مدى صحة حديث لا تسبوا الشيطان وتعوذوا بالله من شره

عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تسبوا الشيطان وتعوذوا بالله من شره.

حكم الحديث: معلول والصواب أنه من قول أبي هريرة

أخرجه محمد المخلص في المخلصيات (ج2/ص292) ومن طريقه الديلمي كما (ج7/ص154-155) حدثنا عبد الله [وعند الديلمي: البغوي] حدثنا ابن زنجويه حدثنا عبد الغفار بن داود أبو صالح الحراني قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تسبوا الشيطان، وتعوذوا بالله من شره.

قال بعضهم أن ابن زنجويه هذا هو أبو أحمد حميد بن مخلد وعندي أنه خطأ والصواب أنه محمد بن عبد الملك بن زنجويه فهو الذي له روايات عن عبد الغفار بن داود كما عند الطبري في تهذيب الآثار الجزء المفقود (ص104)

وقد توبع ابن زنجويه تابعه يحيى بن أيوب العلاف أخرجه تمام الرازي في فوائده (ج1/ص311) وتابعه أبو عمر هلال بن العلاء الباهلي أخرجه أبو عبد الله الغَضَائِرِيُّ في جزءه (ص181) ولفظهما سواء: لا تسبوا الشيطان فإنه يتغيظ، ولكن تعوذوا بالله عز وجل من شره.

وأحياناً الأئمة الكبار كأحمد وأبي داود والنسائي..إلخ يعرضون عن هكذا أسانيد لأنها معلولة

وقد خولف عبد الغفار بن داود خالفه الصوري فأوقفه على أبي هريرة من قوله

أخرجه الإمام يحيى بن معين في الجزء الثاني من فوائده رواية أبي بكر المروزي (ص120) حدثنا محمد بن المبارك الصوري، ثنا عيسى بن يونس، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: لا تسبوا الشيطان، فإنه يتغيظ، ولكن تعوذوا بالله من شره.

وهذا هو الصواب وقال الدارقطني يرويه الأعمش واختلف عنه فرواه أبو صالح الحراني عبد الغفار بن داود عن عيسى بن يونس عن الأعمش مرفوعاً وغيره لا يرفعه وهو الصحيح (علل الدارقطني ج10/ص146)

وقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه ط التركية (ج2/ص72) من طريق أبي الدرداء، قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعناه يقول: أعوذ بالله منك ثم قال ألعنك بلعنة الله ثلاثاً، وبسط يده كأنه يتناول شيئاً، فلما فرغ من الصلاة قلنا: يا رسول الله قد سمعناك تقول في الصلاة شيئاً لم نسمعك تقوله قبل ذلك، ورأيناك بسطت يدك، قال: إن عدو الله إبليس، جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي، فقلت: أعوذ بالله منك، ثلاث مرات، ثم قلت: ألعنك بلعنة الله التامة، فلم يستأخر، ثلاث مرات، ثم أردت أخذه، والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقاً يلعب به ولدان أهل المدينة.

هذا والله أعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق