مدى صحة قال ابن مسعود لو وقفت بين الجنة والنار فخيرت بينهما

قال الصحابي عبد الله بن مسعود: لو وقفت بين الجنة والنار، فخيرت بينهما أيهما منزلي، أو أكون تراباً، لاخترت أن أكون تراباً.

حكم الأثر: ضعيف وقد روي بنحوه عن عثمان بن عفان ولا يصح أيضاً

1) الحسن البصري عن عبد الله بن مسعود

أخرجه ابن أبي الدنيا في المتمنين (ص30) من طريق روح بن عبادة وأبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء (ج6/ص271) من طريق فضيل بن عياض كلاهما عن هشام، عن الحسن، قال: قال ابن مسعود [وعند ابن أبي الدنيا: قال: قال عبد الله]: لو وقفت بين الجنة والنار، فخيرت بينهما أيهما منزلي [وعند أبي نعيم: فخيرت أن أعلم مكاني منهما]، أو أكون تراباً، لاخترت أن أكون تراباً.

- هشام هو أبو عبد الله هشام بن حسان الأزدي وقد توبع أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ت الشثري (ج19/ص333) والطبراني في المعجم الكبير (ج9/ص102) من طريق سعيد بن منصور كلاهما عن أبي معاوية عن السري بن يحيى عن الحسن قال: قال عبد الله: لو وقفت بين الجنة والنار فقيل لي: نخبرك [وعند الطبراني: نخيرك بالياء المثناة من تحت] من أيهما تكون أحب إليك أو تكون رماداً، لاخترت أن أكون تراباً.

- أبو معاوية هو محمد بن خازم الضرير صاحب الأعمش
- السري بن يحيى هو أبو الهيثم السري بن يحيى بن إياس بن حرملة بن إياس الشيباني البصري ثقة صدوق

والخلاصة الحسن عن ابن مسعود مرسل أي منقطع ومراسيل الحسن ضعيفة

2) إبراهيم النخعي عن عبد الله بن مسعود

أخرجه الحسين بن الحسن المروزي في زوائده على الزهد لابن المبارك (ج1/ص356) أخبرنا ابن أبي عدي قال: حدثنا جعفر بن ميمون صاحب الأنماط، عن أبي معشر، عن إبراهيم قال: قال عبد الله بن مسعود: وددت أن حسناتي فضلت سيئاتي مثقال ذرة، ولو وقفت بين الجنة والنار لا أدري إلى أيتهما أصير، ثم قيل لي تمنه لتمنيت أن أكون تراباً.

- جعفر بن ميمون صاحب الأنماط ضعيف وقد تفرد بهذا تفرداً مطلقاً ولم يتابعه أحد عليه
- أبو معشر هو زياد بن كليب

3) قتادة السدوسي عن عبد الله بن مسعود

أخرجه أحمد بن حنبل في الزهد (ص132) حدثنا روح، حدثنا هشام بن أبي عبد الله، عن قتادة، قال ابن مسعود: لو أني بين الجنة والنار، فخيرت بين قبول عملي وبين أن لا أكون شيئاً لاخترت أن لا أكون شيئاً.

وقتادة يروي عن الحسن فلعله أخذه منه ورواه بالمعنى ومراسيل قتادة ليست بشيء

وأما أثر عثمان بن عفان

أخرجه أحمد بن حنبل في الزهد (ص106) حدثنا محمد بن بكر، حدثنا علي بن مسعدة قال: سمعت عبد الله الرومي قال: بلغني أن عثمان رضي الله عنه قال: لو أني بين الجنة والنار لا أدري إلى أيهما يؤمر بي لاخترت أن أكون رمادا قبل أن أعلم إلى أيهما أصير.

هكذا لفظه وقد توبع محمد بن بكر لكن بلفظ آخر مثل لفظ الذي ورد عن ابن مسعود أخرجه ابن أبي الدنيا في المتمنين (ص51) حدثنا عبد الملك بن إبراهيم الدراوردي، حدثنا يحيى بن كثير، حدثنا يحيى بن كثير العنبري، حدثنا علي بن مسعدة الباهلي، حدثنا عبد الله بن الرومي، قال: قال عثمان بن عفان رضي الله عنه: لو وقفت بين الجنة والنار، فخيرت بين أن أصير رمادا، أو أخير إلى أي الدارين أصير، لاخترت أن أكون رماداً.

وهذا إسناد ضعيف

هذا والله أعلم