مدى صحة قال بشر بن الحارث لو أن الروم سبت من المسلمين كذا وكذا ألفا

قال بشر بن الحارث رحمه الله: لو أن الروم سبت من المسلمين كذا وكذا ألفاً، ثم فداهم رجل كان في قلبه سوء لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لم ينفعه ذلك.

حكم الأثر: لا بأس به لكن ليس بهذا اللفظ كما سيأتي

أخرجه أحمد بن مروان الدينوري في المجالسة وجواهر العلم (ج1/ص412) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج10/ص194) حدثنا يحيى بن المختار؛ قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: لو أن الروم سبت من المسلمين كذا وكذا ألفا، ثم فداهم رجل كان في قلبه سوء لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، لم ينفعه ذلك.

إسناده ضعيف جداً
- الدينوري اتهمه الدارقطني بالكذب (راجع ترجمته في الميزان للذهبي ج1/ص156 ولسان الميزان لابن حجر ج1/ص309)
- يحيى بن المختار هو البغدادي وليس النيسابوري مجهول  تفرد بالرواية عنه الدينوري ترجم له الخطيب ولم يذكر فيه جرحاً أو تعديلاً

لكن له طريق آخر أجود من هذا أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج10/ص193) أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن أبي خيش أنبأنا سهل بن بشر أنبأنا علي بن ربيعة البزاز أخبرنا الحسن بن رشيق حدثنا أحمد بن الحسن بن هارون الدَّلالُ حدثنا محمد بن منصور الطوسي قال سمعت بشر بن الحارث يقول لو أن الروم بأسرهم جاءوا إلى باب الأنبار فخرج إليهم رجل بسيف حتى ردهم إلى الموضع الذي جاءوا منهم ثم نقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدار ثقب إبرة ما نفعه ذلك.

إسناده لا بأس به
- أبو يعلى حمزة بن الحسن بن أبي خيش قال ابن عساكر كتبت عنه وكان شيخًا مستورًا مواظبًا على قراءة القرآن في السبع (تاريخ دمشق ج15/ص199)
- سهل بن بشر هو أبو الفرج سهل بن بشر بن أحمد الإسفراييني قال ابن عساكر قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي - ثقة -: سألت الشيخ أبا بكر الحافظ - هو الخطيب البغدادي -، عن أبي الفرج سهل بن بشر الإسفرايني؟ فقال: كيس، صدوق (تاريخ دمشق ج73/ص6)
- أحمد بن الحسن بن هارون الدَّلالُ هو أبو بكر الخراز مولى أبي موسى الأشعري ويعرف بالصباحي قال الخطيب وكان ثقة (تاريخ بغداد ت بشار ج5/ص139)
- علي بن ربيعة البزاز هو أبو الحسن علي بن ربيعة بن علي بن ربيعة التميمي المصري لا بأس به روى عنه جماعة وقال أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي نزيل الإسكندرية كان من المكثرين عن أبي محمد الحسن بن رشيق العسكري ولم أر عندي إلى الآن عنه عن غير ابن رشيق شيئاً وقد سمعت عليه بقراءة والدي وبقراءة أبي الرجاء الحافظ الشيرازي وغيرهما وأجاز لي جميع سماعاته فقط سنة تسع وثلاثين وخطه عندي وكان من المذكورين (كتاب مشيخة أبي عبد الله محمد الرازي لأبي طاهر السلفي ص111) وقال الذهبي الشيخ، المُعَمَّرُ (سير أعلام النبلاء ط الرسالة ج17/ص626)

وخالف محمد بن منصور في الإسناد عبد الصمد بن محمد بن مقاتل العباداني أخرجه أبو بكر الخلال في السنة (ج2/ص477) أخبرنا أبو بكر المروذي، قال: حدثني عبد الصمد، قال: قال بشر: قال عبد الله بن إدريس - هو الأودي -: لو أن الروم سبوا من المسلمين من الروم إلى الحيلة ثم ردهم رجل في قلبه شيء على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ما قبل الله منه ذلك.

إسناده حسن
- عبد الصمد هو ابن محمد بن مقاتل العباداني قال محقق السنة هو مجهول قلت ليس بمجهول بل صدوق كما سيأتي قلت ومما يدل أنه هو ما أخرجه البيهقي من طريق الصيرفي، ببغداد، ثنا أحمد بن محمد أبو بكر المروذي، حدثني عبد الصمد بن محمد بن مقاتل العباداني، عن بشر بن الحارث (شعب الإيمان ج7/ص508) وأيضاً قال الذهبي قال المروذي - هو أبو بكر - فيما رواه الخلال عنه، عن عبد الصمد العباداني: قال رجل لبشر بن الحارث: يا أبا نصر يدخل أحد من الموحدين النار (تاريخ الإسلام ت بشار ج5/ص540) وقال ابن أبي حاتم الرازي أنه روى عن بشر بن الحارث وقال أيضاً سئل أبي عنه فقال صدوق (الجرح والتعديل ج6/ص52)

وقد روى أبو بكر المروذي عن عبد الصمد بن يحيى الدهقان أيضاً قال أبو بكر المروذي حدثني عبد الصمد بن يحيى الدهقان قال دعا يزيد بن هارون (الورع لأحمد رواية المروذي ص182) وأخرج الخطيب من طريق محمد بن مخلد ثنا أبو بكر المروذي ثني عبد الصمد بن يحيى [زاد ابن الفراء: الدهقان] قال: سمعت شاذان (السابق واللاحق للخطيب ص55 وإبطال التأويلات لابن الفراء ص139) لكن لم أجد رواية للدهقان هذا عن بشر بن الحارث ولهذا فالأصح والأصوب أنه هو العباداني وقد كنت أظنه الدهقان حتى نبهني أحد الأخوة جزاه الله خيراً على أن محقق كتاب السنة للخلال قال هو العباداني

فلا أدري ما الراجح أهو من قول بشر أم من قول عبد الله بن إدريس الأودي وهناك احتمال أن بشراً رواه عن عبد الله بن إدريس ثم رواه وجعله من قوله أيضاً

وصح بنحوه عن أبي الأحوص سلام بن سليم الحنفي أخرجه ضياء المقدسي في النهي عن سب الأصحاب (ص81) أخبرنا الإمام العالم أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد المقدسي - هو ابن قدامة - أن محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان - هو ابن البطي - أخبرهم أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون أنبأنا محمد بن عمر بن القاسم بن بشر النرسي أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي ثنا إسحاق بن الحسن الحربي ثنا الحسن بن الربيع قال سمعت أبا الأحوص يقول لو أن الروم أقبلت من موضعها يعني تقتل ما بين يديها وتقبل حتى تبلغ النخيلة ثم خرج رجل بسيفه فاستنقذ ما في أيديها وردها إلى موضعها ولقي الله وفي قلبه شيء على بعض أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ما رأينا أن ذلك ينفعه.

إسناده صحيح
- محمد بن عمر بن القاسم بن بشر النرسي قال الخطيب كان شيخًا صالحًا صدوقًا من أهل السنة، معروفًا بالخير (تاريخ بغداد ت بشار ج4/ص60)
- إسحاق بن الحسن الحربي هو أبو يعقوب ثقة
- الحسن بن الربيع هو أبو علي البوراني ثقة
- أبو الأحوص هو سلام بن سليم الحنفي ثقة

هذا والله تعالى أعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق