قال رجل للحسن البصري إن قوماً يجالسونك ليجدوا بذلك إلى الوقيعة فيك سبيلا (أي يتصيدون الأخطاء) فقال: هون عليك يا هذا فإني أطمعت نفسي في الجنان فطمعت وأطمعتها في النجاة من النار فطمعت وأطمعتها في السلامة من الناس فلم أجد إلى ذلك سبيلاً فإن الناس لم يرضوا عن خالقهم ورازقهم فكيف يرضون عن مخلوق مثلهم؟.
حكم الأثر: ضعيف وله عنه ثلاثة طرق:
الأول: أخرجه أبو عثمان سعيد البحيري في التاسع من فوائده (ص14) ومن طريقه ابن عساكر في كتابه تبين كذب المفتري فيما نسب إلى الأشعري (ص422) سمعت أبا عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، يقول: حدثني أبو بكر إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الفقيه، ثنا جعفر بن محمد الزعفراني، قال: سمعت عبد الرحمن بن عمر الأصبهاني، يقول: كنا في مجلس عبد الرحمن بن مهدي، إذ دخل عليه شاب فما زال يدنيه حتى أجلسه إلى جنبه، قال: فقام شيخ من المجلس، فقال: يا أبا سعيد إن هذا الشاب ليتكلم فيك، حتى إنه ليكذبك، فقال عبد الرحمن: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم {34} وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم {35}} [فصلت: 34-35]، ثم قال عبد الرحمن: ثنا أبو عبيدة الناجي، قال: كنا في مجلس الحسن البصري إذ قام إليه رجل، فقال: يا أبا سعيد إن هاهنا قوما يحضرون مجلسك ليتتبعون سقط كلامك، فقال الحسن: يا هذا إني أطمعت نفسي في جوار الله , فطمعت، وأطمعت نفسي في الحور العين فطمعت، وأطمعت نفسي في السلامة من الناس فلم تطمع، إني لما رأيت الناس لا يرضون عن خالقهم علمت أنهم لا يرضون عن مخلوق مثله.
إسناده ضعيف جدًا
- أبو عبيدة الناجي هو بكر بن الأسود ضعيف ليس بشيء
الثاني: أخرجه أبو نعيم في كتابه حلية الأولياء (ج6/ص305) حدثنا عثمان بن محمد العثماني، ثنا أحمد بن عبد الله بن سليمان القرشي، عن شيبان بن فروخ الأيلي، ثنا مبارك بن فضالة، قال: سمعت الربيع بن صبيح، يقول: قلت للحسن: إن ههنا قوما يتبعون السقط من كلامك ليجدوا إلى الوقيعة فيك سبيلا فقال: لا يكبر ذلك عليك فلقد أطمعت نفسي في خلود الجنان فطمعت وأطمعتها في مجاورة الرحمن فطمعت، وأطمعتها في السلامة من الناس فلم أجد إلى ذلك سبيلا لأني رأيت الناس لا يرضون عن خالقهم فعلمت أنهم لا يرضون عن مخلوق مثلهم.
إسناده ضعيف
- عثمان بن محمد العثماني هو أبو عمرو عثمان بن محمد بن عثمان بن محمد بن عبد الملك بن سليمان بن عبد الملك بن عبد الله بن عنبسة بن عمرو بن عثمان بن عفان قال عنه الذهبي أحد الضعفاء راوية للموضوعات والعجائب (تاريخ الإسلام للذهبي ت بشار ج8/ص243)
- أحمد بن عبد الله بن سليمان القرشي لم أعرفه
الثالث: أخرجه البيهقي في كتابه الزهد الكبير (ص105) أخبرنا عبد الله بن يوسف الأصبهاني، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن يزيد اللبان بهمذان قال: سمعت محمد بن حمدان الطرائفي يقول: سمعت الربيع بن سليمان يقول: أنبأنا أسد بن موسى، أنبأنا جرير بن حازم قال: قيل للحسن البصري: إن الناس يأتون مجلسك ليأخذوا سقط كلامك فيجدون الوقيعة فيك، فقال: هون عليك فإني أطمعت نفسي في جوار الله، فطمعت وأطمعت نفسي في الجنان فطمعت وأطمعت نفسي في الحور العين، فطمعت وأطمعت نفسي في السلامة من الناس، فلم أجد إلى ذلك سبيلاً، إني لما رأيت الناس لا يرضون عن خالقهم علمت أنهم لا يرضون عن مخلوق مثلهم.
إسناده ضعيف أبو العباس أحمد بن محمد بن يزيد اللبان لم أعرفه
هذا والله أعلم