مدى صحة قال عمر بن الخطاب عجبت لرجل لا يطلب الغنى بالباءة

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: عجبت لرجل لا يطلب الغنى بالباءة، والله تعالى يقول في كتابه: (إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) النور/32. والمراد بالباءة هنا النكاح

قلت هذا الأثر: ضعيف له أربعة طرق

الأول:  قتادة عن عمر

أخرجه عبد الرزاق في المصنف ط التأصيل (ج5/ص237) عن معمر، عن قتادة، أن عمر بن الخطاب قال: ما رأيت مثل رجل لم يلتمس الفضل في الباه، والله يقول: {إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله}. وقد توبع معمر أخرجه يحيى بن سلام في تفسيره (ج1/ص445) حدثنا سعيد عن قتادة أن عمر بن الخطاب كان يقول: ما رأيت مثل رجل لم يلتمس الغنى في الباءة والله يقول: {إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله} [النور: 32].

مرسل

الثاني: الحسن البصري عن عمر

أخرجه عبد الرزاق في المصنف ط التأصيل (ج5/ص235) أخبرنا هشام بن حسان، عن الحسن قال: قال عمر بن الخطاب: اطلبوا الفضل في الباه، قال: وتلا عمر: {إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله}.

مرسل

الثالث: إبراهيم ابن المنتشر

أخرجه ابن أبي حاتم في التفسير (ج3/ص868) حدثنا أحمد بن عصام، ثنا أبو أحمد يعني الزبيري ثنا مسعر، عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر، قال: قال عمر: التمسوا الغنى في الباه، قوله: {ومن كان غنيا فليستعفف} [النساء: 6]. وتابع أبا أحمد الزبيري وكيعًا أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ت عوامة (ج9/ص31) حدثنا وكيع، عن مسعر، عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر، قال: قال عمر ابتغوا الغنى في الباءة.

مرسل

الرابع: هشام بن عروة

قال ابن أبي حاتم في علل الحديث (ج4/ص25) وسألت أبي عن حديث رواه ابن أبي عمر العدني، عن ابن عيينة، عن ابن عجلان؛ قال: قال عمر: ما رأيت رجلا بعد هذه الآية: {بسم الله الرحمان الرحيم *} {إن ... } قال عمر: ابتغوا الغنى في النكاح؟ وقال أبي: أخشى أن يكون وهم ابن أبي عمر في الكلام الأخير؛ لأن ابن عيينة يرويه عن هشام بن عروة؛ قال: قال عمر: ابتغوا الغنى في النكاح.

مرسل

وأخرج الثعلبي في تفسيره (ج7/ص95) وأخبرني ابن فنجويه قال: حدثنا محمد بن الحسن بن بشر قال: حدثنا أبو يوسف محمد ابن سفيان بن موسى الصفار بالمصيصة قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن ناصح قال: حدثنا عبد العزيز الدراوردي عن ابن عجلان أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فشكا إليه الحاجة فقال: عليك بالباءة، وشكا رجل الى أبي بكر رضي الله عنه بعد النبي صلى الله عليه وسلم فشكا إليه الحاجة فقال: عليك بالباءة، وجاء رجل الى عمر رضي الله عنه بعد أبي بكر فشكا إليه الحاجة فقال: عليك بالباءة، كل يريد قوله سبحانه إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله. قال ابن عجلان: وقال أبو بكر وعمر رضي الله عنهما: ابتغوا الغنى في النكاح

وهذه الطرق كلها مرسلة لكن مخارجها مختلفة لا يرون عن بعضهم إلا ما رواه قتادة فإنه يروي عن الحسن والأثر بمجموع طرقه إلى الضعف أقرب منه إلى الصحة هذا والله تعالى أعلم 

وروي بنحوه عن أبي بكر الصديق أخرجه ابن أبي حاتم في التفسير ط مصطفى الباز (ج8/ص2582) حدثنا أبي، ثنا محمود بن خالد الأزرق، ثنا عمر بن عبد الواحد، عن سعيد بن عبد العزيز، قال: بلغني أن أبا بكر الصديق، رضي الله عنه قال: أطيعوا الله فيما أمركم به من النكاح، ينجز لكم ما وعدكم من الغنى، قال تعالى: {إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله} [النور: 32].

إسناده ضعيف معضل 

وله طريق آخر أخرجه الثعلبي في تفسيره (ج7/ص95) وأخبرني ابن فنجويه قال: حدثنا محمد بن الحسن بن بشر قال: حدثنا أبو يوسف محمد ابن سفيان بن موسى الصفار بالمصيصة قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن ناصح قال: حدثنا عبد العزيز الدراوردي عن ابن عجلان أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فشكا إليه الحاجة فقال: عليك بالباءة، وشكا رجل الى أبي بكر رضي الله عنه بعد النبي صلى الله عليه وسلم فشكا إليه الحاجة فقال: عليك بالباءة، وجاء رجل الى عمر رضي الله عنه بعد أبي بكر فشكا إليه الحاجة فقال: عليك بالباءة، كل يريد قوله سبحانه إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله. قال ابن عجلان: وقال أبو بكر وعمر رضي الله عنهما: ابتغوا الغنى في النكاح.

إسناده ضعيف مرسل

وبنحوه عن ابن مسعود أخرجه الطبري في التفسير ت شاكر (ج19/ص166) حدثنا أبو كريب، قال: ثنا حسن أبو الحسن، وكان إسماعيل بن صبيح مولى هذا، قال: سمعت القاسم بن الوليد، عن عبد الله بن مسعود، قال: التمسوا الغنى في النكاح، يقول الله: {إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ}.

إسناده ضعيف ومعنى هذا الإسناد أي أبو كريب عن حسن أبي الحسن سمعت القاسم أما ذكر إسماعيل بن صبيح مولى الحسن أبو الحسن في الإسناد في فهو من باب المعرفة

هذا والله تعالى أعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق