الاخ ان يرد على كتاب تركي بلحمر الذي حرف فيه اقوال العلماء

إضافة تعليق
رابط التعليق