مدى صحة قال ابن مسعود في قوله {اتقوا الله حق تقاته} أن يطاع فلا يعصى

قال الصحابي عبد الله بن مسعود في قوله {اتقوا الله حق تقاته} أن يطاع فلا يعصى، وأن يذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر.

حكم الأثر: معلول لا يصح عن ابن مسعود والصواب أنه من قول الربيع بن خثيم

رواه سفيان الثوري وشعبة بن الحجاج ومسعر ومطر ومنصور بن المعتمر وجرير بن حازم والمسعودي وليث بن أبي سليم وعبد الله بن زبيد ومحمد بن طلحة كلهم عن زبيد بن الحارث الإيامي مرة بن شراحيل الهمداني عن عبد الله بن مسعود

أما رواية سفيان الثوري فقد أخرجها ابن أبي حاتم في التفسير ط مصطفى الباز (ج3/ص722) وابن وهب في الجامع من تفسيره (ج1/ص121) ومن طريقه أبو بكر بن مردويه كما عند ابن كثير في تفسيره ت سلامة (ج2/ص87) وأخرجها الطبراني في معجمه الكبير (ج9/ص92) وأخرجها عبد الرزاق في التفسير (ج1/ص407) ومحمد بن جرير الطبري في تفسيره ت شاكر (ج7/ص65) وأبو عبيد القاسم بن سلام الهروي في الناسخ والمنسوخ (ص260)

وأما رواية شعبة فقد أخرجها ابن أبي حاتم في التفسير ط مصطفى الباز (ج3/ص722) وعبد الله بن المبارك في الزهد (ج1/ص7-8) ومن طريقه النسائي في السنن الكبرى (ج10/ص404) وأخرجه الطبري في التفسير ت شاكر (ج7/ص65)

واما رواية مسعر ومطر فقد أخرجها ابن المنذر في التفسير (ج1/ص317) والطبراني في المعجم الكبير (ج9/ص92) ومن طريقه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء (ج7/ص238) والطبري في التفسير ت شاكر (ج7/ص65)

وأما رواية منصور بن المعتمر فقد أخرجها البيهقي في القضاء والقدر (ص230) والطبري في التفسير ت شاكر (ج7/ص66)

وأما رواية جرير بن حازم فقد أخرجها أبو داود في الزهد (ص147) وابن وهب في الجامع من تفسيره (ج2/ص85) والطبري في التفسير ت شاكر (ج7/ص65)

وأما رواية المسعودي فقد أخرجها النحاس في الناسخ والمنسوخ (ص281) والطبري في التفسير ت شاكر (ج7/ص66)

وأما رواية ليث بن أبي سليم فقد أخرجها ابن أبي شيبة في المصنف ت كمال (ج7/ص106) والطبري في التفسير ت شاكر (ج7/ص65) 

وأما رواية عبد الله بن زبيد فقد ذكرها البرقاني في علل الدارقطني (ج5/ص271)

لكن عندما رواه محمد بن طلحة عن زبيد اختلف عنه

أما المرفوع فقد أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء (ج7/ص238) حدثنا محمد بن محمد، ثنا محمد بن سفيان الصفار بالمصيصة ثنا علي بن سعيد بن صالح الجوهري، ثنا أبو النضر، ثنا محمد بن طلحة، عن زبيد، عن مرة، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأما الموقوف فقد أخرجه ابن الجوزي في نواسخ القرآن ت المليباري (ج1/ص330) أخبرنا به يحيى بن علي المدير قال: أبنا أبو الحسين بن المنصور قال: أبنا أحمد بن محمد الحرزي، قال: أبنا البغوي، قال: بنا محمد بن بكار، قال: بنا محمد بن طلحة عن زبيد عن مرة عن ابن مسعود رضي الله عنه {اتقوا الله حق تقاته} قال: فذكره.

والموقوف هو الصواب

قال ابن كثير تفسيره ت سلامة (ج2/ص87) وهذا إسناد صحيح موقوف، وقد تابع مرة عليه عمرو بن ميمون عن ابن مسعود.

قلت هذا الإسناد معلول ليس بصحيح كما سيأتي وأما قول ابن كثير (وقد تابع مرة عليه عمرو بن ميمون عن ابن مسعود) فهو منه وهم رحمه الله إنما هو قول عمرو بن ميمون ليس فيه ابن مسعود أخرجه الطبري في التفسير ت شاكر (ج7/ص66) حدثنا محمد بن سنان قال، حدثنا يحيى، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون: "اتقوا الله حق تقاته"، قال: أن يطاع فلا يعصى، ويشكر فلا يكفر، ويذكر فلا ينسى. حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو ابن ميمون، نحوه.

وأخرج البيهقي في القضاء والقدر (ص230) أخبرنا أبو نصر بن قتادة، أخبرنا أبو الحسن السراج، حدثنا مطين، حدثنا عباد بن يعقوب، حدثنا علي بن عابس، عن أبي إسحاق، عن مرة، عن عبد الله، في قول الله عز وجل: {اتقوا الله حق تقاته} [آل عمران: 102] قال: فذكر مثله.

إسناد ضعيف قلت وجود "أبو إسحاق" وهو السبيعي في الإسناد غلط إنما هو زبيد بن الحارث وعلي بن عابس ضعيف

وأما علة هذا الأثر عن ابن مسعود فهو زبيد بن الحارث فرواه كما تقدم عن مرة عن ابن مسعود وهذا خطأ إنما هو عن مرة عن الربيع بن خثيم فقد قال أبو عبيد الهروي في الناسخ والمنسوخ (ص260) حدثنا عبد الرحمن - هو ابن مهدي - عن شعبة عن زبيد عن مرة عن عبد الله مثله قال شعبة: فذكرت ذلك لعمرو بن مرة فقال: يرحم الله زبيداً إنما كان مرة يذكر هذا عن الربيع بن خثيم.

ورواية الربيع بن خيثم أخرجها أيضًا الطبري في التفسير ت شاكر (ج7/ص66) من طريق يحيى بن سعيد القطان وأخرجها أبو القاسم يوسف بن محمد المهرواني في المهروانيات (ج2/ص731-732) والطبري في التفسير ت شاكر (ج7/ص66) والبلاذري في أنساب الأشراف (ج11/ص310) من طريق أبي داود الطيالسي وأخرجها ابن المنذر في التفسير (ج1/ص318) من طريق أبي جابر محمد بن عبد الملك ثلاثتهم عن شعبة قال، حدثنا عمرو بن مرة، عن مرة، عن الربيع بن خُثَيم قال: أن يطاع فلا يعصى، ويُشكر فلا يكفر، ويذكر فلا ينسى.

وسئل الدارقطني كما في العلل (ج5/ص274) عن حديث مرة الطيب، عن عبد الله في قوله تعالى: {اتقوا الله حق تقاته}، أن يطاع فلا يعصى، ويشكر فلا يكفر، ويذكر فلا ينسى فقال: يرويه زبيد، عن مرة، عن عبد الله وخالفه عمرو بن مرة، فرواه عن مرة، عن الربيع بن خثيم قوله، قيل للشيخ مرة الهمداني، قال: نعم هو مرة بن شرحبيل الطيب الهمداني نبيل جليل.

هذا والله أعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق