مدى صحة قال علي ألا تستحيون؟ ألا تغارون؟ يترك أحدكم امرأته تخرج بين الرجال

انتشر على مواقع التواصل مقولة عن علي بن أبي طالب بلفظ

ألا تستحيون؟! ألا تغارون؟! يترك أحدُكم امرأته تخرج بين الرجال، تنظر إليهم وينظرون إليها.

وفي لفظ آخر: ما يغار أحدكم أن يزاحم امرأَتَه العلوجُ بمنكبها يعني في السوق

وفي لفظ آخر أيضاً بلغَني أن نساءَكم يُزَاحِمْنَ العلوج في الأسواق، أما تغارون؟! إنه لا خيرَ فيمَن لا يَغار.

وقد نسب إلى الحسن البصري وكان الحسن يقول أتدعون نساءكم ليزاحمن العلوج في الأسواق قبح الله من لا يغار. ذكره الغزالي في إحياء علوم الدين ولم أقف عليه مسنداً

حكم الأثر: ضعيف

أخرجه عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائده على مسند أبيه ط الرسالة (ج2/ص343) حدثني أبو السري هناد بن السري، حدثنا شريك، وحدثنا علي بن حكيم الأودي، أخبرنا شريك، عن أبي إسحاق، عن هبيرة، عن علي، قال علي بن حكيم في حديثه: أما تغارون أن تخرج نساؤكم؟ وقال هناد في حديثه: ألا تستحيون أو تغارون؟ فإنه بلغني أن نساءكم يخرجن في الأسواق يزاحمن العلوج.

وهذا إسناد ضعيف
- شريك هو شريك بن عبد الله القاضي النخعي ضعيف
- أبي إسحاق هو عمرو بن عبد الله السبيعي الكوفي مدلس وقد عنعن ولا يقبل منه إلا ما صرح فيه بالتحديث أو السماع

ولم نفهم ما هو معنى كلام علي بن أبي طالب رضي الله عنه

1- هل يقصد رضي الله عنه أن المرأة يجب أن لا تخرج من البيت لشراء حاجتها من السوق على سبيل المثال؟

2- أم يقصد بأن المرأة يجب أن لا تعمل وتبقى في البيت؟

وهذين الوجهين كلاهما منكران شرعاً لأن كلاهما مباحان شرعاً ولا إشكال فيهما لكن ضمن ضوابط

ولذلك أنا أنكر أن علي بن أبي طالب قال هذا لأن الإسناد لا يصح إليه وكما صح عن الإمام يحيى بن سعيد القطان أنه قال لا تنظروا إلى الحديث ولكن انظروا إلى الإسناد فإن صح الإسناد وإلا فلا تغتر بالحديث إذا لم يصح الإسناد (انظر تخريجه في هذه المقالة)

ولا شك أننا نغار لكن لا يعني أن ندفن المرأة في البيت من أجل غيرتنا فلا يمكن أن نخلق عالماً بلا رجال أو نخلق عالماً بلا نساء

وطبعاً عمل المرأة يكون بضوابط كما تقدم وكمثال أن يكون العمل فيه خلوة مع الرجال فهنا نقول كلا ونمنعها من العمل وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم "لا يخلون رجل بامرأة فإن ثالثهما الشيطان"

نعم هذا والله أعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق