انتشر في مواقع التواصل (لماذا قال الله لرسوله الكريم بلغ ابا بكر من ربه السلام وقل له ان الله راض عنك فهل أنت راض عن ربك ولماذا قال الرسول اعظم من دب علي الارض بعد الرسل هو الصديق)
أما قول الرسول (أعظم من دب علي الأرض بعد الرسل هو الصديق)
كذب لا وجود لهكذا حديث بهذا اللفظ! نعم الصديق هو أفضل الصحابة لا نشك في ذلك لكن هذا القول المنسوب للرسول لا وجود له في الكتب
لكن ورد ما هو قريب منه ولا يصح أيضًا وهو حديث ما طلعت الشمس ولا غربت على أحد بعد النبيين والمرسلين أفضل من أبي بكر. أخرجه الآجري في الشريعة (ج4/ص1844) وغيره وقال الدارقطني في العلل (ج13/ص380) الحديث غير ثابت وقال ابن أبي حاتم الرازي في علل الحديث (ج6/ص456) سألت أبي عن حديث رواه محمد بن المصفى، عن بقية، عن ابن جريج، عن عطاء، عن أبي الدرداء؛ قال: رآني النبي وأنا أمشي أمام أبي بكر، فقال: لم تمشي أمام من هو خير منك؟ إن أبا بكر خير من طلعت عليه الشمس أو غربت؟ قال أبي: هذا حديث موضوع - يعني مكذوب -؛ سمع بقية هذا الحديث من هشام الرازي، عن محمد ابن الفضل، عن ابن جريج، فترك الاثنين من الوسط قال أبي: محمد بن الفضل بن عطية متروك الحديث.
وأما قول الله لرسوله (بلغ أبا بكر من ربه السلام وقل له إن الله راض عنك فهل أنت راض عن ربك)
فهذا موضوع أخرجه ابن شاهين في شرح مذاهب أهل السنة (ص173) حدثنا عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق، ثنا محمد بن الحسين الحنيني، ثنا العلاء بن عمرو الشيباني - هو الحنفي -، ثنا أبو إسحاق الفزاري، ثنا سفيان بن سعيد الثوري، عن آدم بن علي، عن ابن عمر، قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعنده أبو بكر الصديق، وعليه عباءة، قد خلها في صدره بخلال، فنزل عليه جبريل، فقال: يا محمد، مالي أرى أبا بكر عليه عباءة قد خلها في صدره بخلال؟ فقال: يا جبريل، أنفق ماله علي قبل الفتح قال: فإن الله يقرأ عليك السلام، ويقول لك: قل له: أراض أنت عني في فقرك هذا أم ساخط؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكر، إن الله يقرأ عليك السلام، ويقول لك: أراض أنت عني في فقرك هذا أم ساخط؟ فقال أبو بكر: أسخط على ربي؟ أنا عن ربي راض، أنا عن ربي راض، أنا عن ربي راض. ثلاثاً.
وقد توبع محمد بن الحسين الحنيني تابعه عمر بن حفص الشيباني واختلف عنه
فرواه محمد بن إسحاق بن خزيمة ثقة وزكريا الساجي ثقة وأبو محمد عبد الله بن محمد بن زكريا ثقة ويعقوب بن إبراهيم المخزومي أو المحرمي لم أعرفه ومحمد بن يونس بن موسى الكديمي القرشي متهم بالكذب (ومرة يقولون محمد بن موسى القرشي ينسبونه إلى جده ومرة محمد بن عبد الواحد بن موسى قال ابن عساكر عبد الواحد غلط وقال الخطيب هو الكديمي)
خمستهم عن عمر بن حفص بن صبيح الشيباني عن العلاء بن عمرو عن أبي إسحاق الفزاري عن سفيان الثوري عن آدم بن علي عن ابن عمر. أما رواية ابن خزيمة فقد أخرجها ابن حبان في المجروحين ت حمدي (ج14/ص176-177) وأما رواية الساجي وابن زكريا فقد أخرجها أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء (ج7/ص105) وأما رواية يعقوب بن إبراهيم فقد أخرجها الواحدي في أسباب النزول ت زغلول (ص425) وفي التفسير الوسيط ط العلمية (ج4/ص246) وأما رواية محمد بن يونس الكديمي فقد أخرجها ابن حزم في المحلى بالآثار (ج8/ص92) والخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق (ج2/ص440) وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج30/ص71-72) وأبو إسحاق الثعلبي في التفسير (ج9/ص236) ومن طريقه أبو محمد البغوي في التفسير ط طيبة (ج8/ص34) وأخرجه ابن سمعون الواعظ في أماليه (ج1/ص165) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج30/ص71) وابن الجوزي في المنتظم (ج4/ص61) وإسماعيل الأصبهاني في الحجة في بيان المحجة (ج2/ص348)
