مدى صحة قال أبو ذر الجليس الصالح خير من الوحدة والوحدة خير من جليس السوء

حكم الأثر: صحيح

1) الأحنف عن أبي ذر وله عنه طريقان

الأول: أخرجه ابن ابي الدنيا في العزلة والانفراد (ص57) والبيهقي في شعب الإيمان (ج7/ص57) كلاهما من طريق سعيد بن عامر، عن صالح بن رستم [زاد البيهقي: أبو عامر]، عن حميد بن هلال [وعند البيهقي: عبيد بن هلال]، عن الأحنف بن قيس، قال: جلست إلى أبي ذر وهو يسبح، فأقبل علي، فقال: أمل الخير تملأ خيرا، أليس خيرا؟ قلت: بلى والله، أصلحك الله، ثم أقبل على التسبيح، قال: والسكوت خير من إملاء الشر، أليس كذلك؟ قلت: بلى، ثم قال: والجليس الصالح خير من الوحدة، أليس كذلك؟ قلت: بلى، قال: والوحدة خير من جليس السوء، أليس كذلك؟ قلت: بلى.

إسناده جيد
- صالح بن رستم جيد فيه كلام
- عبيد بن هلال تصحيف والصواب حميد

والثاني: أخرجه العسكري في جمهرة الأمثال ط الفكر (ج2/ص330) أخبرنا أبو أحمد عن أبي بكر بن دريد عن أبي حاتم عن محمد بن موسى عن محمد بن زياد قال سمعت الأحنف بن قيس يقول أتيت المدينة فبينا أنا بها إذ رأيت الناس يسرعون إلى رجل فمررت معهم فإذا أبو ذر فجلست إليه فقال لي من أنت قلت الأحنف قال أحنف العراق قلت نعم قال لي يا أحنف الوحدة خير من جليس السوء أليس كذلك قلت نعم قال والجليس الصالح خير من الوحدة أكذاك قلت نعم قال وتكلم بخير خير من أن تسكت أكذلك قلت نعم قال والسكوت عن الشر خير من التكلم به أكذلك قلت نعم قال خذ هذا العطاء ما لم يكن ثمنا لدينك فإذا كان ثمنا لدينك فإياك وإياه.

- أبو أحمد هو الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري
- أبي بكر بن دريد هو محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية الأزدي
- أبي حاتم هو سهل بن محمد بن عثمان السجستاني
- محمد بن موسى لم أعرفه
- محمد بن زياد لم أعرفه

2) عمران بن حطان السدوسي عن أبي ذر

أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ت كمال (ج7/ص123) ومن طريقه ابن حبان في روضة العقلاء (ص101) وابن أبي عاصم في الزهد (ص41) وأخرجه ابن ابي الدنيا في العزلة والانفراد (ص66) كلاهما (ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا) من طريق أبي أسامة، عن سفيان، عن أبي المحجل، عن ابن عمران بن حطان، عن أبيه، قال: قال أبو ذر: الصاحب الصالح خير من الوحدة، والوحدة خير من صاحب السوء، ومملي الخير خير من الساكت، والساكت خير من مملي الشر، والأمانة خير من الْخَاتَمِ [وعند ابن أبي الدنيا: الخائن]، وَالْخَاتَمُ [وعند ابن أبي الدنيا: الخائن] خير من ظن السوء.

قلت "الخائن" تصحيف والصواب "الخاتم"

- قوله (الأمانة خير من الخاتم) قال ابن عرفة أراد أن وضع الشيء عند الأمين غير مطبوع عليه أطيب لنفسه ما لو ختم عليه، ووصفه عنده أمانة

- قوله (والخاتمُ خير من ظن السوء) قلت أراد الختم على الشيء أي يغطيه وهذا يعني إخفاؤه أي مثلاً عندك سوبرماركت فلو أخفيت مالك عن أجيرك بوضعه في الخزنة خير من أن تظهره أمامه ثم تسيء الظن به وتقول ربما قد سرق منه شيئاً وهذا كقول أبو العالية كنا نؤمر أن نختم على الخادم، ونكيل، ونعدها، كراهية أن يتعودوا خلق سوء، أو يظن أحدنا ظن سوء. أخرجه البخاري في الأدب المفرد وابن حرب في البر والصلة (ص181) بإسناد صحيح والله أعلم

وأخرجه الخطابي في العزلة (ص49) حدثنا محمد بن إبراهيم المكتب قال: حدثنا شكر قال: حدثنا الحسن بن الربيع قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا أبو سليمان، عن أبي المحجل، عن رجل، عن أبي ذر قال: الصاحب الخير خير من الوحدة والوحدة خير من جليس السوء، ومملي الخير خير من الساكت والساكت خير من مملي الشر والأمانة خير من الخاتم والخاتم خير من الظن. لا أدري من أبو سليمان هذا ولعله الثوري وتصحف اسمه

3) يونس بن عبيد عن أبي ذر مرسلاً

أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج66/ص215) أخبرنا أبوا الحسن الفقيهان وأبو المعالي الحسسين بن حمزة قالوا أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أبو بكر أنا أبو بكر الخرائطي نا الحسن بن عرفة نا عباد بن عباد المهلبي نا يونس بن عبيد أن رجلا أتى أبا ذر فقال أنت أبو ذر قال نعم قال فسكت وسكت ثم قال إن تملي خيرا فيكتب لك خير من السكوت ثم سكت ساعة ثم قال والسكوت خير من أن تملي شرا ثم سكت ساعة ثم قال والجليس الصالح خير من الجليس السوء ثم سكت ساعة ثم قال والوحدة خير من جليس السوء.

4) ورواه ابن وهب معضلاً في جامعه

وروي مرفوعاً ولا يصح

وروي بنحوه عن مطرف بن عبد الله بن الشخير أخرجه أحمد بن حنبل في الزهد (ص196) حدثنا عبد الرحمن، عن مهدي، عن غيلان، عن مطرف قال: جليس الصالح خير من الوحدة، والوحدة خير من جليس السوء.

إسناده صحيح
 - عبد الرحمن هو ابن مهدي
- مهدي هو مهدي بن ميمون الأزدي
- غيلان هو ابن جرير

وروي عن غير هؤلاء أيضاً

هذا وبالله التوفيق

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق