قال البلاذري في أنساب الأشراف (ج13/ص391) حدثني الحرمازي عن أبي إسماعيل الثقفي قال: خرج الحجاج إلى ظهر الكوفة في غب مطر، فرأى رجلاً واقفا في طرف الحيرة فقال له:
ما تقول في أميركم؟
قال الرجل: الحجاج؟
قال - يعني الحجاج للرجل -: نعم
قال - يعني الرجل -: زعموا أنه من ثمود، وكفى بسوء سيرته شراً، فعليه لعنة الله
فقال الحجاج: أتعرفني؟
قال: لا
قال: أنا الحجاج.
قال الرجل للحجاج: أفتعرفني أنت، أصلح الله الأمير أنا مولى بني فلان أجن في كل شهر ثلاثة أيام فاليوم آخرهن وهو أشدهن، فضحك ولم يعرض له.
إسناده منقطع
- الحرمازي هو أبو علي الحسن بن علي مولى بني هاشم ثم مولى آل سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس، وإنما نزل بالبصرة في بني الحرماز فنسب إليهم، والحرماز لقب (انظر معجم الأدباء للحموي ج2/ص931)
وقيل إن الرجل هو غلام أبي لهب حيث قال ابن الجوزي في أخبار الظراف والمتماجنين (ص131) قال أبو إسحاق الجهيمي: تنكر الحجّاج وخرج، فمرّ على المطّلب غلام أبي لهب، فقال له: أي شيءٍ خبر الحجاج؟ فقال: على الحجاج لعنة الله، قال: متى يخرج؟ قال: أخرج الله روحه من بين جنبيه، قال: أتعرفني؟ قال: لا، قال: أنا الحجاج، قال له: أتعرفني؟ قال: لا، قال: أنا المطّلب غلام أبي لهبٍ، معروفٌ بالصّرع، أصرع في كل شهرٍ ثلاثة أيّام، اليوم أوّلها؛ فتركه ومضى.
وروي بلفظ آخر ذكره محمد بن هلال الصابئ في الهفوات النادرة (ص23) حيث قال: وحكي أن الحجاج انفرد يوما من عسكره في سواد واسط، فمر ببستاني يسقي ضيعته، فوقف معه وقال: يا بستاني، كيف حالكم مع الحجاج؟ فقال: لعنه الله، المبيد المبير، الحقود الحسود، وعاء النقمة، سافك الدماء غير حلها، المفرق بين الحبيبة ونخلها، جاعل النسا أيامى والولدان يتامى، والروح شيئا معدوما، والمال إرثا مقسوما، عجل الله منه بالانتقام، وصرف معرته ومضرته عن المسلمين والإسلام! فقال له الحجاج: أتعرفني؟ قتال: لا، قال: فأنا الحجاج! فرأى البستاني دمه طائحا وموته لائحاً، فرفع عصا كانت بيده عليه وقال: أتعرفني، أنا أبو ثور المجنون، وهذا يوم صرعي! وأزبد وأرغى وهاج وعدا، وأراد أن يضرب رأسه بالعصا، فضحك الحجاج منه ومضى.
لم أقف له على إسناد
هذا والله أعلم