وخالفهم أبو عبيد الله محمد بن بابشاذ البصري فرواه بنفس السند إلا أنه جعل "الأشجعي" مكان "الفزاري" أخرجه ابن المقرئ في المعجم (ص82) والخطيب في تاريخ بغداد ت بشار (ج2/ص464)
والصواب الأول وأما الأشجعي فهو غلط
وقد تابع عمر بن حفص الشيباني محمد بن حفص الشيباني! أخرجه الخطيب في تلخيص المتشابه في الرسم (ج1/ص464) ومحمد بن حفص الشيباني مجهول! إلا أن يكون تحرف اسمه من عمر إلى حفص
ومدار هذه الطرق على العلاء بن عمرو الحنفي قال الذهبي عن هذا الحديث وهو كذب (ميزان الاعتدال للذهبي ج3/ص103) وقال ابن القيسراني وهذا موضوع - يعني مكذوب - (تذكرة الحفاظ لابن القيسراني ص161) وقال السيوطي سنده ضعيف جدًا (تاريخ الخلفاء للسيوطي ص35) وقال ابن حبان عن العلاء بن عمرو الحنفي شيخ يروي عن أبي إسحاق الفزاري العجائب، لا يجوز الاحتجاج به بحال (المجروحين لابن حبان ت حمدي ج14/ص176)
وقد توبع العلاء بن عمرو الحنفي تابعه سهل بن صقير أو سقير أخرجه إسماعيل الأصبهاني في الحجة في بيان المحجة (ج2/ص348) من طريق أبي بكر بن مردويه حدثنا محمد بن فارس بن حمدان، نا شعيب بن محمد الديبلي، نا سهل بن صقير، نا أبو إسحاق الفزاري، عن سفيان، عن آدم ابن علي، عن ابن عمر.
إسناده موضوع هالك
- محمد بن فارس بن حمدان ليس بشيء قال أبو نعيم الأصبهاني كان رافضياً غالياً في الرفض وكان أيضاً ضعيفاً في الحديث وقَالَ محمد بن أبي الفوارس وأبو الحسن محمد بن العباس بن الفرات وكان غير ثقة ولا محمود المذهب (تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج4/ص271) وضعفه الدارقطني (انظر لسان الميزان لا بن حجر ت أبي غدة ج7/ص436)
- سهل بن صقير وبعضهم يقول سقير هو الخلاطي قال الخطيب وكان كذاباً يضع الحديث (تلخيص المتشابه في الرسم للخطيب ج1/ص563) وقال ابن عدي ولسهل بْن صقير غير ما ذكرت مما يقع فيه الإنكار وسهل ليس بالمشهور وأرجو أنه لا يتعمد الكذب وإنما يغلط أو يشتبه عليه الشيء فيرويه (الكامل لابن عدي ج4/ص516)
وقد توبع أبو إسحاق الفزاري تابعه أبو علي الحسن بن الحسين الأسواري أخرجه الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (ج7/ص105) وفي فضائل الخلفاء الراشدين (ص74) من طريق محمد بن نهشل بن عبد الواحد البصري وأخرجه ابن المقرئ في المعجم (ص82) وتاريخ بغداد ت بشار (ج2/ص464) من طريق أبي عبيد الله محمد بن بابشاذ كلاهما عن أبي علي الحسن بن حسين الأسواري، ثنا سفيان الثوري، عن آدم بن علي، عن ابن عمر.
إسناده ضعيف جدًا الأسواري مجهول العين لا يُعرف البتة
وقال علاء الدين في كنز العمال (ج12/ص505) عن أبي هريرة قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فالتفت وأبو بكر الصديق عن يمينه وقال: "هنيئا لك يا أبا بكر تحية من عند الله إياك! هبط جبريل فقال: يا محمد! من هذا المتخلل بالعباءة عن يمينك؟ فقلت: هذا أبو بكر، أنفق ماله علي قبل الفتح وصدقني وزوجني ابنته، فقال: يا محمد! أقرئه السلام من الله وقل له: أراض أنت عني في فقرك هذا أم ساخط"؟ فبكى أبو بكر طويلا ثم قال: رضيت وسلمت لقضاء الله وقدره يا رسول الله. "أبو نعيم في فضائل الصحابة، قال ابن كثير: فيه غرابة شديدة وشيخ الطبراني عبد الرحمن بن معاوية العتبي وشيخه محمد بن نصر الفارسي لا أعرفهما ولم أر أحداً ذكرهما
هذا والله أعلم